أوبئة القرن 21 - سارا القرني

  • 8/17/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكد يلتقط العالم أنفاسه من جائحة كورونا حتى أطلّت عليه عدة متحورات من الفيروس نفسه.. أكثر انتشاراً وأقلّ خطورة، وبالرغم من نجاح العديد من الدول في إدارة الأزمة أولها المملكة العربية السعودية.. إلا أنّ منظمة الصحة العالمية تطلّ بين الفينة والأخرى بتحذيرات تحمل الكثير من التخوفات نحو المستقبل. الصين نفسها.. أغلقت منذ فترة مقاطعة تفشى فيها الفيروس مرة أخرى، في حين كانت منظمة الصحة العالمية تقول إننا على موعد مع جائحة أكبر من سابقتها بكثير، دون ذكر أي تفاصيل عن الأمر، رغم أنه من حقّ العالم أن يعرف ما هي تنبؤات منظمة الصحة وغيرها من المنظمات والهيئات التي تلعب دوراً كبيراً في مراقبة الوضع الصحي العالمي وتفشي الأوبئة، حتى لا تنتشر أخبار المتكهنين حول هذا الأمر دون الاعتماد على مصادر موثوقة. قبل عدة أيام.. تناقلت وسائل الإعلام عن ظهور الطاعون الدبلي (الموت الأسود) في أراضيها، اكتُشفت الإصابة في البداية لدى أب وابنته.. مع مخاوف من إصابة شخص ثالث من العائلة، هذه المخاوف ناجمة عن السرعة الشديدة لانتشار الطاعون، وكذلك لأنّ 60 % هو عدد الوفيات من المصابين إذا لم يتلقوا العلاج سريعاً. الصين بعد أنّ خفّت جائحة كورونا أغلقت عدداً من أسواق اللحوم لديها، إلا أنّ المتحورات والأمراض لا زالت تظهر واحدة تلو الأخرى فيها، وآخرها كان الطاعون الدبلي. الصين لم تقدم للعالم وباء كورونا فقط، فقد ظهرت مزاعم أنّ نشأة الإنفلونزا الإسبانية.. إحدى أكثر الأوبئة فتكاً بالعالم، كان من الصين، بخلاف الأوبئة الأخرى التي نشأت فيها وتفشت منها إلى العالم أجمع. في العام 1331م كان العالم موعوداً مع أول الأوبئة الصينية الخطيرة.. الطاعون الأسود، وكان معروفاً باسم الموت الأسود الذي حصد نصف أرواح أوروبا بحلول عام 1350م حسب التقديرات، الذي عاد وانتشر قبل ظهور الإنفلونزا الإسبانية وفتك بحياة 63 ألف شخص تقريباً، ليصبح ثاني أشد وباء فتكاً بعد الإنفلونزا الإسبانية الذي جاء في حقبتها، لكن الإنفلونزا قتلت ما بين 20 مليوناً إلى 50 مليون شخص حول العالم بين عامي 1918 و1919م. بعد ذلك وفي منتصف القرن العشرين ظهرت الإنفلونزا الآسيوية 1957م، التي قتلت بين مليون إلى أربعة ملايين شخص بنهاية عام 1958م، لكنها لم تكن إنفلونزا الصين الأخيرة.. حيث ظهرت بعد 10 سنوات من الجائحة الأخيرة إنفلونزا هونغ كونغ التي تعد أول وباء عالمي يتفشى بنطاق واسع عبر وسائل النقل الجوي. وما كادت تبدأ الألفية الجديدة حتى ظهر فيروس سارس عام 2002م بمدينة فوشان بمقاطعة غوانغدونغ جنوبي الصين الذي انتشر إلى أكثر من 24 بلداً في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأوروبا وآسيا خلال سنة قبل أن يتم احتواؤه، لكنه قتل 800 شخص من أصل 8000 مصاب حول العالم.. وكان نصفهم تقريباً من الصينيين. وتعود الصين مرة أخرى بظهور إنفلونزا الخنازير.. في العام 2003م والذي سبب هلعاً واسعاً حول العالم عندما ظهر أول مرة سنة 1997م، لكنه قتل القليل من البشر مقارنةً بالدواجن التي نفقت جراء الفيروس الضاري، ورغم اختفائه إلا أنه ظهر مرة ثالثة عام 2013م لتعلن منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ. وآخر وباء كان كوفيد 19 (كورونا) الذي حسب الدلالات لن يكون آخر وباء عالمي في القرن الـ 21 الذي احتلت الصين فيه عناوين الصفحات الرئيسية مرتبطة بكلّ فيروس ظهر في هذه الألفية وحتى الآن.

مشاركة :