يعد الملل من المشاعر الشائعة التي تنتاب العديد من الناس، إذ يصاب الشخص بالملل عندما يفقد الرضا عن نشاط معين فلا يهتم به، وقد يحدث الملل حين تكون مفعما بالحيوية ولا تجد مكانًا توجه إليه طاقتك، وكذلك عندما يصعب عليك التركيز في أداء أي عمل أو مهمة. يعتبر الملل هو حالة نفسية يشعر فيها الإنسان بعدم الاستقرار الداخلى وهذه الحالة تصيب أكثر الناس، وهى ليست محددة بعمر معين و ليست حالة مرضية، لكنها تعبير عن وضع نفسى قلق ، مما يسبب للشخص الضيق والنظرة التشاؤمية للحياة. و الملل استجابة طبيعية لبعض المواقف، وقد يحدث الملل نتيجة الابتلاء ببعض المصائب المتتابعة فى النفس والأهل أو أحد الأقارب أو الأصدقاء، بالإضافة إلى أن وجود بعض الخلافات الطبيعية فى الحياة . و الملل ظاهرة شائعة لدى جميع الفئات العمرية، ولا مفر منه أحيانًا . و على الرغم من عدم وجود اختبارات لتشخيص الملل، فإن استمراره طويلًا أو حدوثه تكرارًا قد يكون علامة على الإصابة بالاكتئاب . لماذا نشعر بالملل؟ هناك أسباب كثيرة للشعور بالملل و قد يصبح مشكلة حقيقية عندما يمنعك من إكمال المهام الضرورية أو يؤثر على جودة حياتك. إذا كنت تعاني من القلق والتوتر المزمن، فقد تكون أكثر عرضة للاكتئاب بعد التعرض لفترات طويلة من الملل. هل يوجد علاج للملل ؟ لا يوجد علاج طبي محدد للملل ينصح به، و لكن لعلاج الملل، يجب الابتعاد عن الشىء الذى مللت منه لفترة، ثم عد إليه بعد حين ،ستجده اكتسب تألقا ونضارة جديدة، بالإضافة إلى ضرورة التنوع فى أساليب التعامل مع الأشياء والأشخاص، فلا تستخدم نفس الكلمات بل حاول أن يكون لكل يوم مصطلح جديد، ويجب التجديد فى التعبير عن ذاتك أو عملك، واستخدم الدعابة عند التعامل مع الآخرين، فهى من الأمور التى قد تساعدك على التخلص من الملل، ثم حاول تغيير الظروف المحيطة وذلك بالالتفاف على بعض الأصدقاء والتنزه معا فى بعض الأماكن الجميلة وكسر الروتين، بالإضافة إلى ضرورة تخصيص بعض الوقت لتستريح بمفردك، وأن تفكر فى أشياء طريفة ممتعة . يستطيع الشخص الذي يشعر بالملل ممارسة هوايات جديدة أو أنشطة متنوعة مثل الانضمام إلى ناد أو مشاركة الآخرين في قراءة الكتب أو ممارسة التمارين الرياضية أو تنظيم رحلات. كما يمكن مساعدة الطفل الذي يشعر بالملل بتشجيعه على التواصل مع الآخرين، وعدم التشكيك في صحة مشاعره، وتخصيص الوقت الكافي لمساعدته على تحديد أسباب الملل، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة. كيف نتجنب الملل؟ -; تحديد المواقف والانتباه إلى الأنشطة المسببة للملل ووقتها ومكانها، ما يساعد على تجنبها، والاستعداد لمواجهة الملل تجاه هذه الأشياء في المستقبل. -; جعل المهام الروتينية اليومية أكثر إثارة للاهتمام بإضافة مهام تحفيزية عليها، مثلًا أضف مهام تعتمد على الوقت واحسب مدى سرعة قيامك بالمهمة. -; الجمع بين عدة مهام متكررة وإنجازها معًا. تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر والتخطيط لأدائها، مع تخصيص وقت راحة ومكافآت لتجنب الشعور بالملل. -; إعداد قائمة بالأنشطة التي قد تحارب الملل . أماإذا عانى طفلك الملل: -; يُنصح بخلق بيئة خاصة مع الأسرة لممارسة أنشطة متنوعة ومسلية تحارب بها الملل مع طفلك. -; الاستعداد لقضاء بعض الوقت في العمل مع طفلك لإعداد نشاط يمارسه حين يشعر بالملل. في النهاية نؤكد أن تكرار نفس الروتين اليومى ونفس الأعمال اليومية بصورة مستمرة وعلى نفس الفترات، يصيبنا بالملل بالإضافة إلى أن معيشة الإنسان مع بعض الأشخاص الذين يتسلل لهم الملل سريعا، قد يشعر بعدوى الملل ، بجانب البعد عن الحياة الاجتماعية ولاسيما بعد انتشار التكنولوجيا فيستطيع الإنسان أن يتسوق وأن يقضى وقت فراغه وقراءاته عن طريق النت، بجانب عدم الشعور بأهمية الوقت وهذه النقطة قد تكون سببا فى الشعور الدائم بالملل وقد تكون نتيجة، مؤكدا أن الملل قد لا يشعرك بأهمية الوقت فاليوم مثل أمس مثل الغد وقد يكون عدم تقديرك للوقت وأهميته سببا للملل. ندى فنري أديبة / صحفية
مشاركة :