هل يستيقظ الإعلام في سفاراتنا ؟؟

  • 12/31/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بمناسبة لقاء وزارة الخارجية بالسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج صرحت الوزارة أنها بصدد تطوير أداء الإدارات الإعلامية في السفارات لتصحيح الصورة النمطية للمملكة بالتواصل والتفاعل مع الوسائل والأوساط الإعلامية، وتوضيح سياسات المملكة حيال القضايا الهامة التي تشغل العالم وتتجاذبها مواقف مختلفة للدول المعنية والمتأثرة بها. والحقيقة أن الوزارة بهذا التصريح تفتح ملفا في غاية الأهمية سبقت الإشارة له في أكثر من مناسبة من حيث عدم الرضا عن كيفية إدارته ومدى الاهتمام به رغم وقوع أحداث هامة شاب مواقف المملكة خلالها سوء فهم ولبس وتجاوز وتحريف من شخصيات سياسية ووسائل إعلامية أدت إلى خلق انطباعات سلبية ترسخ بعضها لدى المتلقي بسبب عدم المبادرة لتصحيحها في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب. وفي مسألة الأسلوب فإننا للأسف مازلنا نخاطب الآخر المختلف فكرا وثقافة بذات الأسلوب الذي نخاطب به مجتمعنا وكأنه امتداد له، فنجد البيانات والتصريحات الموجهة للداخل هي نفسها الموجهة للخارج لتصبح عديمة الجدوى والتأثير. وإذا أردنا استحضار مثال قريب لقضية لم تشهد حراكا إعلاميا خارجيا بمستوى أهميتها فإنه بالإمكان الحديث عن أزمة المخالفين لأنظمة الإقامة من الجنسية الإثيوبية عندما أساءوا للأمن وعاثوا فسادا رغم مشروعية الإجراءات بحقهم وسلامة الموقف القانوني لأجهزة الدولة. حينها تظاهر الإثيوبيون في أكثر من عاصمة ووظفوا بعض وسائل الإعلام لتصوير القضية بأنها تعسف واضطهاد وحقوق إنسان بدلا من كونها مخالفات نظامية وجرائم جنائية يعاقب عليها القانون في أي مكان. حينئذ تساءلت في هذه الزاوية عن الدور الغائب لبعثاتنا الدبلوماسية ومتى ستنهض بمهمتها الإعلامية إذا لم تتفاعل مع حدث كهذا. وهناك مثال آخر قريب هو اعتذار المملكة عن قبول عضوية مجلس الأمن وما تلاه من هجوم كثيف لكتاب وإعلاميين في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الغربية، وهو هجوم بالغ في الشطط والخروج عن الموضوع الأساسي بإقحام تصورات وافتراضات بعيدة عن الحقيقة، لكنها لم تواجه بأداء إعلامي فعال لبعثاتنا الدبلوماسية. والحقيقة أن الأمثلة كثيرة جدا، والضرر الذي لحق بنا من سياسة الصمت أو البيانات الضبابية غير المؤثرة ضرر كبير لأن القناعات التي تولدت لدى شرائح كثيرة في المجتمعات الخارجية يصعب تصحيحها فضلا عن إزالتها. والآن إذا كانت وزارة الخارجية جادة بالفعل في تنفيذ توجهها الذي أصبح ضرورة حتمية فإن عليها البدء بمطبخها الإعلامي الرئيسي لوضع رؤية واضحة واستراتيجية فعالة وأهداف عملية تلزم بها كل بعثاتنا الدبلوماسية بعد أن تعيد النظر في إداراتها الإعلامية باختيار الكفاءات التي تتوفر فيها مقومات النجاح والوعي بأهمية الدورالمناط بها والذي يجب أن يتسق مع أهمية دور المملكة وحضورها العالمي.

مشاركة :