كشف وزيري إدريسا، المتحدث باسم رئيس النيجر المعزول، أن الرئيس محمد بازوم ما زال محتجزا في القصر الرئاسي، مؤكدا أن هناك فوضى عارمة تعم البلاد حاليا. وقال المتحدث باسم رئيس النيجر المعزول لـ«الغد»: «نعمل على إيجاد حل دبلوماسي للأزمة»، مشيرا إلى أنه «لم تكن هناك أي مؤشرات توحي بحدوث انقلاب». وأضاف: «نعول كثيرا على إيكواس لإعادة بازوم إلى السلطة». وشدد إدريسا بالقول: «لا نأمل في اللجوء لحل عسكري، لكنه سيكون الخيار الأخير». وإلى نص الحوار: – بداية، من يتواجد معك في باريس من فريق رئيس النيجر المعزول؟ معي في باريس عدد من أعضاء الحكومة النيجرية، ورئيس اللجنة التنسيقية بالنيجر. – هل تتواصلون مع الرئيس محمد بازوم للاطمئنان عليه والحديث عن ظروف اعتقاله؟ نعم إنني على اتصال دائم بالرئيس محمد بازوم كي أطمئن على صحته والظروف التي يعيش فيها الآن مع أسرته. هو يعيش مع أسرته في ظروف صعبة، وهناك العديد من التحديات التي تواجهه، وهناك العديد من المشاكل التي واجهها كمشكلة الدواء اليومي الذي يجب أن يتلقاه للحفاظ على صحته، ومشكلة الكهرباء والمياه ومشكلة الغذاء، هناك العديد من المشاكل التي واجهها الرئيس وقمنا بحلها مع الجنود، ونقوم بالاطمئنان عليه بصفة دائمة. – إلى أي مدى تحتمل الأوضاع في النيجر تدخلا عسكريا أو اندلاع اشتباك مسلح بين قادة الانقلاب وإيكواس؟ نحن لا نأمل أن يذهب بنا الحال إلى هذا الطريق أو إلى هذا المأزق، وأن تندلع اشتباكات بين الجماعات المسلحة والانقلابيين والإيكواس، ولكن يجب أن يعلم القادة الانقلابيون أن هناك قوة رادعة يمكن أن تردعهم عما يقومون به الآن. نأمل في حل سلمي للأزمة، ونريد إيجاد حل دبلوماسي، لكن ما يحدث الآن في النيجر يشكل خطرا حقيقيا على المنطقة في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، لأن من المعروف أن الجميع الآن يستغل كل فراغ من أجل إحداث خلل ما في المنظومة الأمنية. ما زلنا ننتظر اجتماع قمة إيكواس بشأن النيجر، بكل تأكيد الجميع يأمل في حل دبلوماسي سلمي للخروج من هذه الأزمة وتفادي أي خسائر ممكنة. – ماذا لو أغلقت أبواب الحل السلمي، هل يمكن الذهاب إلى الخيار العسكري من جانب إيكواس؟ كما قلت لكم نحن نريد إعادة التوازن في النيجر، ولا نأمل في اللجوء إلى حل عسكري في النيجر، لكننا سوف نلجأ إلى هذا الحل أو السلاح الأخير في حال فشل المفاوضات. نريد لوطننا أن نجنبه المزيد من المخاطر، وبالتالي نريد حل الأزمة بشكل سلمي. – هناك روايات كثيرة لظروف اعتقال الرئيس بازوم، فما تسلسل ظروف الاعتقال؟ الرئيس ما زال في القصر الرئاسي منذ 26 يوليو الماضي، وهناك العديد من التدهور في الوضع وتعقيد في الموقف الحالي، لا أحد يستطيع أن يتوقع أو أن يصف ما سيحدث، لكن الوضع الراهن ما زال في تحول وتغيير مستمر، نحن نراقب التطورات بعناية واهتمام وعن كثب، ونعمل على إيجاد حل دبلوماسي بكل تأكيد، ولكن هناك العديد من الظروف والتحديات التي تواجهنا، ونعمل جنبا إلى جنب مع شركائنا الإقليميين والدوليين من أجل رجوع النظام الديمقراطي للنيجر. – هل كان الرئيس بازوم يشعر بأن هناك مؤشرات لانقلاب سيحدث في أي لحظة؟ لم تكن هناك أي مؤشرات أن يحدث انقلاب ضد الرئيس بازوم، لأنه بذل جهودا كبيرة منذ توليه الرئاسة لكي يعبر بالنيجر إلى بر الأمان، لكنه لم يُمهل الوقت الكافي لتحقيق الأهداف، كانت هناك العديد من التحديات. كان الرئيس لديه الخبرة والحنكة السياسية والإدارية لإعادة البلاد إلى وضعها السابق بمعالجة التحديات الأمنية والاقتصادية الماثلة أمامه وخلق واقع جديد، لكن القوى الانقلابية لم تمهله لاستكمال مهامه. هناك عواقب وخيمة جراء عدم انتظام النظام الدستوري، ونحن ندرك مدى التحدي الذي يفرضه الوضع الحالي، وما زلنا ملتزمين بمسؤولياتنا أمام شعب النيجر لاستعادة الديمقراطية. نحن قلقون باستمرار حجز الرئيس محمد بازوم وعائلته في هذه الظروف، وندعو جميع الأطراف إلى استعادة النظام الديمقراطي في البلاد. – أيهما أشد خطرا على النيجر.. بقاء قادة الانقلاب بالحكم ثم الذهاب لانتخابات مبكرة أم اندلاع معارك مسلحة بين قادة الانقلاب وقوات إيكواس؟ لا يوجد شيء خطر اليوم على النيجر، كل شيء ما زال حتى الآن في وضع شائك، لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما سيحدث في النيجر وإلى أين ستمضي الأمور في هذا البلد، هل سيحسم هذا الانقلاب بتدخل عسكري أم أن هذا التدخل بات صعبا والأمور ستمضي باتجاه حل سلمي للأزمة أو ترك الانقلاب يكمل مسيرته. هناك العديد من السيناريوهات المحتملة ولكن لا أحد يستطيع حتى الآن التنبؤ من أين ستكون الضربة، وما القرار الذي سيتخذه رؤساء الدول من أجل إيجاد حل سلمي للنيجر. – لماذا تحركت القوى الدولية والإقليمية بهذه السرعة؟ لأن هناك العديد من الشركاء الاستراتيجيين للنيجر، هناك شراكة حقيقية مع النيجر، ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار النفوذ القوي الذي يتمتع به هذا البلد. الجميع يريد السلام لهذا البلد، فأمن النيجر جزء لا يتجزأ من أمن القارة الإفريقية، ونحن نعمل جميعا من أجل إيجاد حل سلمي ودبلوماسي. – البعض يرى أن الانقلاب حدث بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية والمعيشية في النيجر.. ما تعليقكم؟ إن الأسباب التي قام الانقلابيون بطرحها هي أسباب واهية، هناك حالة من عدم الاستقرار الآن، وفوضى عارمة تعم البلاد، فهل هذا الوضع يعد أفضل مما كان عليه؟ لا بالتأكيد هناك العديد من التحديات التي تواجه جميع الدول الإفريقية وغير الإفريقية، لكننا يجب أن نتكاتف وندعم الرئيس بازوم للعبور إلى بر الأمان. النيجر واجهت العديد من الحركات الإرهابية عام 2016، وعام 2018، فكانت هناك جماعات مسلحة وكان على الرئيس بازوم اتخاذ وتحديد العديد من الخطوات العاجلة لمكافحة كل هذا الفساد، والتنسيق بين الوكالات الأمنية، ومعالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية، وخلق فرص عمل، وتطوير البنية التحتية، والتنمية الاقتصادية، الرئيس بازوم لم يكن يستطيع القيام بذلك بين عشية وضحاها، فهناك العديد من التحديات التي كانت تواجهه وكان على الشعب وعلى الجميع المساعدة في تخطي هذه الأزمات من أجل الوصول إلى بر الأمان. نحن نأمل في أن تنجح جهود الوساطة في إنهاء هذه الفترة المؤسفة من تاريخ البلاد، لكي نتجنب المزيد من تدهو الأوضاع. – في ما يتعلق بروسيا.. كيف تنظرون إلى الموقف الروسي مما يجري في النيجر؟ روسيا أدانت هذه الحركة الانقلابية، روسيا تريد إعادة الرئيس بازوم إلى منصبه مرة أخرى، وكذلك فرنسا وعدد من الدول الأوروبية. لدينا شركاء في روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، ونحن على تواصل معهم وهم يدعموننا بشدة، روسيا هي جزء أساسي من شركائنا، تربطنا معها علاقات قوية، وكذلك فرنسا، لأن النيجر لها أهمية ديمغرافية متزايدة في إفريقيا، ولها ثقلها في الأمم المتحدة لذلك الجميع يدعمنا بكل تأكيد. – برأيك الشخصي.. هل تعتقد أن هناك أمل في أن ينجح الحل الدبلوماسي؟ أملنا جميعا أن ينجح الحل الدبلوماسي، وأن يحظى بكل دعم وتأييد، وأن نجلس جميعا على طاولة المفاوضات من أجل مصلحة الوطن ومن أجل مصلحة البلاد، نحن نأمل جميعا أن تستعيد النيجر مكانتها مرة أخرى، وأن يخمد فتيل الأزمة، بين جميع الأطراف المتناحرة. – كان لافتا أن بعض المتظاهرين بعد حدوث الانقلاب كانوا يحملون أعلاما روسية.. هل من تعليق لديك؟ هناك العديد من المناورات كانت في هذا الوقت بالنيجر، ونحن لدينا شركاء في روسيا وفي فرنسا كما قلت، لذلك كان هؤلاء الذين يحملون الأعلام الروسية بسبب المناورات التي تجري على الأرض، وكذلك يدل هذا على دعم روسيا لشعب النيجر وعدم إلحاق أي أذى أو ضرر بالمواطنين والمدنيين، ومن أجل إعادة الأمن والديمقراطية وإعادة الرئيس بازوم إلى الحكم مرة أخرى. – أكثر من أسبوع على انتهاء مهلة الأسبوع التي حددتها إيكواس لقادة الانقلاب لإنهاء إجراءاتهم.. المهلة انتهت ولم يحدث أي تدخل عسكري.. فإلى أي مدى تعولون على جهود إيكواس لإعادة الرئيس بازوم؟ بكل تأكيد نحن نعول كثيرا على إيكواس من أجل أن تعيد التوازن مرة أخرى إلى النيجر، لأنه بات السبيل الوحيد من أجل الخروج من الأزمة. إن الحوار مع جميع الأطراف المعنية كان ضرورة أساسية، ولكن الآن إيكواس تلعب دورا مهما من أجل استعادة النظام في البلاد، ومن أجل تكثيف الحوار لحل الأزمة سلميا. الأبواب ما زالت مفتوحة أمام الدبلوماسية والحوار، إلا أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة الآن أيضا في ما يتعلق بهذه الأزمة، واستخدام القوة هو الحل الأخير، فلا أحد يريد الذهاب إلى الحرب بكل تأكيد، الجميع يبحث عن السلام. مجموعة إيكواس بشأن النيجر تريد نشر القوة الاحتياطية من أجل استعادة النظام الدستوري.
مشاركة :