حذرت الرئاسة الفلسطينية اليوم (الأربعاء) من أن مواصلة إسرائيل "العبث" بالأمن والاستقرار سيؤدي إلى "تفجر الأوضاع وخروج الأمور عن السيطرة" الأمر الذي تتحمل مسؤوليته وحدها. جاء ذلك في بيان للناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة وزع على الصحفيين تعقيبا على "اقتحام" الجيش الإسرائيلي فجر اليوم المنطقة الشرقية لنابلس لتأمين زيارة مستوطنين لقبر يوسف لأداء صلوات دينية فيه، ومخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق المدينة. وعلى إثر ذلك اندلعت مواجهات أسفرت عن إصابة عدد من الشبان الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، ولاحقا قام الجيش الإسرائيلي بتفجير شقة سكنية ومقر لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في المخيم، وقال الجيش إنه تم تدمير معمل لتصنيع العبوات ومستودع في مخيم بلاطة بهما 15 عبوة جاهزة للاستخدام. وقال أبو ردينة إن الحكومة الإسرائيلية "اليمينية المتطرفة مستمرة في سياساتها الهادفة إلى جر المنطقة لمربع العنف والتوتر عبر الاستمرار في سياسة اجتياح المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية آخرها مدينتي نابلس اليوم وأريحا أمس ما أدى لمقتل شابين". وأضاف أن الإدارة الأمريكية "تعلم جيدا أن الاستمرار في هذه السياسة الإسرائيلية من قتل واجتياح واقتحام للمسجد الأقصى واستيطان وغيرها من الإجراءات أحادية الجانب كفيل بتفجير الأوضاع وعدم السيطرة عليها"، داعيا إياها "للتدخل وفورا لوقف هذا الجنون الإسرائيلي الساعي إلى تدمير كل شيء". واعتبر أبو ردينة أن طريق السلام واضح يتمثل في الانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة "وإلا فإن البديل هو المزيد من العنف والتصعيد الذي لا يمكن للمنطقة والعالم تحمل نتائجه الكارثية". وتشهد مناطق ومدن في الضفة الغربية توترا ميدانيا مستمرا بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين حيث قتل أكثر من 200 فلسطيني منذ بداية العام الجاري بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية، في المقابل قتل 27 شخصا في إسرائيل، في عمليات نفذها فلسطينيون داخل الأراضي الإسرائيلية. إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن فشل المجتمع الدولي في وقف إجراءات إسرائيل أحادية الجانب يقوض الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأدان البيان "انتهاكات قوات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم، وكان آخرها اقتحام نابلس بحجة تسهيل اقتحام عشرات المستوطنين لقبر يوسف في المنطقة الشرقية في المدينة". وحذر البيان من "خطورة التصعيد الحاصل في اعتداءات المستوطنين وهجماتهم المتواصلة على البلدات والقرى الفلسطينية التي بدأت تأخذ طابعا منظما وتتبع أساليب عدوانية أكثر عنفا بشكل بات يهدد تفجير ساحة الصراع". وطالب المجتمع الدولي بممارسة أوسع ضغط على الحكومة الإسرائيلية "لإجبارها على وقف جميع إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية ولجم المستوطنين ومنظماتهم وتفكيكها وتجفيف مصادر تمويلها ووضعها على قوائم الإرهاب وملاحقتها قانونيا". وتزايدت أعمال العنف بين الفلسطينيين والمستوطنين في الضفة الغربية، وقالت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في وقت سابق من الشهر الجاري إنها سجلت 591 حادثة على صلة بالمستوطنين في الضفة الغربية في الأشهر الستة الأولى من عام 2023 أسفرت عن إصابات بين الفلسطينيين أو أضرار في الممتلكات أو كليهما.
مشاركة :