نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان «أسبقية البحرين الثقافية والحضارية: حديقة الباخشة مثالا» للأستاذ يوسف صلاح الدين، وأدار الحوار الأستاذ جعفر سلمان. واستهل سلمان الأمسية بقوله إن للحضارة ورقي المجتمعات عدة أوجه من أهمها الوجه الفني والجمالي؛ فلا يوجد مجتمع يمكن أن يرتقي حضاريا من دون أن تكون له بصمات فنية باعتبارها جزءا مهما دالا على الرقي المجتمعي، ودالا على كون ذلك المجتمع قد وضع قدمه على الطريق الصحيح حضاريا، فقد عرفت الحضارة بكونها مجموعة من العناصر المادية والثقافية والروحانية التي تعمل بشكل منسجم لتعطي إيقاعا واحدا يعبر ويظهر مجموعة بشرية معينة. وأضاف أن من أهم عناصر الحضارة هو الفن والفنون بإجماع العديد من الباحثين، وهي لا تقتصر على الرسم والنحت والموسيقى، بل تتعداها إلى كل ما يثير الاحاسيس والمشاعر في الانسان منها الحدائق. وفي بداية مداخلته، أشار صلاح الدين إلى ريادة البحرين في الكثير من الميادين في منطقة الخليج العربي، منها انشاء حديقة الباخشة التي كان للبحرين بصمة ريادية في انشائها. وتم تسمية الحديقة بحديقة الباخشة وتنطق بحرف الخاء باللسان العربي، وتلفظ بالغين باللسان غير العربي، وقد أضاف أن الجيل الحالي لا يعلم عن هذه الحديقة وإن كان قد سمع بها فهو لم يحط إلا ببعض المعلومات البسيطة الخاصة عنها. وفيما يخص ما تتميز به الحديقة فقد ذكر صلاح الدين أنها امتازت بكونها حديقة عامة وحديقة حيوان في الوقت ذاته، حيث بدأت في البحرين في عام 1932 وعرفت بمسمى حديقة البلدية واشتهرت بحديقة الباخشة وتعود أصول الكلمة إلى كلمة أعجمية تعني حديقة الملك أو الحديقة الملكية. وفي ختام حديثه عرض صلاح الدين على الحضور عددا من الصور القديمة الخاصة بحديقة الباخشة، حيث أوضح أن الصور الخاصة بالحديقة نادرة وقليلة وتوضح بعض ملامح الحديقة من نافورة وجداول المياه، وموقع خاص لمعزوفات، وتضمنت الحديقة اقفاصا وأنواعا مختلفة من الحيوانات منها الطيور، والقرود، والثعالب، والزرافة، والدب، والنسر. كما احتوت الحديقة كما أوضحت الصور على أصناف مختلفة من الأشجار المثمرة والنباتات العطرية والأزهار والورود، لكن الحديقة اكتسبت أهميتها باهتمام المستشار تشارلز بلجريف بها لكونه محبا للفن، ما جعله يهتم بإضافة العديد من الشتلات النباتية في الحديقة. وفي نهاية الأمسية تم فتح المجال لمداخلات الجمهور وتم تكريم المشاركين من قبل إدارة المركز.
مشاركة :