القاهرة - الخرطوم الخليج، وكالات: أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني، أهمية الاستفادة من البدائل المتاحة كافة، من أجل استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على قاعدة أساسية تكفل وضع إطار زمني، وجدول أعمال محددين، ووفق ضمانات دولية. وقال مدني في كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية التمهيدي، للقمة الإسلامية الاستثنائية الخامسة في جاكرتا، إنه من شأن ضوابط المفاوضات وفق الضمانات الدولية أن تحول دون منح إسرائيل المزيد من الوقت للاستمرار في ترسيخ احتلالها، وتثبيت سياسات الفصل العنصري التي تنتهجها. وكانت قد انطلقت في جاكرتا أمس الأحد، أعمال الاجتماعين التحضيريين، لكبار المسؤولين ووزراء الخارجية بدول المنظمة، على أن ترفع نتائجهما إلى قمة قادة الدول الأعضاء، اليوم الاثنين. وأضاف مدني أن ثمة بديلين يلوحان في الأفق، لفت إلى أن أولهما هي الجهود الدولية الجارية على الساحة الدولية والتي تسعى إلى تنظيم مؤتمر دولي قد يفضي إلى استئناف المفاوضات بناء على صيغة وآلية وساطة مختلفتين، وتتمحور الثانية حول بذل قصارى الجهود لإحياء اللجنة الرباعية، لافتاً إلى أنهما مبادرتان لا تقصي بالضرورة إحداهما الأخرى، وإنما تشكلان مسارين تستطيع المنظمة المضي قدماًَ فيهما. ودعا مدني إلى أهمية أن تضطلع المنظمة بدور فاعل في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى ضرورة توافر الإرادة السياسية الفلسطينية لذلك، والتزام المنظمة بشكل موحد وواضح المعالم، يحظى بتأييد وبذل مجهود جماعي ميداني مباشر في إطار المؤسسات الشرعية الفلسطينية، معرباً في الوقت نفسه، عن أمله بأن يكون ذلك ثمرة من ثمار قمة جاكرتا. بدورها، قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية، رينتو أل بي مرسودي: يجب ألا تصرفنا الأحداث في العالم الإسلامي، وما يشوبه من إرهاب وتطرف، عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف، وأضافت أن إعلان جاكرتا المرتقب يوصل رسالة بالتزام وتوحد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وراء القضية الفلسطينية، ويقدم جهداً قوياً ومتماسكاً نحو الوصول إلى حل عادل، إلا أن مرسودي أكدت أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال وحدة صف الشعب الفلسطيني، وتوحدهم. وألقى وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، كلمة استعرض فيها الأوضاع الفلسطينية في ظل حملة الاحتلال المنهجية الرامية إلى تغيير الطابع الديموغرافي لمدينة القدس الشريف، مبيّنا الانتهاكات التي تطال مقدساتها وأهلها وبخاصة قتل الأطفال، وهدم منازل العائلات المقدسية والتضييق على أهلها للدفع بهم إلى خارج المدينة، فضلاً عن عزلهم عن أراضي الضفة الغربية المحتلة عبر بناء جدران الفصل العنصري. وكان السفير عبدالحافظ إبراهيم، مندوب السودان الدائم في منظمة التعاون الإسلامي، قد أعلن أن الرئيس السوداني عمر البشير، سيترأس اليوم الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة الإسلامية الاستثنائية، ثم يحيل رئاسة الاجتماعات للرئيس الإندونيسي جوكو ويدونو. يذكر أن القمة، التي تعقد تحت عنوان الاتحاد من أجل الحل العادل، تتناول قضايا عدة أبرزها تطورات الأوضاع في القدس الشريف والانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومحاولات الاحتلال تمرير مخططات تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً وسعي الاحتلال لتغيير الواقع الديموغرافي لمدينة القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية. كما تبحث القمة الخطوات الواجب اتخاذها من قبل منظمة التعاون الإسلامي لمساعدة فلسطين والقدس الشريف بجانب الأوضاع الاقتصادية السيئة في الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى الأوضاع في قطاع غزة الذي يعاني إثر الحصار الإسرائيلي غير القانوني، ما يحول دون دخول كميات كافية من المواد الأساسية إلى القطاع. من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيرته الإندونيسية ريتنو مرصودي، ومع إياد مدني، القضية الفلسطينية والقدس، وسبل توفير عوامل النجاح للقمة بما يضمن توجيه دفعة قوية من المجتمع الدولي لدعم الحقوق الفلسطينية.
مشاركة :