الخرطوم 13 أغسطس 2023 (شينخوا) تجددت في ولاية جنوب دارفور بغربي السودان المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما استمرت أعمال عنف قبلي في الولاية. وتتضارب الأنباء بشأن حصيلة قتلي وجرحي المواجهات العسكرية والاقتتال القبلي. واتهمت قوات الدعم السريع في بيان صحفي اليوم (الأحد) الجيش السوداني بشن قصف بالمدفعية الثقيلة علي أحياء مدينة نيالا مما أسفر عن مقتل أكثر من 43 قتيلا بينهم 8 أطفال ونساء. ولم يصدر الجيش السوداني حتي الآن أي تعليق بشأن المواجهات التي تشهدها ولاية جنوب دارفور. ووفقا لوسائل إعلام محلية فأن الاشتباكات تجددت اليوم الأحد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وبموازاة اشتباكات الجيش والدعم السريع، تشهد ولاية جنوب دارفور اقتتالا قبليا، وفقا لوسائل إعلام محلية وشهود عيان. وقال شاهد عيان من مدينة نيالا فضل عدم ذكر أسمه لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم "منذ الجمعة يدور قتال قبلي بين قبيلتي السلامات والبني هلبة". وأضاف "صباح اليوم (الأحد) تمدد النزاع بين القبيلتين ما أوقع عددا كبيرا من القتلي والجرحي، ولا يمكننا حصر الاعداد بسبب الوضع الأمني وصعوبة التواصل". من جانبه، قال ادم ابكر اسحق وهو قيادي في لجان مقاومة محلية بمدينة نيالا إن التحشيد من قبل القبيلتين ينذر بكارثة انسانية. وأضاف في تصريح عبر الهاتف لـ((شينخوا)) "تحشد القبيلتان المزيد من المقاتلين في ظل انفلات أمني غير مسبوق وغياب تام للسلطات الرسمية"، على حد قوله. وقال موقع ((سودان تريبيون)) الإخباري المستقل إن القتال القبلي أدي إلي مقتل وإصابة ما لا يقل عن 47 شخصًا في أعمال عنف مستمرة منذ ثلاثة أيام. ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها "إن خلفية الصراع بين القبيلتين يعود لسببين الأول اتهامات متبادلة بسرقة المواشي والأخر هو رفض قبيلة السلامات الضغوط التي تمارسها قوات الدعم السريع تجاه القبائل لإعلان دعمها المطلق لها في حربها". ولفتت المصادر إلى تورط قوات الدعم السريع في تغذية الصراع القبلي بانحياز بعض عناصرها للمقاتلين التابعين لإثنية البني هلبة، على ذكرها. وكانت قبيلة البني هلبة، وهي واحدة من القبائل العربية الرئيسة بولاية جنوب دارفور، قد أعلنت في الرابع من يونيو الماضي دعمها وتأييدها لقوات الدعم السريع في حربها التي تقودها ضد الجيش السوداني منذ 15 أبريل الماضي. ومنذ 15 أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مواجهات مسلحة بالخرطوم ومدن أخري. وأدت الاشتباكات إلي مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وإصابة ما يزيد عن ستة آلاف آخرين، وذلك وفقا لاحصاءات وزارة الصحة السودانية. ووفقا لأخر تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية في السودان (اوتشا) فأن أكثر من 3 ملايين شخص في جميع ولايات السودان الـ18 نزحوا بسبب النزاع المستمر. وفرَّ حوالي 2.2 مليون من مجموع النازحين من العاصمة السودانية الخرطوم. ولجأ نحو 880 ألف شخص عبر حدود السودان إلى دول الجوار، بما في ذلك إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان. ووفقا لتقديرات أمنية، فأن أكثر من 42 % من السكان (نحو 20.3 مليون شخص) في السودان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بين يوليو وسبتمبر 2023، وأن أكثر من 6.2 مليون شخص على بعد خطوة من المجاعة.
مشاركة :