الحسكة السورية.. أزمة مياه تنذر بـ كارثة إنسانية

  • 8/15/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يقف السوري ماجد الخلف (47 عاما)، وهو من سكان الحسكة في شمال شرق سورية، في طابور طويل منذ الصباح الباكر لملء سطول وأوعية معه وسط أزمة مياه حادة تعيشها المدينة. وأوضح الخلف أنه وجيرانه يعتمدون على خزان مياه أو خزانين يقصدونهما لملء آنيتهم بالماء من أجل الشرب والغسيل، وقال لتلفزيون رويترز "من الساعة خمسة الصبح حاطين ع الدور، حاطين بكل شارع خزان أو خزانين ما يكفن، يعني لو زاد يضيفون الخزانات، يعني بدنا خزان هين، خزان هناك، يعني كل 50 بيت على خزان، وين بتيجيك الدور، بتعبيلك سطل، سطلتين وخالصين، ميه بيار عندنا ما فيه"، وأضاف الخلف "صار لي أربع سنين أو أكثر يمكن في هاي المعاناة اليومية شايلين البيدونات، شغل ما نقدر نروح نشتغل، كنا نستنى تا نشيل المي شغل ما فيه، معاناة. خبز معاناة، الغاز معاناة، كل شيء معاناة، يعني ما فيه شي بس المي مقطوعة، كل شي مقطوع عنا". وحول ما يريده هو وجيرانه، قال الخلف "نطالب من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، اليونيسيف وغيرها، من كثرهن ما أعرف أسمائهن، نطالب الحل لهذه المشكلة، تركيا قاطعة عنا المياه، لنتجنب أمور السياسة، بدهم يغيثونا يلاقوا لنا حل للأزمة، يتواصلون مع الحكومة التركية، مع غيرها، مع العراق، بدنا حل. ربما بعد شهر أو شهرين أكثر هام تلاقيها بالبيوت مدشرة (تاركة) الحسكة وماشية". ومن جانبها، قالت نوال العمر (50 عاما)، وهي من سكان الحسكة أيضا "بالنسبة للمياه نحن لا نشرب مياه الصهاريج وتكلفنا 15 ألف وما نشربها، نخليها بس للشطف للغسيل والحمامات، ما عم نقدر نشربها. وبالنسبة لمي الخزان هاد تعودنا عليه حتى إذا كان يعني يجي مي منيح، مو منيح، تعودنا عليه". وقال محمود أمين (37 عاما)، وهو سائق صهريج مياه وصاحب منهل المياه في ريف الحسكة "من طرف المي بالنسبة للبيار منسوب المي نازل يعني المي صايرة ضعيفة من كثر الأزمة، أزمة السيارات والمي كمان ضعيفة بالشتوية تصير أقوى، أما بالنسبة للصيف المي تصير أضعف يعني أول إللي كان بسبع دقايق الصهريج يتعبى هلا نص ساعة". وقال عيسى يونس المسؤول في المديرية العامة لمياه الشرب في مقاطعة الحسكة لتلفزيون رويترز "المشكلة مستمرة منذ أربع سنوات، منذ الاحتلال التركي لمدينة راس العين والسيطرة الكاملة على محطة علوك وعدم تشغيل المحطة مما زاد الأعباء والمسؤوليات على الإدارة الذاتية في تأمين مصادر مياه صالحة للشرب لمدينة الحسكة. تم الاعتماد على الآبار السطحية حول مدينة الحسكة، ولكن نتيجة تغيرات المناخ والطقس وعدم هطول الأمطار الكافية في المنطقة مما أدى إلى انخفاض مناسيب الآبار". ووصف يونس الوضع الحالي للمياه في الحسكة بأنه "كارثة إنسانية" داعيا المنظمات الدولية لتزويد سكان المدينة بالمساعدات اللازمة لمكافحة الأزمة. وقال "يمكن اختصارها بكلمة إنه هي كارثة إنسانية تكون، أعتقد وهذا ما يحصل اليوم نتيجة انعدام وشح المياه في الآبار حول مدينة الحسكة كارثة إنسانية بكل المقاييس. طبعا إحنا إذا استمر الوضع هيك راح يكون النتائج كارثية على المنطقة وعلى عموم استقرار سورية لأنه سيؤدي إلى هجرة أبناء المدينة، بالإضافة إلى العبء الاقتصادي على الإدارة الذاتية الفتية، نطالب ونناشد المجتمع الدولي للتدخل وتقديم المساعدة لأبناء مدينة الحسكة".

مشاركة :