الشاهين الإخباري يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الجمعة، عن تعاون أمني جديد مع اليابان وكوريا الجنوبية يشمل تدريبات مشتركة وذلك خلال قمة ثلاثية هي الأولى من نوعها بين قادة تلك الدول، تهدف إلى توجيه رسالة قوة للصين. والقمة التي ستعقد في منتجع كامب ديفيد لم يكن بالإمكان تصورها حتى وقت قريب، وسط خلافات منذ عقود بين حليفي الولايات المتحدة المرتبطين بمعاهدة، ويشكلان قاعدة لنحو 84500 جندي أميركي، تتعلق بالاحتلال الياباني القاسي لشبه الجزيرة الكورية في الفترة 1910-1945. غير أن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يو، ورغم مجازفات سياسية في الداخل، طوى الصفحة عن طريق تسوية خلاف يتعلق بالعمل القسري خلال الحرب، ووصف اليابان بالشريك خلال مرحلة من التوتر الشديد مع كل من الصين وكوريا الشمالية. وسيتفق بايدن ويون وفوميو كيشيدا على خطة لسنوات عدة لإجراء تدريبات عسكرية منتظمة في جميع المجالات، تذهب أبعد من تدريبات لمرة واحدة ردا على كوريا الشمالية، وسيعلنون عن “التزام للتشاور” في حال نشوب أزمات، وفق مستشار الأمن القومي للبيت الابيض جيك سالفيان. وبينما تعمل الولايات المتحدة عن كثب مع حليفيها، فإن المبادرات الجديدة تريد “أن يصبح هذا التعاون الثلاثي أعمق مع إعطائه المزيد من الطابع المؤسساتي” حسبما قال ساليفان للصحفيين في منتجع كامب ديفيد الواقع في الجبال غرب واشنطن. وسيتفق القادة على تشارك المعطيات في الوقت الفعلي بشأن كوريا الشمالية وعقد اجتماعات قمة كل عام، بحسب مسؤولين. وستكون القمة الأولى من نوعها بين زعماء الدول الثلاث وليس على هامش قمة أكبر، والحدث الدبلوماسي الأول منذ قمة كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 2015. وقال ساليفان، إن القمة ستكون لها “رؤية إيجابية” حول كيف يمكن للدول أن تفي بالتزاماتها سويا، و”غير موجهة ضد دولة ما”. غير أن السفير الأميركي لدى اليابان رام إيمانيويل المعروف بتصريحاته الحادة كانت له نبرة مختلفة قبيل القمة وقال، إن الدول الثلاث “أوجدت شيئا هو تماما ما كانت الصين تأمل في ألا يحدث”. وعلى الصين، بحسب عضو الكونغرس السابق، أن تفهم: “أننا القوة الصاعدة، وهم يتراجعون”. عرضت الصين عضلاتها في الداخل وفي آسيا في عهد الرئيس شي جينبينغ، وشددت على أحقيتها في السيادة على مناطق بحرية متنازع عليها، وأجرت مناورات كبيرة قرب تايوان، الجزيرة الديمقراطية التي تطالب بها بكين. لا يمكنكم أن تصبحوا غربيين وحض وزير الخارجية الصيني وانغ يي الديمقراطيتين المتقدمتين اقتصاديا في شمال شرق آسيا، على العمل مع بكين “لإنعاش شرق آسيا”. وقال في فيديو نُشر على وسائل إعلام رسمية: “مهما صبغتم شعركم بالأشقر، أو جعلتم شكل الأنف رفيعا لن تصبحوا أوروبيين أو أميركيين، لا يمكنكم أن تصبحوا غربيين أبدا”. أضاف: “ينبغي أن نعرف أين هي جذورنا”. غير أن الضغوط التي تمارسها الصين أدت إلى تدهور كبير في مستوى التأييد لها في اليابان وكوريا الجنوبية، المتحفظتين تقليديا أكثر من الولايات المتحدة في تصريحاتهما. وحتى ساعة متقدمّة الخميس، كان مفاوضون من الدول الثلاث لا يزالون يناقشون طريقة الإشارة إلى الصين في البيان النهائي، على ما قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية اليابانية هيكاريكو أونو. وتعتقد الاستخبارات الكورية الجنوبية أن بيونغ يانغ تستعد لإظهار تحديها بتجربة إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات تتزامن مع قمة كامب ديفيد، وفق ما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء نقلا عن المشرع يو سانغ-بام. غير أن القمة تهدف إلى الذهاب أبعد من التركيز على كوريا الشمالية أو حتى آسيا فقط. فقدمت طوكيو وسول دعما كبيرا لأوكرانيا بوصفهما قوتين كبريين غير غربيتين تنضمان للضغوط المناهضة للغزو الروسي. وقال وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن، إنه يرى “عهدا جديدا في التعاون الثلاثي”. وأضاف أن “اليابان وكوريا الجنوبية حليفان جوهريان، ليس فقط في المنطقة بل في أنحاء العالم”. دهشة إزاء الدعم الشعبي تسعى القمة لإضفاء طابع مؤسساتي على تعاون ثلاثي ما يجعل من الصعب أن يتراجع عنه أي زعيم في المستقبل — كرئيس في كوريا الجنوبية ينتهز مجددا العداء مع اليابان، أو عودة محتملة لدونالد ترامب الذي اعتبر التزامات القوات الأميركية في الخارج مكلفة. ووسط دهشة عدد كبير من المراقبين فإن تقارب يون من اليابان أثار احتجاجات خافتة نسبيا في الداخل. ويشعر اليابانيون والكوريون الجنوبيون على حد سواء بأن هناك “عددا من القيم والمصالح المتوافقة بينهما بشكل أساسي والتي ينبغي أن تحدث تقاربا بينهم” على ما قالت مديرة شؤون شرق آسيا وأوقيانوسيا في مجلس الأمن الوطني ميرا راب-هوبر. أصبح يون المحافظ، بسرعة حليفا وثيقا للولايات المتحدة، واستقبله بايدن في زيارة دولة نادرة أدهش فيها الرئيس الكوري الجنوبي الحضور عندما غنى أغنية “أميركان باي”. ورأى الخبير في الشؤون الكورية لدى مجلس العلاقات الخارجية سكوت سنايدر إن يون في الداخل سدد “الدفعة السياسية الأولى” المتعلقة بالتقرب من اليابان ويمكن أن يمضي قدما بأمان. غير أن الدستور يمنع يون من تولي أكثر من ولاية رئاسية واحدة تنتهي في 2027. ويأمل الكوريون الجنوبيون في إضفاء الطابع المؤسساتي على العلاقة “لدرء خطر التراجع إذا لم يخلف مون رئيس لديه السياسات نفسها” وفق سنايدر. أ ف ب الوسوم الشاهين الاخباري الصين اليابان كوريا الجنوبية
مشاركة :