خبراء: عبء المسؤولية والسعي للكمال يثقلان الحياة العصرية

  • 8/15/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة / مروة بيركر / الأناضول أصبح السعي إلى الكمال وتعدد المهام والمسؤوليات الزائدة هو "الوضع الطبيعي الجديد" للبشر الذين يحاولون مواكبة الوتيرة السريعة للحياة العصرية، وينطوي على العديد من المخاطر على رفاههم، وفقًا لعلماء النفس. عائشة جيزيم نازلي أوغلو، أخصائية علم النفس بالعاصمة التركية أنقرة، قالت للأناضول، إن للناس مجموعة من الأدوار يتعين عليهم القيام بها، من الأسرة إلى العمل والحياة الاجتماعية، وكلها "لا تترك لهم أحيانا مساحة للتنفس". وبمناسبة يوم الاسترخاء الوطني الذي يتم الاحتفال به سنويًا في 15 أغسطس/ آب بالولايات المتحدة، سلطت نازلي أوغلو الضوء على "أهمية الرعاية الذاتية العقلية". وأضافت الأخصائية التركية أن "هذا يحمل الإنسان المزيد من المسؤوليات، الأمر الذي أدى إلى زيادة العبء على الوضع الطبيعي الجديد في العالم اليوم". وتوصي الطبيبة النفسية بأن يكون الإنسان منفتحاً عندما تتجاوز هذه المسؤوليات القدرة على تحملها من حيث الوقت والطاقة والمهارات، وأردفت: "عند حدوث ذلك، يجب أن نتشارك العبء مع من حولنا". وحول أهمية الرعاية الذاتية العقلية، شددت: "علينا أن نركز على أنفسنا"، وأوضحت أنه "يتوجب علينا أولاً رؤية الجانب الذي يغذي هذا النظام، وسؤال أنفسنا عن السبب الذي يجعلنا نواجه صعوبة بالحصول على الدعم أو طلبه، ويعتبر الرد على هذا السؤال هو المرحلة الأولى من فك العقدة". في تقييم نازلي أوغلو، يكمن السعي وراء الكمال في جوهر القضية برمتها، وأوضحت أن "هناك فكرة بعالم اليوم أن التوقف عن ممارسة العمل يعتبر نقصًا، وأنه من الضروري أن تكون بحالة إنتاج ثابتة". وأردفت أن "جميع الدراسات تثبت أن عدم التركيز على الوقت، وقضاء وقت ممتع يقلل من القلق ويؤثر بشكل إيجابي على الرفاهية النفسية"، ونوهت بأن التوقف والتراجع يساعدنا على رؤية "ما نفتقده أثناء الركض". ليس لأي شخص القدرة على فعل كل شيء من جهتها، حذرت عالمة النفس نورفسان يلماز، من الآثار السلبية لحياة مثقلة بالأعباء، مشددة على "ضرورة التفريق بين ما يقوله لنا صوتنا الداخلي وما يمكن تحقيقه". وقالت إن سيل المسؤوليات يمكن أن يؤدي إلى "أعراض نفسية سلبية مثل التعب الجسدي والعقلي والإرهاق وعدم التسامح". وأضافت يلماز أن القاسم المشترك لاضطراب الوسواس القهري واضطرابات القلق هو "الشعور بالمسؤولية". وشددت على ضرورة التخلص من "الأفكار التي تجعل الشخص يشعر بالمسؤولية بدرجة تجعله يشعر بالتعب"، واقترحت أن يتم "استبدالها بهياكل تفكير صحية ومسؤولية وظيفية". وقالت إن الشعور بالذنب موجود في أغلب الأحيان لأن الناس يعتقدون أنهم مسؤولون عن كل شيء بأنفسهم، فيما أكدت أنه "ليس هناك أي شخص قادر على فعل كل شيء". حدود واقعية ومن خلال الخوض في القضية من منظور عملي، قالت عالمة النفس جونكا باروت إن "مفهوم المسؤولية مرتبط جوهريًا ببنية الأسرة". "إذا لم يتعلم الطفل كيفية رسم حدود واقعية ونشأ في أسرة مفرطة بالكمال وتوقعات مبالغ فيها، فسيميل عندما يصبح شخصا بالغا إلى التضحية بالنفس من أجل الآخرين، أو يكون لديه معايير عالية جدًا لا يستطيع مواكبتها"، وفق باروت. وأضافت الخبيرة أن "هذا يمكن أن يؤثر سلبًا على تصور الإنسان للمسؤولية، ما يعني أن هذا الشخص يمكن أن يرفض أي مسؤولية لأنه يعتبرها شيئًا يحد من حريته في الحياة". وحول الشعور بالذنب الذي يمكن أن ينتاب الناس عند أخذ قسط من الراحة أو عدم القيام بشيء لفترة من الوقت، قالت باروت: "مهما كان النشاط الذي نقوم به، يجب أن نحاول الاستمتاع به على أكمل وجه". واختتمت حديثها قائلة: "علينا عدم لوم أنفسنا عند مواجهة ظروف خارجة عن إرادتنا، وأن نسمح لأنفسنا بأن نعيش اللحظة". ويرى علماء النفس أنه "مع التوقعات غير الواقعية للحياة الحديثة، يجب إعادة تقييم فكرة المسؤولية والإنتاجية". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :