ارتفعت أسعار الذهب بالسوق الأوروبية يوم امس الأربعاء للمرة الأولى خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، لتتماسك فوق حاجز 1,900 دولار، ضمن عمليات التعافي من أدنى مستوى في سبعة أسابيع، بدعم تباطؤ مستويات الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية. يأتي هذا التباطؤ قبل صدور محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي من المتوقع أن يتضمن أدلة واضحة حول مستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وقد ارتفعت أسعار معدن الذهب امس بنسبة 0.25% إلى 1,906.60$، من مستوى افتتاح التعاملات عند 1,901.83$، وسجلت أدنى مستوى عند 1,900.35$. وسجل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الثلاثاء أعلى مستوى في عشرة أشهر عند 4.274%، الأمر الذي قلص من جاذبية السبائك الذهبية غير المدرة للعائد. جاء هذا التطور في سوق سندات الولايات المتحدة، بعد بيانات قوية عن مبيعات التجزئة الأمريكية خلال يوليو، وتعليقات أكثر تشدداً من أحد صانعي السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس «نيل كاشكاري» يوم الثلاثاء إنه بينما أحرز البنك المركزي الأمريكي بعض التقدم في معركته للتضخم، فقد لا تزال أسعار الفائدة بحاجة إلى الارتفاع لإنهاء المهمة. وتراجع مؤشر الدولار يوم الأربعاء بنسبة 0.2%، مبتعداً عن أعلى مستوى في ستة أسابيع عند 103.46 نقاط، في طريقه صوب تكبد أول خسارة خلال الخمسة أيام الأخيرة، عاكساً تباطؤ مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية و الثانوية. بخلاف عمليات التصحيح وجني الأرباح، تتراجع مستويات الدولار مع عزوف المستثمرين عن بناء مراكز شرائية جديدة، انتظاراً للحصول على أدلة جديدة حول مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية. كما ان تسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساس خلال اجتماع 20 سبتمبر مستقر حالياً عند 10%، وتسعير العقود الآجلة لاحتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة الأمريكية بدون أي تغيير عند 90%. وتسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساس خلال اجتماع 1 نوفمبر مستقر حالياً عند 34%، وتسعير العقود الآجلة لاحتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة الأمريكية بدون أي تغيير عند 66%. ومن أجل إعادة تسعير العقود أعلاه، يترقب المستثمرون في وقت لاحق اليوم، صدور محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي من المتوقع أن يوفر المزيد من الأدلة القوية حول مستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. بحلول الساعة 18:00 بتوقيت جرينتش، ينشر مجلس الاحتياطي الفيدرالي تفاصيل الاجتماع الذي عقد يومي 25-26 يوليو الماضي، والذي أسفر عن رفع أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس لتصل إلى نطاق بين (5.25%: 5.50%) وهو الأعلى في 22 عاماً، تحديداً منذ عام 2001. وبهذا القرار المتوقع، استئناف أكبر بنك مركزي في العالم سريعاً مسار التشديد النقدي بعد التوقف المؤقت خلال اجتماع يونيو، وبذلك يمثل قرار الرفع الجديد الزيادة الحادية عشرة في غضون آخر 12 اجتماعا منذ مارس 2022. وقال الاحتياطي الفيدرالي في بيان السياسة النقدية، إن الزيادة التي أقرّها خلال هذا الاجتماع، تأتي ضمن جهوده لترويض التضخم الذي مازال بعيداً عن المستهدف عند %2 على الرغم من تباطئه، في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي هبوطاً سلساً. وأكد الاحتياطي الفيدرالي أنه سيواصل مراقبة انعكاسات البيانات الواردة على التوقعات الاقتصادية، وسيكون مستعداً لتعديل موقف السياسة النقدية بالشكل المناسب إذا ظهرت مخاطر قد تعرقل عملية إعادة التضخم إلى المستوى المستهدف الذي يلتزم فيه بشدة. وقال محلل السوق في آي جي «ياب جون رونج» تواصل أسعار الذهب صراعها مع الارتفاع المستمر في العائدات الحقيقية مؤخرًا، جنبًا إلى جنب مع ارتفاع الدولار الأمريكي، والذي يبدو أنه يقلل من جاذبية الذهب ويدفع بعض المستثمرين إلى الابتعاد. وأوضح رونج، أن البيانات الاقتصادية الصادرة في الولايات المتحدة حتى الآن توفر مجالًا لإبقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول، وأضاف رونج، لدينا بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية بالأمس تدفع مخاوف الركود إلى الوراء، وربما تحافظ على تدفقات الملاذ الآمن في وضع حرج. قال كبير الاقتصاديين في إيه سي سي سيكيوريتيز «كليفورد بينيت» أن محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي سيكون متشددًا بالتأكيد، وبالتالي، قد يظل الذهب تحت الضغط وربما ينخفض إلى دون مستوي 1,900 دولار، أو حتى 1,880 دولارًا للأونصة. كما ان حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب انخفضت بالأمس بنحو 1.44 طنا متري، في ثالث انخفاض يومي على التوالي، لينزل الإجمالي إلى 894.43 طنا متريا، والذي يعد أدنى مستوى منذ 16 يناير2020.
مشاركة :