احتفى فرع رابطة الكتاب الأردنيين بتجربة الشاعر الأردني الفلسطيني أحمد الخطيب ومنجزه الشعري وتكريمه ضمن برنامج "منارات إبداعية" الذي ينظمه الفرع بمشاركة الأدباء النقاد: الدكتور عماد الخطيب و محمد سلام جميعان وغازي الذيبة وأدار حفل التكريم الشاعر أحمد طناش الشطناوي بقراءات نماذج من أشعار الخطيب وبحضور رئيس رابطة الكتاب الشاعر أكرم الزعبي والنائب محمد الشطناوي وحشد كبير من المثقفين والمهتمين. الورقة الأولى قدمها الناقد د. عماد الخطيب والتي حملت عنوان "سِيْميَائيّة أحمد الخطيب.. ذات الدّلالات الحِجَاجِية" التي غلّفها بالمُؤشّراتِ التُّراثيّة وشكّل لها معجمًا لِسَانِيًّا عنونه في جزء من مجموعته الشّعرية بـ"هذه سُبُلِي وَأيّامِي"، مؤكدا أن مؤشّرات تعد "أحمد" والتّراثيّة إحداها، عتبةً رئيسة من عتبات دراسة النصّ لأنّ التّراث بأنماطه باعث من بواعث مادة الشعر وصوره التي تلفت الانتباه للغوص في مدلولاتها. وأشار د. عماد الخطيب إلى أن من يحتاج قراءة "أحمد"، أعني – شعره- إلى امتلاك مهارات نقدية متعددة القراءات كما يحتاج إلى قدرةٍ عالية في فهم الممارسات "الأحمدية" التي توجّه القارئ نحو تتبّع المفارقات في الدّلالات، فنقرأ معا "أحمد" الشّاعر الذي يحسّ بنوعٍ من الغربة في واقعه الذي قد ساده بعضُ الزّيف أو التّعقيد أو التّصنّع ويلجأ إلى الهروب من هذا الواقع ويتّقنّع بالشّخصيّة التّراثيّة: يحاورُها وتحاورُه، فتصبحَ معادلا لتجربته وعنوانا على مرحلة من مراحل سيرته ويختار "أحمد" في دواوينه ما يناسب تجربته وما يمكن ردّه إلى مقابلٍ واقعيّ كان قد عايشه الشّاعر. الشاعر والناقد محمد سلام جميعان قدم شهادة إبداعية في تجربة الشاعر أحمد الخطيب وعلاقته به فقال "عرفتُ أحمد في بواكير نداوته الشعرية قبل ما يقاربُ أربعين عاما في قصيدة المغفرة ولم يكن يومها قد أصدر ديوانا بعد ورحتُ أنظرُ إليه شخصا بعين الخيال، فأرانيه خيالي شاعرا شابّا نبيلا في الحياة والشِّعر، يدفعُه نُبلُه إلى الأمام ويشقُّ طريقه في مضارب الشعر العربيّ بثباتِ الواثقِ من الاكتهالِ في معالي الشعر، فما ضلَّ طريقه ولا تاه. وأكد جميعان أن الشعر عند أحمد اكتشافٌ للمعرفة والفهم وفلسفة تلتحم فيها الفكرة مع الوجدان ووجود يضاهي الوجود بل يعلو على الوجود ليظهر هذا الوجود بخيالاته ومجازاته ورموزه، فالعقل الذي يفكّر في القصيدة هو نفسه الذي يتخيّل الفكرة في صورها ومعانيها، فتبدو قصيدته الغابة التي تمنحنا ظِلالُها كلّ ما في أشجارها من ضوء الموسيقى وإيقاعِ حركتها ولغة أغصانها ومرايا صورها وكل ما تنطوي عليه من رموز وأسرار، فتشتعل معها حواسّنا كأنّنا في لحظة شطح صوفيّ. وختم قائلا "كثيرة هي المحطّات التي تحتاج إلى تأمُّل تجربة الشاعر أحمد الخطيب ولعلّي الليلة أمسكت بموجة من موجاته الشعرية ولعلّ هذه الأمسية الاحتفائية به تهزُّ الوعيَ المتصحّر وتوقظه للتكفير عن غفلة النسيان وهو يمارسُ لعبة المحو والإثبات. أما الشاعر غازي الذيبة فقدم من جانبه أيضا شهادة إبداعية أسماها "للريح، للجن، للشعر، لأحمد الخطيب" قال فيها "بعد مكابدة مع البيان والسحر، تشعلقت الأحلام بروحه، فاهتدت خطاه الأولى إلى مجرات الضوء والصور.. هناك وقف يُنشد وسط ربوة الأغاني: أسماء من عبدوا الطريق إليها منذ المهلهل، مرورا بمضارب بني سلامان بحثا عن الشنفرى وديار العبسيين لرؤية عروة بن الورد وأوابد كندة لمنادمة امرئ القيس ووهاد نجد لمحادثة طرفة، حتى حلب المتنبي، الذي أظل القصيدة بأسطورته البلاغية، فغطى عين الشمس ليقبض أحمد الخطيب بعدها على صوته، فيحدو وحيدا في براري المعنى، مفارقا ومتفقا مع نواة قلبه، ملوحا بنهر الشدو في سهوب الذرى. وأكد الذيبة أن أحمد الخطيب، شاعر ممتلئ بحقول الصور ومجرات النشيد، يلاحقه جن الشعر ليلمس حرير قلبة، صديق عبق المعشق بقلائد الريح. رأيته وهو يكتب أشعاره وهو يدندنها وهو يطبخها على نار الهدوء والتأمل وتلقيت هداياه الثمينة، دواويين معطرة بتوقيعات تثير فيّ كل الحواس المذهبة بألماس الألفة والندى والحقول. ومن جانبه أشار الشاعر الزعبي رئيس الرابطة إلى ثلاث محطات هي رابطة الكتاب ومكانتها في المشهد الثقافي المحلي والعربي، داعيا وحاثا عل حضور الاجتماع بخصوص تعديل بعض النقاط في النظام الداخلي، معتبرا في محطته الثانية فرع إربد من أنشط الفروع متمنيا للفروع الأخرى أن تحذو حذوه، أما المحطة الثانية فأشاد بشاعرية أحمد الخطيب معتبرا أنه شاعر كبير له المكانة المهمة محليا وعربيا. وألقى الشاعر جمال القاسم قصيدة احتفى بها بعلاقته بالشاعر الخطيب وكما ألقى المحتفى أيضا قصيدة تقرأ لأول مرة حازت على إعجاب وتفاعل الحضور معها إلى أن تم تقديم درع المنارة للشاعر الخطيب احتفاء وتكريما له من قبل الأدباء والأكاديميين ورئيس الرابطة والنائب الشطناوي وتم تقديم الدروع للمشاركين أيضا.
مشاركة :