بدأ في مدينة مصدر أمس، تشغيل أول منشأة بحثية في العالم لإنتاج الوقود الحيوي والغذاء في الأراضي الصحراوية المروية بمياه البحر، في موقع يمتد على مساحة هكتارين. وقال مسؤولون خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، إن مثل هذه البحوث والابتكارات توفر دعماً كبيراً للإمارات في مساعيها للتصدي للتحديات البيئية والاجتماعية، مثل ضمان الأمن الغذائي والمائي، فضلاً عن حماية النظم البيئية الساحلية منها أو الصحراوية. يشار إلى أنه يجري تمويل المنشأة التي يديرها معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، من قبل اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة الذي يضم أطرافاً عالمية، في وقت أكدت فيه الاتحاد للطيران رغبتها في أن تصبح أول مستخدم للوقود الحيوي المستخرج من المشروع. وتفصيلاً، قال وزير التغير المناخي والبيئة، الدكتور ثاني أحمد الزيودي، إن البحوث والابتكارات توفر دعماً كبيراً للإمارات في مساعيها للتصدي للتحديات البيئية والاجتماعية، مثل ضمان الأمن الغذائي والمائي، فضلاً عن حماية النظم البيئية في البلاد سواء الساحلية منها أو الصحراوية، لافتاً إلى أن تلك التحديات توفر فرصاً مهمة وواعدة، وهذا ما تسعى المنشأة البحثية إلى تأكيده. وأضاف أنه فضلاً عن إنتاج الطاقة الحيوية المستدامة، ستوفر المنشأة مساراً محدداً لتنمية قطاع تربية الأحياء المائية، ما يدعم الأمن الغذائي. طاقة حيوية بدورها، قالت المدير المكلّف في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا والعضو المؤسس في اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة، الدكتورة بهجت اليوسف، إن المنشأة البحثية تعمل على إنتاج طاقة حيوية بطرق مبتكرة، كما تمثل مركزاً لتدريب جيل جديد من المبتكرين، إضافة إلى انتاجها لمصادر غذاء، كجزء من التزام معهد مصدر لدعم الأهداف الاستراتيجية للدولة وتنويع اقتصادها. وأضافت أن المنشأة البحثية تعزز من منظومة مدينة مصدر البيئية التي تشجع على الابتكار، وتعزز من الشراكات بين الأوساط الحكومية والصناعية والأكاديمية. الأحياء المائية في السياق نفسه، أكد أستاذ العلوم البيئية في جامعة أريزونا والخبير العالمي في أنظمة تربية الأحياء المائية، الدكتور كيفن فيتزسيمونز، أن أنظمة تربية الأحياء المائية أثبتت جدواها، ولها دور مستقبلي مهم في ضمان أمن الغذاء، لافتاً إلى أن عدد سكان العالم يقترب من تسعة مليارات نسمة، ولذلك، علينا أن نعمل على تطوير تقنيات تمكننا من إنتاج أغذية على نحو مستدام. وأضاف أن هذه المنشأة في أبوظبي تشكل نموذجاً لما يمكن أن يحققه التعاون بين القطاعات من أبحاث متقدمة، من شأنها أن توفر إمدادات من المواد الغذائية، ووقود طائرات بطريقة مستدامة وقابلة للتطوير. وقود مستدام من جانبه، توقع رئيس شركة بوينغ إنترناشيونال، مارك الان، أن يكون للوقود الحيوي المستدام للطيران دور مهم في تحقيق أهداف خفض انبعاثات غاز الكربون التي حددها القطاع. أما الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لتكرير النفط تكرير جاسم علي الصايغ، فقال إن عمليات تكرير وإنتاج الوقود الحيوي المستدام للطيران تُعد تكملة للجهود الرامية إلى تلبية الطلب المتزايد على وقود الطائرات في الإمارات، مؤكداً التزام الشركة، بتوجيه من شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك وبإشرافها، بتقديم الدعم في مجال الأبحاث والتقنية لهذا المشروع الطموح. من جهته، أكد الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للطيران جيمس هوغن، أن هذا الإنجاز يضع الإمارات في مكانة رائدة، وجهة رئيسة للعمل من أجل تطوير تكنولوجيا الإنتاج المستدام للغذاء والوقود الحيوي. وقال إن تطوير وتسويق وقود الطائرات النظيف والأفضل أداء، خطوة أساسية لتخفيف اعتماد قطاع الطيران على الوقود الأحفوري، وفي الوقت نفسه دعم الابتكار الذي قد يكون له تأثيرات عالمية في صعيد مواجهة تحديات الطاقة والمياه والأمن الغذائي. إلى ذلك، قال نائب الرئيس للعمليات والشؤون المالية في معهد مصدر، حمزة كاظم، إن فكرة المشروع تقوم على الاستفادة من مياه البحر لتربية الأسماك والروبيان لاستخدامها كغذاء، في حين تقوم هذه المياه المملوءة بالمغذيات بتخصيب النباتات الغنية بالزيوت التي يمكن استخلاصها، والاستفادة منها في عملية إنتاج الوقود الحيوي الخاص بقطاع الطيران. وأضاف في تصريحات صحافية أن المشروع يضم 14 حوضاً، لافتاً إلى نقل المياه المالحة من البحر إلى خزانات، قبل ضخها في تلك الأحواض التي تستقبل بعد ذلك الأسماك، إضافة إلى استخدامها في زراعة نباتات غنية بالزيوت، لتأتي بعد ذلك مرحلة استخراج الزيوت التي تستخدم وقوداً للطائرات. وأشار كاظم إلى أن الاتحاد للطيران أكدت رغبتها في أن تصبح أول مستخدم للوقود الحيوي المستخرج من المشروع، كما أكدت بوينغ تعاونها الكامل مع المعهد في تنفيذ المشروع.
مشاركة :