السعودية تدعو إلى تكثيف الجهود لمعالجة توظيف الدين لأغراض سياسية

  • 8/13/2023
  • 23:36
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، أن التوظيف السياسي لدى بعض الجماعات الحزبية للعمل الإسلامي جعل الدين سلما لتحقيق أهدافهم ولو على حساب الدين، داعيا إلى تكثيف الجهود لمعالجة توظيف الدين لأغراض سياسية، لافتا إلى أن الحاجة اليوم للاجتماع تعظم في ظل فشو البدع والمحدثات في الدين ومحاولة تسطيح فهم الإسلام وقصره على بعض الشعائر المخترعة ليكون أهله أبعد الناس عن حقيقة الاتباع لمحمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء بمنهج واضح يجمع بين متطلبات الروح والجسد وبين العمل للدنيا وعمارتها بالخير والبناء الحضاري. جاء ذلك في كلمة المملكة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الإسلامي الدولي "التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم"، الذي انطلقت أعماله أمس، في مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تحت شعار "تواصل وتكامل"، بمشاركة 150 من العلماء والمفتين ورؤساء المراكز الإسلامية والجمعيات الإسلامية من 85 دولة. وأشار آل الشيخ إلى أن المؤتمر يجسد المعنى العظيم للتشاور وينطلق من هذه البلاد المباركة، السعودية، التي تبنت هذا المبدأ العظيم منذ نشأتها على يد الإمام المجدد الملك عبدالعزيز، وهي تحمل رسالة الإسلام الصافية، وتنشر مبادئ العدل والرحمة والوسطية والاعتدال في منهج أصيل أصبح مثالا يحتذى وأثرا يقتفى في الدعوة إلى الله تعالى وفق منهج الكتاب الكريم والسنة النبوية وفهم سلف لهذه الأمة. وأضاف أن هذا المنهج يجمع بين الأصالة والمعاصرة والحفاظ على الثوابت والأخذ بالمتغيرات فيما يحقق المصلحة الدينية والدنيوية، مؤكدة أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، تدعو العالم أجمع لهذا المنهج الذي يحمل الخير والرحمة والدعوة والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف والانحلال والإلحاد. وأشار إلى أهمية المؤتمر في التشاور والتعاون الذي يخدم منهج الإسلام الوسطي المعتدل بسبب تصاعد حدة خطابات العنف والتطرف وركوب جماعات من أهل الأهواء مناهج فاسدة أساءت لسماحة الإسلام وعدله. ورفع وزير الشؤون الإسلامية في ختام كلمته الشكر لخادم الحرمين الشريفين، على الموافقة على إقامة هذا المؤتمر ورعايته، كما قدم الشكر لولي العهد على المتابعة وحسن التوجيه وما تلقاه الوزارة من دعم لجميع برامجها. وأبان الشيخ نوريز أوتبينوف مفتي كازاخستان في كلمته، أنه في الأيام الأخيرة، وفي عدد من الدول الأوروبية، تتكرر حوادث حرق القرآن الكريم الذي يعد كتابا مقدسا بالنسبة للمجتمع الإسلامي، داعيا إلى إصدار بيان مشترك لإدانة هذه الأحداث الدنية. وأشار الدكتور محمد الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية، في كلمته، إلى تعرض قيم الاعتدال والتسامح لتحديات فكرية وسلوكية تقوم بها تيارات الإسلام السياسي التي تخطف المفاهيم الإسلامية الراقية وتفسر النصوص الدينية بتفسيرات متطرفة تغسل بها عقول أتباعها وتحرضهم على العنف والإرهاب وتدعوهم إلى التنمر على الآخرين والخروج على ولاة أمر المسلمين والتنكر لأوطانهم ومجتمعاتهم تحت شعارات براقة مضللة. وأشاد الشيخ أحمد الشنقيطي المفتي العام وإمام الجامع الكبير في موريتانيا، بجهود السعودية في مختلف مجالات العمل الإسلامي في سائر أنحاء العالم، لافتا إلى أن المؤتمر يلامس حاجة ماسة للأمة الإسلامية جميعا في مواجهة ما تظهر به المستجدات والمتغيرات من قضايا عصرية متشعبة يحتاج حلها إلى بصيرة لأصول شريعة الإسلام وقواعدها ومقاصدها ومعرفة أوجهه دلالتها. وقال حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إن مؤتمر "تواصل وتكامل" يأتي في ظل تحديات جمة تواجهها الأمة الإسلامية من تطورات سياسية وتحديات فكرية ونزعات عدوانية لتشويه صورة الإسلام فتتطلب الوقوف في وجه هذه النزعات والتيارات المعادية واستحضار مفهوم الوحدة الإسلامية التي اتسمت بأنها وحدة حضارية ثقافية إنسانية تقوم على التعاون والتماسك والتفاعل وإثراء الحضارة الإنسانية، مضيفا أن استضافة المملكة لهذا المؤتمر المهم يؤكد مكانتها كفاعل حقيقي في دعم التوجهات الإيجابية للأمة الإسلامية والعمل على نهضتها.

مشاركة :