شهدت العاصمة الليبية طرابلس، أمس، هدوءاً حذراً، بعد توقف الاشتباكات المسلحة، التي أودت بحياة 27 شخصاً، وخلّفت أكثر من 150 جريحاً بين مدنيين وعسكريين. وأفاد شهود لـ«البيان»، بأن دوريات أمنية انتشرت في مختلف مناطق طرابلس، وضواحيها الجنوبية، لإعادة الاستقرار، لتدب الحركة، على استحياء، في الشوارع والأسواق. وانتشرت دوريات الإدارة العامة للدعم المركزي، في مناطق طريق الشوك، والفرناج، ومدخل جامعة «طرابلس»، والمناطق المجاورة، فيما وجهت وزيرة الشؤون الاجتماعية في حكومة الوحدة الوطنية، وفاء الكيلاني، إلى حصر الأسر المتضررة، وتقديم ما يلزم لها، ودعت رؤساء فروع الشؤون الاجتماعية في المناطق التي شهدت اقتتالات، إلى التعاون والمساعدة، ورفع تقارير عاجلة في خصوصه. خطط تأمين وأصدر وزير الداخلية المكلف، عماد الطرابلسي، قراراً بتشكيل غرفة أمنية لفض الاشتباكات، ونشر عناصر أمنية، ووضع خطط التأمين والحماية، بالتنسيق مع مركز طب الطوارئ، والدعم والجهات ذات العلاقة. بينما أعرب رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، عن أسفه للاشتباكات، وقال، في جولة تفقدية في طرابلس، إن ما حدث جرح نازف للعاصمة وسكانها وجميع الليبيين، ويجب ألّا يتكرر. وشكر الدبيبة، أعيان وأهالي منطقة سوق الجمعة، وضواحيها، لمساعيهم إلى وقف الاقتتال، وإلى جهاز الإسعاف، والطوارئ، والفرق الطبية، والمستشفيات، والمصحات، التي استقبلت وطببت مختلف الحالات. وطالب الدبيبة، وزير الحكم المحلي، بدر الدين التومي، بتشكيل لجنة لحصر الأضرار، في أسبوع، وتقدير التعويضات للمتضررين. إلى ذلك، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إن إطلاق آمر «اللواء 444»، العقيد محمود حمزة، ووقف إطلاق النار، جاءا «بناء على مفاوضات جرت بين قيادات عسكرية ورؤوس الدولة»، وأضاف: «مستمرون في مراقبة مجريات الأمور على الأرض لنتأكد من وقف القتال». وأشار إلى اعتزام بلاده الاستمرار في دعم القادة الليبيين، للانخراط في حوار توحيد البلاد، وإجراء الانتخابات. مسؤولية الحكومة في الأثناء، حمل ثوار مصراتة، الدبيبة، مسؤولية شرعنة الميليشيات التي تصفي حساباتها الشخصية في طرابلس، معلنين حالة النفير لكتائب الثوار كافة في المدينة، فيما رأى «حراك حسم» بالزاوية، في بيان، أن «تداعيات اشتباكات طرابلس تنذر بكارثة وشيكة تلوح في الأفق، تهدد السلم والاستقرار، إذ تسببت في تشريد ونزوح وتهجير عدد من أهالي طرابلس، ووقوع أضرار جسيمة في مناطق الاشتباكات». وبحسب مراقبين، فإن اقتتالات طرابلس، كشفت المستور عن الأخطار الحقيقية لعجز الحكومات المتتالية التي تصدرت الحكم منذ سنة 2011، عن حل ملف الميليشيات المسلحة، وجمع السلاح المنفلت، وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية النظامية، ذات التراتبية الاحترافية، المعترف بها وطنياً ودولياً، وأكدت ضرورة تنفيذ بنود الاتفاقيات الصادرة عن اللجنة العسكرية «5+5». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :