(كونا) - كشفت وزارة التربية اليوم الاثنين عن توجهاتها لاعادة النظر في منظومة رياض الاطفال وجعلها ضمن مراحل التعليم الالزامي بعد ان تجاوزت نسبة الالتحاق برياض الاطفال 85 في المئة. وقال وكيل وزارة التربية المساعد للبحوث التربوية والمناهج الدكتور سعود الحربي في تصريح صحافي عقب افتتاح المؤتمر الدولي الثاني الخاص بتجربة (منهج ريجيو ايميليا في التعليم) ان لدى الوزارة مشروع متكامل عن تعليم رياض الاطفال باسم التعليم المبكر ويشمل الحضانة والسنة الاولى من التعليم الابتدائي. واكد استفادة الكويت من تجربة ريجيو ايميليا بإعتبارها تجربة ثرية ورائدة في تجارب مراحل رياض الاطفال على مستوى العالم مشيرا الى نجاح التجربة التي اقيمت بعد الحرب العالمية الثانية حيث سعت قرية ريجيو ايميليا في ايطاليا لمحو اثار الحرب الاليمة من ذهن الاطفال وترسيخ قيم التسامح ومفهوم التعددية وقبول الاخر الى أن اصبحت منهج تربوي متكامل. وبين ان الوزارة تقدمت بمقترح لانشاء مدرسة في الكويت على اساس مناهج وتجربة مدارس ريجيو ايميليا. من جهته قال المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين في كلمته خلال حفل الافتتاح ان المؤتمر يسلط الضوء على تجربة تربوية علمية متمثلة في المنهج الذي تطبقه مدارس ريجيو ايميليا الايطالية في التعليم كونه يعتبر المدرسة مكانا للالهام والابتكار والتعاون والذي يعد احد افضل اشكال التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في العالم. وأوضح ان الاهداف التي ينشدها القائمون على هذا المؤتمر تتلاقى مع اهداف المؤسسة من حيث العمل على تعزيز ريادة العلم والابتكار ونشر الثقافة العلمية وتشجيع العطاء العلمي الموجه إلى جميع شرائح المجتمع وتشجيع البحث العلمي المتميز. واعرب شهاب الدين عن امله بان يحقق المؤتمر الاهداف المرجوة وان يخرج بتوصيات تصب في خدمة البحث العلمي الموجه إلى الشريحة المهمة من المجتمع في شتى الدول العربية. وأكد استمرار التعاون بين المؤسسة والجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية بما يساهم في رفعة الكويت وتطورها وتعزيز مكانتها الاقليمية والعربية والعالمية. من ناحيته قال رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور علي عاشور ان هذا المؤتمر هو الاول في الشرق الاوسط اذ شارك به مختصين من ايطاليا ليستفيد اكبر عدد ممكن من المجتمع التربوي من التجربة ومعرفة الاساليب الجديدة الخاصة برياض الاطفال. واضاف عاشور ان للجمعية علاقات وطيدة بمؤسسة ريجيو للاطفال وبلدية ريجيو ايميليا والتي تمتد لاكثر من سبع سنوات حيث عملت الجمعية بترجمة كتاب (الاطفال ولغاتهم المئة) والذي يعد من اهم مؤلفاتهم في العام 2010. وأوضح ان التجربة الايطالية تطبق الان في عدة مدارس وتسعى الجمعية لنشرها في جميع المدارس لاهميتها ودورها في نشر التسامح ومفهوم التعدد وقبول الاخر ومفهوم الاختلاف مؤكد اهمية نشر تلك المفاهيم والقيم في المجتمع الكويتي من اجل معالجة الخلافات الطائفية والفئوية. وذكر ان العناية والاهتمام بالتعليم له مردود ايجابي على مستقبل الطفل وعلى المجتمع ككل حيث أثبت دراسات اقتصادية متعددة صدرت في الولايات المتحدة الاميركية ان الاستثمار في مراحل التعليم المبكرة يعطي مردودا اقتصاديا يقابل 3 اضعاف ما ينفق عليه. ولفت الى ان هناك العديد من الاسباب التي جعلت الجمعية تفكر بمثل هذا المشروع وأهمها ان اصلاح التعليم بدولة الكويت يتطلب جهودا كبيرة ولعل وجود واحات من التميز مثل هذا المشروع هي الخطوة العملية لهذا الاصلاح التي تكون مدعاة للمدارس الاخرى للسير على خطاها.
مشاركة :