اعتبرت الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي أن هويتها الفلسطينية هي سبب حبها للموسيقى، والدافع وراء رغبتها في للتعبير عن نفسها ومشاعرها، مؤكدة على أن الموسيقى هي لغة نضال ومقاومة في وقت لا يصح فيه إرساء سلام بلا عدالة. وقالت البرغوثي على هامش حفل أحيته في مدينة إسطنبول، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إن الهوية الفلسطينية والمعاناة اليومية للفلسطينيين ثقلت موهبتها وعزيمتها. وقالت: "أقول دائما أن هويتي الفلسطينية هي السبب الذي دفعني لحب الموسيقى، أعبر من خلالها عن نفسي، وأجدها الطريقة التي يمكن عبرها إيصال مشاعري، وكل التخبطات التي نعيشها كفلسطينيين بشكل يومي". وأضافت: "عندما كنت أتنقل بين الحواجز (الأمنية) كما أي فلسطيني يعيش في ظل الاحتلال من أجل حصة (درس) موسيقى، كنت ألاحظ أن أكثر ما يخيف الجندي أن لدي آلة، أي أنا موسيقية أذهب لتعلم الموسيقى". وكشفت البرغوثي للأناضول أن أول مقطوعة موسيقية لها حملت اسم "جنين" ألفتها في عمر صغيرة، بالتزامن مع وقوع مجزرة جنين (عام 2002). وأوضحت: "كنت صغيرة وكنت أستخدم الموسيقى للتعبير عن نفسي، كموسيقية وكإنسانة فلسطينية". واعتبرت البرغوثي أن جمال الموسيقى هي أنها مرآة لثقافة وتراث وطنها، وتأكيدا على أصالته. وتابعت: "فكرة أننا شعب لديه جمال ومواهب وفكر ورسالة قوية وموسيقة وثقافة يمكن أن تصل لعدد كبير من الناس خارج فلسطين، هو أمر مخيف، وهذا الجمال في الموسيقى، لا أحد يمكن أن يأخذ منك ثقافتك أو يسرقها". * لا سلام بلا عدالة وكشفت البرغوثي عن "عدم إيمانها بإرساء سلام دون عدالة أو حقوق". وقالت للأناضول: "الأولوية ليست للسلام، أعتقد أن الأولوية هي العدالة والحرية والمساواة وحرية الشعب الفلسطيني في كل مكان، أما السلام فيأتي لاحقا". ونوهت إلى أن تحقيق المساواة والعدالة هو الذي يمهد لـ"سلام غير مشروط". وحول الصعوبات التي تواجهها كموسيقية فلسطينية، تحدثت عن محاولات الضغط المستمرة على الفنانين الفلسطينيين لتقديم أعمال مع نظرائهم الإسرائيليين بذريعة أن "الموسيقى لغة سلام". وعن نطرتها الخاصة للموسيقى، أضافت: "بالنسبة لي الموسيقى ليست منفصلة عن الهوية الوطنية، هي جزء من النضال والمقاومة". *حفل إسطنبول وبالحديث عن حفلها الأول في إسطنبول، وصفت البرغوثي إحساسها بأنه "كان شعورا جميلا". وأردفت: "أحب إسطنبول وزرتها من قبل، ولكنها أول مرة أغني فيها للجمهور". وأشارت البرغوثي إلى أن الحفل تميز بتعدد جنسيات الجمهور، كما أعربت عن تفاجئها من قيام بعض الفنانين الأتراك بالدعاية لحفلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضحت للأناضول: "كان الجمهور متنوعا، يدرك وقت التفاعل، أعطانا حبا كثيرا في المسرح، وعند الدعاية تفاجأنا بأن كثيرا من الفنانين الأتراك كانوا يروجون للحفل ويتكلمون عني ومتابعين لي". واستدركت: "كان شرف كبير لي أن لدي على مواقع التواصل، موسيقيين أتراك ومتابعين من الجمهور التركي يحب الموسيقى العربية". * التأثر بالموسيقى التركية في السياق، أكدت البرغوثي على رغبتها الشديدة في العودة مجددا إلى إسطنبول، بحفل يستقطب عدد أكبر من الجمهور. وردا على سؤال حول أدائها أغنية "آه إسطنبول" التركية وإعجاب الجمهور بها، قالت: "أحب الموسيقى التركية ومتأثرة بها وكنت أسمع الأغنية هذه تحديدا للعازف حسني، بالكلارينت فتعلمتها منه بطريقة الآلات الموسيقية وليس بالصوت فقط". وأضافت: "سمعت الأغنية وتعلمتها، وأحببت أن أغنيها خلال الحفل، بشكل عام أحب أن أغني المزيد من الأغاني التركية لاحقا". * دعم عائلي وأثنت الفنانة الفلسطينية خلال حديثها للأناضول على دعم عائلتها ودورها البارز في انطلاقتها الفنية. وقالت: "محظوظة بعائلتي التي كانت داعمة للفن وما زالت، تعلمت الغناء الكلاسيكي والطربي من والدتي، فهي كانت مغنية في إحدى الجوقات (فرقة موسيقية) بفلسطين". كما أشارت إلى أن الفن متأصل في عائلتها؛ فأختها تعزف على آلة الكمان، كما أن والدها كان دوما داعما للفن ويحب الموسيقى بأنماطها المختلفة. وتابعت: "كنا نستمع للموسيقى التركية، والجاز، والفلامينغو وغيرها، وهو ما خلق لدي طابعا خاصا في الموسيقى". هذه التربية الموسيقية من عمر مبكر كانت السبب الرئيسي في إضفاء طابع خاص على الموسيقى التي تقدمها البرغوثي. وأوضحت: "أدخلت بصمتي الخاصة من خلال حبي لموسيقى الجاز، وحبي للتلحين وخلقت تكنيكا خاصا وتقنية جديدة للصوت، أسميتها دندناي بالعربية". ووصفت هذه التقنية بأنها آلية تعتمد على "استخدام الصوت كآلة (موسيقية)"، مؤكدة على أهمية أن يكون الفنان "منفتحا وفضوليا لتعلم أمور جديدة". وبدأت رحلة البرغوثي مع الموسيقى من عمر 6 سنوات، بتعلم العزف على آلة الفلوت، وفي عمر 14 عام، أقامت أول حفل موسيقي خاص. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :