سيول - (أ ف ب): اعتبر الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول أمس الثلاثاء أن اليابان، القوة الاستعمارية السابقة في شبه الجزيرة، «شريكة» تجمعها ببلاده قيم ومصالح مشتركة، في وقت تأمل سيول تعزيز العلاقات مع طوكيو لمواجهة التهديدات النووية لكوريا الشمالية. وبلغت العلاقات بين الشمال والجنوب مستوى من التوتر هو الأسوأ منذ عقود، في ظل تعثر الدبلوماسية ودعوة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الى تعزيز انتاج الصواريخ والأسلحة بما فيها تلك النووية التكتيكية، ومضي بلاده في إجراء الاختبارات الصاروخية. وردا على التهديدات المتصاعدة من الشمال عمل يون على تعزيز علاقات كوريا الجنوبية بحليفتها الولايات المتحدة، مع السعي إلى طيّ صفحة الماضي الأليم مع اليابان. ومن المقرر أن تعقد الدول الثلاث اجتماع قمة في الولايات المتحدة يوم الجمعة، يتوقع أن يشهد اعلان خطط لتعزيز التعاون العسكري. وقال يون إن القمة «ستحدد محطة مهمة جديدة في التعاون الثلاثي وتسهم في السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة الهندي والهادئ». وتباينت المواقف على مدى عقود بين حليفتي واشنطن سيول وطوكيو، على خلفية قضايا تاريخية مرتبطة باحتلال اليابان شبه الجزيرة الكورية بين عامين 1910 و1945، ورواسب معقدة مثل العبودية الجنسية والعمل القسري. وعلى الرغم من ذلك، اختار يون إحياء ذكرى تحرير بلاده من اليابان لتوجيه رسالة تعكس نموّ العلاقة مع المستعمر السابق. وقال خلال احتفال بالمناسبة إن البلدين هما «حاليا شريكان يتشاركان القيم العالمية وتربطهما مصالح مشتركة». وشدد على ضرورة أن تتبادل طوكيو وسيول وواشنطن «المعطيات بشأن الأسلحة والصواريخ النووية الكورية الجنوبية بشكل آن»، مشيرا إلى «أن القواعد الخلفية السبع التي وفّرتها حكومة اليابان لقوة الأمم المتحدة (المتعددة الجنسية بقيادة الولايات المتحدة) تشكّل أهم ردع» لاجتياح شمالي محتمل. وأعلن الحلفاء الثلاثة في يونيو أنهم يأملون أن يطلقوا قبل نهاية عام 2023 نظاما يتيح تشارك الانذار بشأن الخطر الصاروخي في وقت فوري. و«يوم التحرير» في 15 أغسطس هو الإجازة الرسمية الوحيدة المشتركة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، وفق معهد كوريا للتوحيد الوطني. وخلال إحياء الذكرى في العام الماضي طرح يون على بيونج يانج خطة مساعدة «جريئة» تتضمن تقديم الغذاء ومصادر الطاقة والمساعدة في إنشاء البنى التحتية، لقاء تخليها عن برنامجيها النووي والتسليحي. وقابلت بيونج يانج الطرح بالاستهزاء. وشنّت كيم يو-جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون هجوماً شرساً على الرئيس الكوري الجنوبي، معتبرة عرضه «ذروة السخافة». وقالت العام الماضي إنّه «عندما تكتشف أنّ خطة مقايضة تعاون اقتصادي بشرفنا، بأسلحتنا النووية، هي الحلم الكبير ليون وأمله وخطته، تدرك عندها أنّه بسيط فعلاً بل طفولي»، مضيفة: «من الواضح أنّنا لن نجلس معه وجها لوجه».
مشاركة :