في أول موقف واضح لرئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في ما يتعلّق بالانتخابات الرئاسية، أعلن معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل «أننا ثمنا كثيراً خطوة الرئيس سعد الحريري بتجاوز الخلاف على المستوى الداخلي بترشيحه أو بتبني ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية». وقال: «هو (الحريري) تقدم خطوة كبيرة للأمام على هذا الصعيد تجاوز فيها مساحات الخلاف لأن موقع الوزير فرنجية كما هو معروف في المقلب الآخر على المستوى السياسي، ولهذا فالمطلوب من الجميع اليوم إعادة النظر وإعادة قراءة هذا الأمر بمنطق ايجابي للبحث عن مخرج للمأزق الذي نعيش فيه لأنه من غير المسموح أن نبقى من دون انتخاب رئيس للجمهورية». ورأى أن «الأمور بدأت تتحرك والجلسة (النيابية الأخيرة) كانت تعبيراً ناصعاً عن أن الثمرة ربما قد بدأت بالنضوج، لهذا لم يعد من المسموح أن ننتظر كثيراً على هذا الصعيد». كلام خليل جاء خلال إحياء حركة «أمل» الذكرى السنوية الـ30 لـ «استشهاد القادة المقاومين» محمد سعد وخليل جرادي وحيدر خليل عام 1985. ودافع خليل عن «المقاومة التي استمرت مع حزب الله»، رافضاً وصفها بـ «الارهاب». وقال: «تحت عنوان المقاومة نجدد التزامنا هذا خيار الدفاع عن لبنان لأننا ما زلنا نرى المشروع الصهيوني مستمراً بالتخطيط لهذا البلد ولهذه الأمة، هو مشروع مستمر في فلسطين ولا يهدد مسجدها الأقصى فقط ولا كنيسة القيامة، بل كل التاريخ الإسلامي المسيحي». ولفت إلى «أننا نواجه على مستوى المنطقة مشروع تقسيم وتفتيت على أساس طائفي ومذهبي، شاهدنا جميعاً كيف أن داعش والمنظمات الإرهابية هيأت المناخ فكان قرار مقاومتها وكان قرار محاربتها هو دفعاً لهذا التقسيم وهذا التفتيت». واعتبر أن «الوقت ليس للمزايدات في ظل حريق المنطقة، بل للتفتيش عن اللقاء في ما بيننا لتجميد الخلافات وتحييدها قدر الإمكان بما يسمح لنا بأن ننطلق مجدداً نحو إعادة بناء دولتنا التي نريد»، لافتاً إلى أن «على هذا الأساس عمل بري خلال الفترة الماضية على تخفيض مستوى التوتر في العلاقات الداخلية لأنه كان يعرف مخاطر وحجم الاشتباك الدولي الحاصل على مستوى المنطقة». وقال: «نعرف أن ما يجري بدءاً من اليمن الى العراق وسورية وصولاً إلى لبنان، يحتاج الى نوع آخر من التفاهمات الإقليمية يبدأ بإعادة رسم للعلاقات السعودية - الايرانية، وانتباه لما يخطط دولياً لهذه المنطقة بين أميركا وروسيا وغيرهما». وقال: «نريد دولة لا تخيف الجميع لا انتصار فيها لفئة على فئة ولا لطائفة على طائفة، فلا طائفة رئيسة ولا طائفة قائدة ولا طائفة تصادر قرار أحد». ورأى أنه «متى سقطت الدولة سقط معها لبنان، سقط هذا التفاعل الحضاري الذي قدناه ولا يمكن لأحد أن يخدم اسرائيل أكثر من إسقاط لبنان». ودعا عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية علي بزي إلى «النأي بالنفس عن الاشتباكات خارج حدود وطننا، وإعادة الدفء والحرارة إلى العلاقات العربية - العربية، والإسلامية - العربية، وبالتحديد بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية». وجدد «الالتزام بالحوار كأرقى أشكال ممارسة النظام الديموقراطي، إن كان على مستوى الحوار الثنائي بين حزب الله والمستقبل، أم على مستوى الحوار الوطني الذي يقوده الرئيس بري، ونتطلع إلى اليوم الذي نطوي صفحة خلافاتنا وانقساماتنا وتجاذباتنا واصطفافاتنا ونملأ الفراغ في المقام الأول في رئاسة الجمهورية ونفعل عمل المجلس النيابي ولا نعطل الحكومة».
مشاركة :