تتخذ الحرب في أوكرانيا طابعا جديدا حيث تستعر معارك الطائرات المسيرة بعيدا عن جبهات القتال. وفي حين قام الرئيس الأوكراني زيلينسكي بجولة بين السويد وهولندا والدنمارك للحصول على المزيد من الدعم العسكري بما يشمل طائرات أف 16، فقد توعدت روسيا بأن الحرب لن تتوقف قبل أن يتم تفكيك الدولة الأوكرانية الحالية. هل عادت الحرب لتكون حرب استنزاف طويلة الأمد؟ وما هي الحسابات التي تطغى على حروب من هذا النوع؟ وهل ينهار الدعم الغربي لأوكرانيا في آخر المطاف؟ الحرب التي أنهت شهرها السادس عشر في أوكرانيا، لا تبدو قريبة من خط النهاية. الطرفان يواصلان الهجمات، لتشمل مدن الداخل البعيدة عن جبهات القتال. كما يعززان قدراتهما العسكرية، لاسيما باستخدام الطائرات المسيرة التي تحولت الى سلاح رئيسي، حتى ليكاد لا يمر يوم من دون هجوم جديد بهذه الطائرات. وهو مما يترافق بالقول إنها أُسقطت أو تم التصدي لهجماتها، ليُستأنف القولُ نفسه في اليوم التالي. نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف قال إن الحرب لن تتوقف قبل تفكيك أوكرانيا الحالية كدولة، حتى وإن استغرق الأمر سنوات أو عقودا. قادة حلف الأطلسي يقولون، في المقابل، إنهم سوف يواصلون دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا. ميدفيديف رسم صورة بالأسود والأبيض قائلا إنه لا خيار أمام بلاده؛ «فإما تدمير نظام كييف أو سينتهي الأمر بتمزيق روسيا». الاستعدادات الغربية لتزويد أوكرانيا بطائرات أف 16 بقي أمامها حاجز واحد هو تدريبات الطيارين الأوكرانيين عليها. وهي قد لا تكتمل قبل حلول الخريف أو حتى الصيف المقبل. إلا أن هذه الطائرات سرعان ما سوف تصبح جزءا من ميدان المعركة. الدعم المادي لأوكرانيا بات يكتسب طابعا من الديمومة حتى لكأنه ضريبة تدفعها دول التحالف الغربي دفاعا عن وجودها هي بالذات. ورغم أن اقتصاد هذه الدول يعاني مضايقات، مثلما يعاني الاقتصاد الروسي من المضايقات. إلا أن قدرات التحالف الغربي أوسع، لأن اقتصاداتها أكبر. مما يجعل خط النهاية أبعد. إطالة أمد الحرب، لتكون حرب استنزاف، كانت واحدة من خياراتها الأولى. وإذ أنها كذلك، فإن الحرب على جبهتي المعدات العسكرية والتمويلات، تبدو حربا تدور على الجبهات، وفي دفاتر الحسابات. الأولى تُحصي عدد القتلى والجرحى، والثانية تحصي حجم الناتج الإجمالي، وقدرات المصانع على توفير الذخيرة. وذلك حتى يتضح الأبيض من الأسود في الصورة التي رسمها ميدفيديف. حول هذه القضية دار الجزء الثاني من برنامج “وراء الحدث” على شاشة الغد بمشاركة كل من د.فالنتين ياكوشيك أستاذ العلاقات الدولية و رئيس الهيئة الاستشارية للمعهد الأوكراني للدراسات السياسية من كييف، و من موسكو د.رولاند بيجاموف الأكاديمي والخبير في الشؤون الروسية. فالنتين ياكوشيك: من المهم للرئيس الأوكراني أن يجد موارد مختلفة لدعم قدراته الجوية رولاند بيجاموف: سياسة زيلينسكي هي ما جلبت الحرب لأوكرانيا
مشاركة :