أطل تنظيم داعش الإرهابي برأسه من جديد في الأراضي السورية، حيث نفذ، اليوم الجمعة، ثالث هجوم دموي له خلال أغسطس/ آب الجاري. بحسب المرصد السوري، هجوم داعش أسفر عن مقتل وإصابة عدد من العسكريين السوريين، جراء استهداف حافلتهم جنوب شرقي مدينة دير الزور. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، مقتل 23 عسكريا وإصابة أكثر من 10 آخرين بجروح متفاوتة، في كمين نصبته عناصر من تنظيم داعش لحافلة تقل جنودًا سوريين في بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي. وأضاف رامي عبد الرحمن، في تصريحات خاصة لقناة الغد الإخبارية، أن تنظيم داعش الإرهابي قتل نحو 250 عسكريًا من الجيش السوري، وموالين له، منذ مطلع العام الجاري. وأوضح رامي عبد الرحمن، أن هناك أطرافًا تريد عودة تنظيم داعش إلى الأراضي السورية، متهما الولايات المتحدة الأميركية وإيران، بأنهما وراء ذلك المخطط. استهداف القوافل قبل 3 أيام، قُتل 10 عناصر من الجيش السوري، جراء استهداف حواجز عسكرية في محافظة الرقة، التي كانت تعد أبرز معاقلِ داعش في سوريا. كما قتل 7 آخرون، مطلع الشهر الحالي، جراء هجوم على قافلة، تضم صهاريج نفطٍ في ريف حماة الشرقي. هجوم جديد تبنى تنظيم داعش هجوم اليوم الجمعة، وفق ما نقلت وكالة أعماق التابعة له عبر حسابات على تطبيق تلغرام. وقال إن عناصره «نصبوا كميناً محكماً (…) لحافلتين عسكريتين» قبل أن يستهدفوهما «بنيران كثيفة وعدد من القذائف الصاروخية»، ما أدى إلى احتراق حافلة وإعطاب الأخرى. داعش يتعافى في السياق ذاته، كشف الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، حسن أبو هنية، عن أن تنظيم داعش يشن هجمات في شمال شرق سوريا، ضد قوات «قسد» بالإضافة إلى عمليات أخرى في العراق، وكذلك إفريقيا. وأضاف أبو هنية في برنامج «وراء الحدث» عبر قناة الغد الإخبارية أن تنظيم داعش يشن هجمات موسعة مؤخرًا في سوريا، في ريف دير الزور والرقة، وهو ما يشير إلى أن التنظيم يتعافى. كما أشار أبو هنية إلى أن هناك انقساما داخل الأراضي السورية قائلا: «التحالف الدولي يستهدف شمال شرق البلاد، فيما تخضع مناطق أخرى في الشمال لتركيا». وأوضح أبو هنية أن انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا ترك تأثيرا على العمليات الجوية الروسية في سوريا، فأصبح الجيش السوري بلا غطاء كاف، وهو ما سمح للتنظيم الإرهابي لتنفيذ هجمات أكثر «جرأة». وشدد أبو هنية على أن تكتيكات الجيش السوري، والجماعات المسلحة لا تتناسب حاليا مع طبيعة عمليات تنظيم داعش، وبالتالي فقد يصل التنظيم إلى مناطق متعددة. زعيم التنظيم أكد تنظيم داعش الإرهابي، في 3 أغسطس/ آب الجاري، مقتل زعيمه أبو الحسين الحسيني القرشي واختيار أبو حفص الهاشمي القرشي خليفة له، وفقا لما أعلنه متحدث باسم التنظيم عبر تسجيل غير مؤرخ نشر على قناة للتنظيم على تطبيق تلغرام. وقال المتحدث باسم التنظيم، أبو حذيفة الأنصاري، في رسالة صوتية إن القرشي قتل في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة. وأضاف أن القرشي قتل على يد أعضاء في «هيئة تحرير الشام»، الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، عند محاولته أسرهم في إدلب. ورغم ضربات تستهدف قادته وتحركاته، ينفّذها بالدرجة الأولى التحالف الدولي بقيادة واشنطن أو القوات الروسية، لا يزال التنظيم قادراً على شنّ هجمات متفرقة، خصوصاً في شرق وشمال شرقي سوريا. ومُني التنظيم الإرهابي الذي سيطر عام 2014 على مساحات واسعة بسوريا والعراق، بهزائم متتالية في البلدين، وصولاً لإعلان هزيمته تماما عام 2019.
مشاركة :