حظيت استراتيجية السلامة المرورية لمدينة الرياض، التي أعدتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وتنفذها بالتعاون مع مرور المنطقة والأجهزة الحكومية ذات العلاقة، باهتمام عدد من الجهات المحلية والدولية، وجرى استخدامها كنموذج للتطبيقات الجديدة في مجال السلامة المرورية. وفي الصعيد الداخلي تم تشكيل لجان مماثلة للسلامة المرورية، في عدد من مناطق المملكة، في الوقت الذي قامت فيه منظمة الصحة العالمية بتقييم نتائج استراتيجية السلامة المرورية في الرياض، كجزء من دور منظمة الصحة العالمية في مجال السلامة المرورية. كما جرى عرض تجربة ونتائج الاستراتيجية في المؤتمر العالمي الثاني للسلامة على الطرق، الذي عقد بمقر الأمم المتحدة بجنيف، وعرض الاستراتيجية في المؤتمر الآسيوي الأسترالي للسلامة على الطرق، الذي عقد بمدينة ملبورن بأستراليا خلال نفس العام. وفي السياق نفسه، تم اختيار استراتيجية السلامة المرورية بمدينة الرياض من قبل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا الإسكوا، كنموذج للتطبيقات الناجحة في مجال السلامة المرورية، وشهد المؤتمر والمعرض الدولي السابع عشر للاتحاد الدولي للطرق، الذي عقد أخيرا بالرياض، احتفاء بالاستراتيجية وما حققته من نتائج ملموسة. وأظهرت نتائج تحليل معلومات الحوادث المرورية في مدينة الرياض، انخفاضا ملحوظا في معدلات الوفيات والإصابات الخطرة في المدينة خلال الأعوام الماضية، حيث بلغت حالات الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية في عام 1424هـ، الذي سبق البدء في تنفيذ الاستراتيجية، 479 حالة وفاة، و 1546 إصابة خطرة، أعقب ذلك تراجع في أعداد الوفيات والإصابات بعد بدء تنفيذ برامج الاستراتيجية بشكل مستمر حتى وصلت في عام 1431هـ إلى 256 حالة وفاة بنسبة انخفاض بلغت 47 %، و 910 إصابات خطرة بنسبة انخفاض بلغت 41 %. كما أسهمت هذه النتائج في تقليص الخسائر الاجتماعية والاقتصادية للحوادث المرورية، والتوفير في أعداد أسرة المستشفيات التي كانت تشغل بمصابي الحوادث المرورية، إلى جانب دور الاستراتيجية في تقديم التقنية الحديثة كحلول عملية لإدارة الحوادث المرورية، وتحسين مستوى التعامل مع الحوادث المرورية بين القطاعات المعنية، وضمان سرعة الاستجابة لمواقع الحوادث.
مشاركة :