بين كان ويكون، وبين هل من الممكن أن يصبح الخيال واقعًا؟ أسئلة عديدة كانت تزورني فيما مضى، وأحلام كبيرة تراودني في كل حين وآخر، ولعلها في كل مرة تكبر الأفكار والآمال، ولكنها كل مرة ترتحل على أن تعود بعد أيام وقد لا تُرى... هذه الصفحة العتيقة بقيت في أدراجي ولم أعد أُعير لها أي اهتمام منذ أن أشرقت شمس رؤية المملكة 2030م فأصبح الخيال حُلمًا، والحلم حقيقة، أراه بعيني المجردة وبكل فخر واعتزاز ودعم بسخاء من قائد وعراب رؤيتنا المباركة، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ورعاية من خادم الحرمين الشريفين –رعاه الله–، حققت المملكة العربية السعودية العديد من المنجزات التاريخية والأرقام الكبيرة التي فاقت التوقعات، فأضحت بلادي العزيزة شامخة، وكما اعتدت أن أراها دومًا في مقدمة الترتيب بين كبرى الدول العالمية في القطاعات كافة. وبالحديث عن رؤية 2030م سأتناول في مقالي هذا ملفنا الرياضي الكبير الذي شهد نقلات وتطورات تاريخية من استضافة كبرى المسابقات على مستوى العالم في أرض المملكة وفي مختلف الألعاب الرياضية، وارتحال نجومنا الشباب في برامج الابتعاث الرياضي، وتطويرًا مستمراً لا يتوقف للبنى التحتية والمنشآت الرياضية مرورًا بإطلاق مشروع الاستثمار الرياضي، ووصولًا إلى دخول عددٍ من الأندية لعالم الخصخصة، وحتى استقطاب ألمع الأسماء العالمية في كرة القدم من نجوم اللعبة والإدارة والأجهزة الفنية والتكتيكية والطبية للدوري السعودي للمحترفين الذي بات منتجًا جاذبًا ولافتًا لكل عشاق المستديرة في العالم ولكل صناع الإعلام في القارة العجوز والقارة الأميركية، وهذا ما حدث حقيقة مع أيامنا الأولى لانطلاق دوري روشن السعودي، وظهر جليًا ثمرة استقطاب النجوم العالميين والحركة السعودية الهائلة في سوق الانتقالات الصيفية، فكان الحضور الإعلامي والتغطية العالمية للدوري السعودي قد فاق الخيال، فتبوأ دورينا مكانه المستقبلي منذ اليوم بين كبرى الدوريات العالمية، بدعم واهتمام من قيادتنا الرشيدة، فرؤيتنا علمتنا أن لا نحلم فقط ونترك حلمنا يذهب مع الريح، بل أن نحُلم وأن نعمل على تحقيق هذا الحلم وحتى الوصول إلى إنجازه على أرض الواقع، هذه النقلة التاريخية وغير المسبوقة للدوري السعودي تؤكد على أنه من المهم أن تتواكب جهود الأطراف المعنية كافة بهذا المنتج الفخم وأن نبرزه بهوية سعودية إلى عشاق كرة القدم في العالم. فيصل الجنيدل