يقع كثير منا في خطأ التأجيل، تأجيل عمل معين، زيارة، واجبات اجتماعية، أسفار، مناسبات، تأجيل اتخاذ قرار بتغيير العمل أو الانتقال لعمل جديد، تأجيل بناء المنزل أو شراء سيارة أو مصالحة صديق أو قريب، تأجيل قراءة الكثير من الكتب التي نشتريها ولا نجد الوقت الكافي لقراءتها فنعد أنفسنا بأننا سنقرأها ذات يوم، تأجيل تعلم مهارة جديدة : لغة جديدة .. وتمضي الأيام، وتمر الحياة كقفز غزال بين الرصيف وبيني كما تغني فيروز، وتمتلئ حياتنا بالتأجيلات، تأجيل هنا، وتأجيل هناك، وتأجيل آتٍ في الطريق، فلا ننجز الذي أجلناه، ولا التأجيل يتوقف، ثم ماذا؟ نكتشف أننا لم نعش سوى نصف حياة أو ربعها أحياناً، لكن: هل ما أجلنا أسفارنا ولقاءاتنا وحياتنا لأجله يستحق ذلك؟ هل كان يمكن المضي في مشاريعنا وعدم تأجيل شيء منها؟ لكن ماذا لو فتشنا فيما أجلناه وحاولنا القيام به ذات يوم؟ هل سيكون الوقت قد فات وانقضى، أم سيكون هناك متسع للقيام بشيء بعد؟ هل يمكن لرجل بلغ السبعين أن يسافر لتلك المدن التي أجل السفر إليها في شبابه؟ هل سيسعفه العمر وتساعده الصحة والشغف والأصحاب والرفقة والمال؟ وماذا عن العلاقات التي أجل إصلاح ما أصابها من خلل أو شروخات؟ هل سيظل إحساسنا بها قائماً حين يكون الوقت قد فات؟ هل سينتظرنا الوقت إنْ نحن انتظرناه أو أجلناه؟ هناك أمور يمكن تأجيلها لفترة، لأيام أو بضعة أشهر، هناك مشاريع كبيرة تحتاج الكثير من المال والاستعداد وهذه حين نؤجلها، فإنما يكون ذلك في أول العمر، أي لحين يشتد بنا عود الأيام ونشتد نحن معها ونمتلك ونقدر فنباشر ونعمل، أما أن نؤجل للوقت الخطأ، فإن الوقت سيظل خطأ لن يستوعب فكرة تنفيذ ما أجلناه، وعليه فما علينا سوى أن نفعل ما نحب دون تأجيل إن كنا قادرين وراغبين في فعله، فالحياة لا تعاش سوى مرة واحدة، لا تدخر ولا تستعاد ثانية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :