نيامي – الوكالات: يجتمع رؤساء أركان جيوش الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إكواس» يومي الخميس والجمعة في غانا لبحث تدخل عسكري محتمل في النيجر لإعادة النظام الدستوري بعد الانقلاب، فيما دعت روسيا ومالي إلى تسوية سلمية للأزمة. وأعطى قادة «إكواس» يوم الخميس الماضي الضوء الأخضر لنشر «قوة احتياط» تابعة لإكواس لإعادة الانتظام الدستوري إلى النيجر من دون تحديد جدول زمني لذلك. وكان من المقرر أن يعقد رؤساء الأركان اجتماعهم في أكرا 12 أغسطس، لكنه أرجئ «لأسباب فنية». وستستضيفه العاصمة الغانية يومي الخميس والجمعة، وفق ما أفاد مصدر عسكري إقليمي ومصدر في «إكواس». وبينما أبدت دول من الجماعة استعدادها لإرسال قوات، أكدت «إكواس» رغبتها في استنفاد المسار «الدبلوماسي» قبل أي إجراء. وتتزايد الأصوات المنادية بتجنّب التدخل العسكري من أطراف سياسية ودينية والمجتمع المدني، خشية تعميق الأزمات في منطقة الساحل الإفريقي التي تشهد نشاطا للجماعات الجهادية. وفي مقابل الدعوات لتجنّب التصعيد، حذّرت مالي وبوركينا فاسو اللتان يقودهما عسكريون أيضا من أن أي تدخل لدول غرب إفريقيا في نيامي سيكون بمثابة «إعلان حرب» عليهما. إلا أن مالي شددت أمس على أولوية الحلّ السلمي للأزمة، وذلك في اتصال بين رئيس مجلسها العسكري أسيمي غويتا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال الكرملين إن الاتصال تخلله من الجانبين «تشديد على أهمية حلّ الوضع المتعلق بجمهورية النيجر بالوسائل السلمية والسياسية حصرا». وفي سياق توتر متزايد بين النيجر ودول غرب إفريقيا أعلن المجلس العسكري يوم الإثنين استدعاء سفير نيامي في أبيدجان احتجاجا على تصريحات لرئيس ساحل العاج الحسن وتارا. وندد العسكريون بـ«حماسة» واتارا «لرؤية هذا العدوان غير القانوني والعبثي ضدّ النيجر يتحقّق»، في إشارة إلى الضوء الأخضر الذي أعطاه قادة «إكواس» يوم الخميس الماضي لتدخل محتمل. ولدى عودته من قمة الجماعة قال واتارا إنّ رؤساء الدول اتّفقوا على أنّ عمليّة عسكريّة يجب أن «تبدأ في أقرب وقت» لإعادة بازوم إلى منصبه. وأعلن وتارا أن ساحل العاج ستوفر «كتيبة» تضمّ بين 850 و1100 عنصر للمشاركة في أي عملية. وأضاف: «يمكن للانقلابيين أن يقرروا المغادرة صباح الغد، ولن يكون هناك تدخل عسكري، كل شيء يعتمد عليهم». واعتبر «المجلس الوطني لحماية الوطن» الذي تولّى السلطة في نيامي أنّ هذا «التسرّع يشهد على التلاعب الذي دبّرته بعض القوى الخارجيّة»، مؤكدا رفضه «التام» لما أدلى به وتارا. وأمس، أفاد عدد من شهود العيان عن وضع حاوية في عرض الطريق الرابط بين بنين والنيجر في مالانفيل، وهو المعبر البري الوحيد بين البلدين. وأفادت المصادر بأن الحاوية التي تحول بالكامل دون عبور الطريق وضعها الطرف النيجري للحؤول دون استخدام هذا الممر في أي تدخل عسكري محتمل.
مشاركة :