كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب في جسدهم غالبًا ما يقضون وقتًا أطول في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي على أمل التفاعل مع الأصدقاء والعائلة. وتقول الدراسة التي نشرت هذا الأسبوع في مجلة الدماغ والسلوك والمناعة، إن الجسم عندما لا ينجح في شفاء الالتهاب والأمراض الأخرى، يميل الناس إلى قضاء المزيد من الوقت في النظر إلى هواتفهم، وفقًا للدكتور ديفيد إس لي، الأستاذ المساعد في الاتصالات بجامعة بوفالو. وقال لي في بيان صحفي: «عادة ما يتبع الالتهاب سلوكيات وأعراض مرتبطة بالمرض يمكن أن تساعد الجسم على الشفاء»، مضيفا أن «البشر كائنات اجتماعية، وعندما نكون مرضى أو مصابين، فقد يكون من التكيف بالنسبة لنا الاقتراب من الآخرين الذين يمكنهم تقديم الدعم الاجتماعي والرعاية». ولاحظ «لي» مؤلف هذه الدراسة أن أولئك الذين يعانون بسبب المرض والالتهاب قد أصبحوا أكثر إقبالا على إرسال رسائل مباشرة وينشرون على صفحات الأصدقاء، عن بقية الأوقات العادية. وأضاف: «من المثير للاهتمام أن الالتهاب لم يدفع الناس إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض أخرى – على سبيل المثال ، لأغراض ترفيهية مثل مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة». وأشارت الدراسة الأولى من نوعها، التي حللت 1800 مشارك جامعي ومتوسط العمر، إلى أن البروتين التفاعلي C (CRP) يمكن أن يؤثر على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الفئتين العمريتين. ويصنع هذا البروتين التفاعلي في الكبد ويتم إنتاجه كاستجابة الجسم للالتهاب. ووجدت الدراسة أن تفاعل عينة البحث على وسائل التواصل الاجتماعي لم يتغير كثيرًا في الأوقات العادية، حيث يستخدمون عادةً مثل هذه المنصات «أقل من مرة في اليوم». لكن في حالة إصابتهم بالتهاب، فإن ذلك يزيد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. يأمل لي في استخدام الدراسة للمساعدة في تعليم الناس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بغرض التواصل مع الآخرين بشكل فعال. وقال: «إن اتباع هذا الخط من البحث يمكن أن يزيد فهمنا للروابط المحتملة بين الجسم والسلوك الاجتماعي اليومي». وتابع «بالنسبة لبعض الأشخاص، قد تكون العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والالتهابات حلقة ردود فعل إيجابية، وهي دورة يؤدي فيها استخدام المزيد من وسائل التواصل الاجتماعي إلى مزيد من الإحساس بالالتهاب، ثم يؤدي المزيد من الإحساس بالالتهاب إلى مزيد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي».
مشاركة :