كتاب عظيم، أشبه ما يكون بكتاب النووي رحمه الله (رياض الصالحين) من حيث الجمع والتحرير والترتيب لأقوال السلف في العقيدة والبدعة والمبتدعة والعلم والعلماء والأخلاق وغيرها، مفصل تفصيلا بديعا، أنصح به جدا. وصاحبه الشيخ الفاضل هو الذي نصحني بطباعة كتابي (شذرات من كتب ابن قيم الجوزية منتقاة من ثلاثين كتابا) لدى دار الحجاز، ونعمت نصيحته، وهو صاحب (تقريب فتاوى ورسائل ابن تيمية)، وهو مرتب ترتيبا موضوعيا، وأنصح به جدا، وتلقاه العلماء والعامة والخاصة بالقبول. وهذه بعض الشذرات من هذا الكتاب العظيم: قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التنقُّل. [الشريعة / ٦٦] وعن إياس بن معاوية رحمه الله قال: لم أخاصم بعقلي كله من أصحاب الأهواء، غير أصحاب القدر. قال: قلت: أخبروني عن الظلم في كلام العرب ما هو؟ قالوا: أنْ يأخذ الرجل ما ليس له، قال: فقلت: فإن لله -; عزَّ وجلَّ -; كل شيء. [الشريعة / ٢٣١ وعن طاووس رحمه الله قال: ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه حتى أنينه في مرضه. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٢٨] وقال أيضًا رحمه الله: ليس لأحد أن يصعد فيلقي نفسه من فوق البئر ويقول: قُدِّر لي. ولكن يحذر ويجتهد ويتقي، فإن أصابه شيء علم أنه لم يصبه إلا ما كتب الله له. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٦٠]. وقال بلال بن أبي بردة، لمحمد بن واسع رحمه الله: ما تقول في القضاء والقدر؟ قال: أيها الأمير إن الله -; عزَّ وجلَّ -; لا يسأل يوم القيامة عباده عن قضائه وقدره، إنما يسألهم عن أعمالهم. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٤١٥]. وعن أبي عثمان قال: كان عيسى -; عليه الصلاة والسلام -; يصلي على رأس جبل، فأتاه إبليس فقال: أنت الذي تزعم أن كل شيء بقضاء وقدر؟ قال: نعم، قال: ألق نفسك من الجبل، وقل: قدر علي، قال: يا لعين! الله يختبر العباد، وليس للعباد أن يختبروا الله -; عزَّ وجلَّ. [موسوعة ابن أبي الدنيا / ٤/ ٥٤٤]. قال عبد الله بن مسعود -; رضي الله عنه -: “إني لأبغض الرجل أن أراه فارغًا ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة” [(رواه الإمام أحمد)، صفة الصفوة ١/ ٢٠١ ومما كان مسعر رحمه الله يُنشده له أو لغيره:نَهارُك يا مَغْرُورُ سَهْوٌ وغَفْلَةٌ … ولَيْلُكَ نومٌ، والرَّدَى لك لازمُوتتعب فيما سوف تَكرَهُ غِبَّهُ … كَذَلِكَ في الدُّنيا تعيشُ البَهَائِمُ. [صفة الصفوة] وقال حذيفة -; رضي الله عنه -: المنافقون اليوم شر منهم على عهد رسول الله -; صلى الله عليه وسلم -، كانوا يومئذ يكتمونه. وهم اليوم يظهرونه. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٢٠٧]. قال عبد الله بن مسعود -; رضي الله عنه -: لو تعلمون ما أعلم من نفسي حثَيْتم على رأسي التراب. [صفة الصفوة ١/ ١٨٦] وقال حاتم الأصم رحمه الله: لي أربعةُ نسوة، وتسعةُ أولاد، ما طمع شيطانٌ أن يُوسوسَ إليَّ في أرزاقهم. [السير (تهذيبه) ٢/ ٩٦٠ قال عمر بن الخطاب -; رضي الله عنه -: رَحِمَ الله امرَأً أمسكَ فضلَ القول وقدّمَ فضلَ العمل. [عيون الأخبار ١/ ٣٨٠] وعن مطرف بن الشخير رحمه الله قال: عقول الناس على قدر زمانهم. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٦١]. للتواصل مع الكاتب Abdurrahmanalaufi@gmail.com
مشاركة :