هجوم مسلح على مرقد شيعي يعرّي ثغرات أمنية في إيران

  • 8/13/2023
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - قُتل شخص وأصيب ثمانية آخرون بجروح في هجوم مسلّح استهدف الأحد مرقدا شيعيا في مدينة شيراز في جنوب إيران، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن مسؤولين، في ثاني هجوم من نوعه يستهدف المزار نفسه في أقلّ من عام. وتفرض إيران عادة رقابة أمنية مشددة على المراقد الشيعية التي يتوافد إليها المئات يوميا ومن ضمنها مرقد شاه شيراغ في جنوب البلاد التي تعرض العام الماضي لهجوم دمويا. وشكل هجوم الأحد اختبارا لجاهزية الأمن الإيراني لمواجهة مثل هذا الطارئ، لكنه كشف في الوقت ذاته ثغرات عرّت دعاية القوة والفاعلية الأمنية التي تروج لها السلطات.   وكانت حصيلة سابقة أعلنتها "إرنا" أفادت بوقوع "أربعة قتلى في هجوم إرهابي شنّه رجلان مسلّحان على مرقد شاه شيراغ" في مدينة شيراز، لكنّ الوكالة عادت وصحّحت تقريرها، مشيرة إلى أنّ الهجوم نفّذه مسلّح واحد وأنّ الحصيلة هي قتيل وثمانية جرحى. ونقلت إرنا عن إسماعيل غزال سوفلا، نائب محافظ فارس، قوله "قُتل شخص وأصيب ثمانية آخرون بجروح في الهجوم"، مضيفا أنّ الجرحى "نُقلوا إلى مراكز طبية ويخضعون للعلاج". وفي بادئ الأمر، تضاربت حصيلة الهجوم في وسائل الإعلام الإيرانية. وأفادت إرنا ووكالة تسنيم للأنباء بأنّ الهجوم نفّذه مسلّحان تمّ توقيف أحدهما في حين لاذ الآخر بالفرار. لكنّ قائد الحرس الثوري في محافظة فارس يدالله بوعلي قال للتلفزيون الحكومي إنّ الهجوم نفّذه شخص واحد تمّ توقيفه، مضيفا "دخل إرهابي إلى الحرم وأطلق النار من بندقية". كما أوضح أنّ "العديد من الزوّار الذين كانوا على مقربة منه أصيبوا بجروح". وبحسب محافظ فارس محمد هادي إيمانية، فقد وقع الهجوم قرابة الساعة 19:00 (15:30 ت غ)، بينما أظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي سيارات إسعاف تهرع إلى موقع الهجوم. ونقلت إرنا عن الرئيس إبراهيم رئيسي قوله في بيان إنّه أمر بفتح تحقيق في الهجوم، متوعدا بسوق المسؤولين عنه أمام القضاء. وهذا ثاني هجوم يستهدف في أقلّ من عام ضريح أحمد بن موسى الكاظم، شقيق ثامن الأئمة المعصومين لدى الشيعة الإثني عشرية الإمام الرضا. ويعتبر هذا المرقد من أهمّ المزارات الشيعية في الجمهورية الإسلامية. وفي اكتوبر/تشرين الأول 2022 قُتل 13 شخصا وأصيب 30 آخرون بجروح في هجوم مسلّح استهدف المزار نفسه. ويومها، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي مسؤوليته عن الهجوم. وفي يوليو/تموز الماضي قال موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطات القضائية الإيرانية إنّ رجلين شُنقا في ساحة عامة لضلوعهما في الهجوم على الضريح في شيراز، موضحا أنّ محمد رامز رشيدي ونعيم هاشم قتالي أُعدما بعد أن دينا بتهم "الإفساد في الأرض والتمرّد المسلّح والعمل ضدّ الأمن القومي" بالإضافة إلى "التآمر على أمن البلاد". ولم يحدّد الموقع جنسية هذين الرجلين، لكن السلطات أعلنت في أعقاب الهجوم أنّ أجانب من جنسيات عدّة بينهم أفغان، متورّطون في الهجوم. وفي نوفمبر/تشرين الثاني أعلنت الجمهورية الإسلامية توقيف 26 "إرهابيا تكفيريا" من أفغانستان وأذربيجان وطاجيكستان لصلاتهم بالهجوم. وفي إيران التي يعتنق غالبية سكّانها المذهب الشيعي عادة ما تستخدم عبارة "إرهابيين تكفيريين" للإشارة إلى جهاديين أو عناصر في تنظيمات سنّية متطرفة. والشهر الماضي ذكرت إرنا أنّ المدانَين بالهجوم على الضريح شُنقا فجر الثامن من يوليو/تموز في شارع قريب من الضريح الواقع في شيراز، عاصمة محافظة فارس. وبحسب "ميزان أونلاين" فقد اعترف رشيدي بتعاونه مع تنظيم الدولة الإسلامية لتنفيذ إطلاق النار. وأكّد كاظم موسوي، رئيس المحكمة العليا في محافظة فارس، أنّ ثلاثة متّهمين آخرين في هذه القضية حُكم عليهم بالسجن لمدة 5 و15 و25 عاما بعدما دينوا بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وبحسب السلطات الإيرانية فإنّ المهاجم الرئيسي الذي قالت وسائل إعلام إيرانية إنّه رجل في الثلاثينيات من عمره يدعى حامد بدخشان، توفي متأثرا بجروح أصيب بها أثناء إلقاء القبض عليه. وبُعيد الهجوم في نوفمبر/تشرين الثاني، قالت طهران إنّ 26 "إرهابيا تكفيريا" من أفغانستان وأذربيجان وطاجيكستان أوقفوا لصلاتهم بالهجوم. وأول هجوم تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية في إيران يعود إلى عام 2017 عندما هاجم مسلّحون وانتحاريون مبنى البرلمان في طهران وضريح الخميني، مؤسّس الجمهورية الإسلامية، مما أسفر عن مقتل 17 شخصا وإصابة عشرات آخرين بجروح. وأتى الهجوم على ضريح شاه شيراغ العام الماضي بعد أكثر من شهر من بدء تظاهرات حاشدة في إيران احتجاجا على وفاة شابة إيرانية كردية أثناء احتجازها. وتوفيت مهسا أميني عن 22 سنة بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق بتهمة عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في الجمهورية الإسلامية. ويومها قال رئيسي إنّ "أعمال الشغب"، المصطلح الذي تستخدمه السلطات لوصف التظاهرات الاحتجاجية، مهّدت الطريق أمام هجمات "إرهابية".

مشاركة :