في بيئة الأعمال اليوم أصبحت المنظمات تدرك أهمية تبني الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات في جميع عملياتها بشكل متزايد. في هذا العصر الرقمي تتمتع المنظمات بفرصة للتفاعل مع أصحاب المصلحة ومشاركة مبادراتهم وسلوكياتهم في المسؤولية الاجتماعية للشركات على مستوى العالم من خلال منصات مختلفة. ومع زيادة وعي المستهلكين من الناحية الاجتماعية والبيئية أصبحت المنظمات والعلامات التجارية أكثر وعيًا لمواءمة استراتيجيتها وعملياتها مع وضع الآثار الاجتماعية والبيئية في الاعتبار. على سبيل المثال: تحاول شركة “طيران الإمارات” تقليل تأثيرها البيئي خلال عملياتها. يشمل ذلك: استخدام بطانيات في الدرجة الاقتصادية على متن الرحلات الطويلة والتي يتم تصنيعها من عبوات بلاستيكية معاد تدويرها بنسبة 100%، والاستثمار في أنظمة الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء النظيفة في اثنين من المرافق الرئيسية للشركة: الإمارات لتموين الطائرات ومركز الإمارات لصيانة المحركات. وفي حين أن هناك إدراكًا بأن المستهلكين ينجذبون إلى الشراء من المؤسسات المسؤولة اجتماعيًا يجب تطبيق المسؤولية الاجتماعية للشركات وإدارتها بشكل مسؤول. وهناك مخاوف من عدم معرفة ما إذا كانت بعض المبادرات التنظيمية حقيقية أو يتم استخدامها ببساطة كنوع من الدعاية. بدأ المستهلكون يفقدون الثقة في العلامات التجارية؛ حيث يرون أنه فى بعض الأحيان يتم استخدام مفاهيم وأفكار ذات معنى لهم لتحقيق الربحية. وبالتالى يجب على المؤسسات والشركات ألا تقلل من مستوى وعي المستهلكين. على سبيل المثال: الثقافة الداخلية في فندق ماريوت مبنية على إحداث فرق في مجتمعاتنا؛ حيث تشمل المبادرات التي يتم تطبيقها ضمان إكمال 100% من شركاء العقارات تدريبًا في مجال حقوق الإنسان بحلول عام 2025 واستثمار 35 مليون دولار في البرامج والشراكات التي تطوّر مهارات الضيافة بين النساء والأشخاص ذوي الإعاقة والمحاربين القدامى واللاجئين. عندما تكون المسؤولية الاجتماعية للشركات حقيقية يمكنها جذب الأشخاص الذين يتشاركون ويؤمنون بنفس المعتقدات والقيم مثل تلك الخاصة بالمؤسسات. يساعد ذلك في نمو العلامة التجارية وزيادة أرباحها. وفي حين أن التكلفة الأولية لتنفيذ وتطبيق ممارسات مستدامة ومسؤولة اجتماعيًا في المؤسسات قد تكون عالية فإن الفوائد طويلة الأجل مجزية. ورغم ذلك فإن دمج الممارسات المستدامة لا يقلل من التكاليف التشغيلية فحسب بل يجلب أيضًا مكاسب على المدى الطويل. بقلم الدكتور شون لوخري؛ أستاذ مساعد في كلية إدنبرة لإدارة الأعمال بجامعة هيريوت وات دبي. اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: تعزيز التنوع والمساواة.. أي دور للمسؤولية الاجتماعية؟ القيمة السوقية للشركات.. هل تتأثر بالدور الاجتماعي؟ الاستثمار في الأدوات المالية المسؤولة.. فرص وتحديات الاقتصاد الدائري.. تعريفه وأهميته