الشاهين الاخباري تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم بعد غد الثلاثاء الموافق 15 آب، الفيلم الأميركي ” لم تتوقف الموسيقي ابدا” من إخراج جيم كوهيبيرغ، وعلى فترتين في تمام الساعة السادسة والنصف والثامنة مساء، وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمان. وقال عضو لجنة السينما الناقد والإعلامي رسمي محاسنة في بيان صحفي، إن الفيلم الذي صدر في العام 2011، يعود بنا إلى العام 1956، حيث عائلة المهندس”هنري” وزوجته الوادعة “هيلين” وابنهما “غابرييل وعمره 12 سنة”، يمرحون، ويتحدثون عن الموسيقى وتاريخها، ونعرف بأن “هنري” ينتمي للحزب الجمهوري، وأنه مغرم بالموسيقى الكلاسيكية. وأضاف، هذا الاستهلال يؤسس للعلاقة اللاحقة بين الأب والأم وابنهما، الذي غادر العائلة غاضبا، وغاب 20 عاما، وباتصال هاتفي يعرفون أن أبنهم في المستشفى فاقد الوعي والذاكرة، بسبب ورم في الدماغ، أثر على الجزء المتعلق بالذاكرة. هنا تبدأ رحلة استرجاع للذكريات، وبالرغم من إصرار طبيب الأعصاب المشرف على العلاج على أنه لا يوجد أمل باستعادة الذاكرة بسبب تلف الجزء المختص بها في الدماغ، إلا أن العائلة لا تفقد الأمل، وتبحث عن كل الذكريات التي يمكن أن تستعيد ذاكرة ابنهم. تتدخل “ديان” المختصة بالمعالجة بالموسيقى، صاحبة التجربة في استعادة حركة وأصوات أشخاص أصيبوا بالتلف في أدمغتهم، لتبدأ رحلة الأمل مع “غابرييل”، عندما لاحظت استجابته لإحدى الأغاني التي كان يحبها في طفولته. المدخل كان في النبش بالذاكرة، رغم إقالة “هنري” من عمله، وإصابته لاحقا بنوبة قلبية، واضطرار الأم “هيلين” للعمل، بعد أن ضاق مصدر الرزق، بسبب فواتير المستشفى، فإن كل هذه الظروف تم تجاوزها، لتوظيف كل ما هو متاح للمساهمة بالعلاج، وبشكل خاص أغنية “البيتلز”، “كل ما تحتاجه هو الحب”، التي تفجر بداخله الطاقة، ويستعيد بها نفسه، ويتزامن ذلك مع علاقته بعاملة الكافتيريا “سيليا”، التي يجد في مغازلتها، واهتمامها به نافذة رومانسية. الأب “هنري” يشحذ ذاكرته، لاستعادة ذكريات ابنه، أين كان يتفق أو يختلف معه، وكان الأب لا يحتمل موسيقى فرقة “غريتفل ديد”، وكان هذا سبب قرار غابرييل بالهرب، بعد أن منعه والده، من حضور حفل الفرقة. وفي محاولة استعادة أبنه، فإن هنري يتابع أخبار فرقة ابنه المفضلة، وبعد محاولات يحصل على تذكرتين، لتكون ليلة من المصالحة التامة. وبين محاسنة أن الفيلم يتناول دور الموسيقى في الحياة، فإذا كان علاج “غابرييل” بالموسيقى قد أخذ وقتا طويلا من الفيلم، فإن هناك رسائل مشفرة يحملها الفيلم، منها دور الموسيقى في مناهضة الحروب، وتسلط الأنظمة، والتأكيد على حق الشعوب بالاستقلال والحرية، وذلك بالعودة إلى موسيقى الستينات والسبعينات. وأشار إلى أن المخرج ” جيم كوهيبيرغ ” اشتغل على سيناريو مكتوب بسلاسة، دون الوقوع في الميلودراما أو تشتيت الشخصيات، فكان هذا الأداء المدهش للأب “جي كي سيمونز” بتحولات مشاعر الشخصية، و”كارا سيمور”، التي أدت دور الأم بانفعالات منطقية، وكذلك الأبن “لو تايلور بوتشي”، الذي مزج في أدائه ما بين براءته وتمرده، والمعالجة بالموسيقى “جوليا اورموند” التي أدت دورها بإتقان، وكذلك بقية الشخصيات الثانوية مثل عاملة الكافتيريا “ميا مايسترو” التي كانت تمثل حالة من البهجة في طريق شفاء “غابرييل”، وكذلك زميلته في فترة المراهقة “تامي بلانشرد” بحضورها القصير والجميل. واختتم محاسنة بالقول: “الموسيقى” لن تتوقف عن الأمل والأسرة والحب والموقف من الحياة والتواصل بين الأجيال، والموسيقى الحقيقية.
مشاركة :