قال المجلس العسكري في النيجر إنه سيقاضي الرئيس المخلوع محمد بازوم بتهمة الخيانة العظمى، الأمر الذي من شأنه تعقيد القضية التي تشغل القارة الأفريقية والعالم، في حين أبدى الانقلابيون استعدادهم لتحدي العقوبات. واحتجز قادة الانقلاب بازوم وحلوا الحكومة المنتخبة، ما أثار تنديداً من قوى عالمية ودول الجوار في غرب أفريقيا (إيكواس) التي فعّلت قوة عسكرية احتياطية، مع احتمالية للتدخل لإعادة بازوم إلى المنصب. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري الكولونيل أمادو عبدالرحمن، في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي فجر أمس، إن «المجلس العسكري جمع المعطيات اللازمة لمحاكمة الرئيس المعزول بتهمة الخيانة العظمى وتقويض الأمن الداخلي والخارجي للنيجر». وقال عبدالرحمن إن هناك حملة تضليل ضد المجلس العسكري لمحاولة «إفشال أي حل تفاوضي للأزمة لتبرير التدخل العسكري باسم إيكواس». وعبرت دول عدة عن القلق إزاء ظروف احتجاز بازوم. لكن المجلس العسكري قال الأحد إن الرئيس المحتجز يلتقي بطبيبه بانتظام وإن الزيارة الأخيرة كانت في 12 أغسطس. وقال عبدالرحمن «بعد هذه الزيارة لم يعبر الطبيب عن أي مخاوف على الحالة الصحية للرئيس المخلوع وأفراد أسرته». وقال مجاهد دورماز، المحلل البارز في شؤون غرب أفريقيا في شركة فيريسك مابلكروفت لاستشارات المخاطر، إن المجلس العسكري يريد تقليص شرعية بازوم وإثناء عزم القوى الأجنبية عن محاولة إعادته إلى منصبه. وأضاف «محاكمة بازوم ستجبر على الأرجح مجموعة إيكواس على تخفيف موقفها ضد المجلس العسكري والتركيز على إبرام صفقة انتقالية للسماح بالعودة إلى الحكم الديمقراطي». تجاوز العقوبات إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الذي عينه العسكريون في النيجر أن بلاده قادرة على تجاوز العقوبات التي فرضتها عليها «إيكواس». وقال علي محمد الأمين زين معلقاً على التدابير التي اتخذتها المنظمة الإقليمية، في مقابلة أجراها معه موقع «دويشته فيله» الألماني، «نعتقد أنه حتى ولو كان التحدي المفروض علينا غير منصف، لا بد من أن نتمكن من تجاوزه، وسنتجاوزه». وأكد أن نيجيريا وإكواس شريكان مهمان للنيجر، مضيفاً «يهمنا للغاية أن نحافظ على هذه العلاقة المهمة والتاريخية وعلى أن تعطي إكواس الأولوية في تحركها للمسائل الاقتصادية البحتة». لكنه حذر «إذا تبيّن لنا أن المبدأ السياسي والعسكري يأتي في الصدارة بدل هذا التضامن الاقتصادي، فسيكون ذلك مؤسفاً للغاية». وندد الانقلابيون الأحد بـ«العقوبات غير القانونية واللاإنسانية والمهينة» التي فرضتها «إكواس» على النيجر وأمهلت خلالها الانقلابيين سبعة أيام لإعادة الانتظام الدستوري ملوّحة باستخدام القوة، وهو ما لم تفعله حتى الآن. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App