في ذكرى إحراق الأقصى.. التهديدات المحدقة بالمسجد الأقصى تنذر بحرب دينية

  • 8/21/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طالبت القوى والفصائل الفلسطينية بتدخل دولي وعربي عاجل لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومقدساته لا سيما المسجد الأقصى الذي يتعرض لسلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية والجماعات الصهيونية المتطرفة التي تعمل على تهويد القدس والمقدسات منذ إحراق المسجد الأقصى وحتى اليوم، مؤكدة أن تلك المحاولات لم تتوقف منذ احتلال فلسطين من خلال عمليات الاقتحام التهويد والاقتحامات وتغيير المعالم العربية والإسلامية في القدس والأقصى. وأكدت الفصائل في الذكرى 54 لإحراق المسجد الأقصى، الذي يصادف اليوم الإثنين، أن العجز والصمت العالمي والدولي وتراخي المنظمات الدولية ساهم إلى حد كبير في تشجيع الاحتلال على مواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ومحاولات خطط بناء الهيكل المزعوم، والتي كان آخرها اليوم اقتحام عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا من جهة باب السلسلة. إحراق المسجد الأقصى وتأتي هذه الاقتحامات متزامنة مع الذكرى 54 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، حيث أقدم اليهودي المتطرف أسترالي الجنسية مايكل دينيس، على احراق المسجد في 21 آب/ أغسطس، من عام 1969، وذلك بهدف هدم المسجد وفي إطار سلسلة الإجراءات العنصرية الإرهابية التي مارستها سلطات الاحتلال منذ احتلال فلسطين والقدس عام 1948 ، بهدف طمس الهوية والمعالم العربية والإسلامية في القدس. وفي مثل هذا اليوم من عام 1969، اقتحم اليهودي المتطرف أسترالي الجنسية مايكل دينيس، المسجد الأقصى، وأشعل النيران عمدا في الجناح الشرقي للمسجد، حيث أتت على واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لإعادة ترميمه وزخرفته كما كان. وأدى الحريق الذي اشتغل في المسجد الأقصى إلى إحراق مسجد عمر الذي يؤرخ لذكرى دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمدينة القدس وفتحها، فتم تدمير المسجد كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودين مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها. وبعد (54) عامًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، ما يزال الاحتلال ماضٍ في مخططه البائس الذي يهدف إلى تدمير الحرم الشريف وإقامة الهيكل المزعوم بدلًا منه، ويسعى بكل طاقته ويوظف كل مقدراته لإتمام هذا المخطط الشيطاني. تدخل دولي لوقف الانتهاكات وقال الناطق الإعلامي باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة (فتح) عماد محسن، في الذكرى (54) لإحراق المسجد الأقصى، إن الصمت العالمي وتراخي المنظمات الدولية ساهم في تشجيع الاحتلال على مواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ومع عجز المجتمع الدولي عن معاقبة المحتلين. وأكد، أن استمرار هذا الصمت يرقى إلى حد التواطؤ، وأن الشعب الفلسطيني بإرادته وعزيمة شبابه سيواصل نضاله وكفاحه العادل دفاعًا عن مقدساته، مهما كانت التضحيات،مشدداً أن المساس بالمسجد الأقصى والمقدسات خط أحمر لا يمكن تجازوه أو القبول به. ودعا الناطق باسم “إصلاحي فتح” إلى تدخلٍ دوليٍ سريعٍ للجم الاحتلال عن مواصلة اعتداءاته بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ووقف كل محاولات تهويد القدس واقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وطالب دول العالم كافة أن تتحمل مسؤوليتها لجهة ردع الاحتلال عن مواصلة خطط بناء الهيكل المزعوم، لأن أي مساسٍ بالأقصى يعني اشتعال حرائق لن يتمكن أحدٌ من إطفائها. التهديدات قائمة وقال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إن التهديدات والأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك ما زالت قائمة، وتنذر بعواقب وخيمة في ظل الحرب الدينية التي تمارسها دولة الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، وأرضه، ومقدساته كافة. وأوضح الهباش في بيان صحفي، اليوم الإثنين، لمناسبة الذكرى الـ54 لحريق الأقصى، أن النيران التي أشعلها الإرهابي اليهودي مايكل دينيس ما زالت مشتعلة بأدوات مختلفة، وعلى يد شخوص أكثر إجراما، وإرهابا، من أي وقت مضى، في ظل وجود حكومة استيطانية متطرفة توفر الغطاء الكامل للإرهابيين الذين يستهدفون المسجد والمصلين، وتسعى بكل السبل للسيطرة عليه، ونزع الصفة الإسلامية عنه بشتى الوسائل. وأضاف، أن هذه ذكرى مؤلمة وحزينة وكأنها تقع أمامنا اليوم، ونحن نشاهد الاقتحامات اليومية للمتطرفين والمستوطنين وتدنيس باحات المسجد ومحاولات تنفيذ صلوات تلمودية بداخله والاعتداءات الوحشية لجيش الاحتلال على المصلين والمرابطين بداخله، والحصار المطبق المفروض عليه، ومنع المسلمين من الوصول إليه والصلاة فيه. وحذر الهباش من أي مساس بالمسجد الأقصى المبارك، مؤكدا أنه خط أحمر ليس للفلسطينيين وحدهم، بل للمسلمين جميعا، وأن المساس به يعني إشعال فتيل نار لا يمكن ان تتوقف، ويمكن أن تحرق الأخضر واليابس. ذكرى احراق المسجد الاقصى وطالب الهباش منظمة التعاون الإسلامي التي أسست عام 1969 نتيجة جريمة إحراق المسجد الأقصى ولحماية مدينة القدس، بأن تكون قضية القدس والمسجد الأقصى قضيتها الأساس، وألا تتقدم أي قضية عليها في جدول أعمالها. تحرك عربي واسلامي وأكدت حركة حماس أن جريمة إحراق المسجد الأقصى وغيرها من جرائم الاحتلال التي تستهدف هوية وتاريخ مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، لن تفلح في تغيير معالمهما أو طمس هويتهما أو فرض سيادة الاحتلال عليهما مهما طال الزمن، مشددةً أن الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، بوحدته ومقاومته، سيظل حامياً مدافعاً عنهما بكل الوسائل، حتى تحريرهما من الاحتلال الفاشي. ودعت حركة حماس في بيان لها، لمناسبة الذكرى 54 لإحراق المسجد الأقصى الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تحرك فاعل وجاد لوضع حد لجرائم الاحتلال الصهيوني في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك حتى تحريرهما من دنس الاحتلال ومستوطنيه الفاشيين. وأوضحت، أن هذه المحاولات والانتهاكات لا تزال مستمرة بشكل ممنهج؛ عبر الاقتحامات الاستفزازية والمحاولات المحمومة لفرض التقسيم الزماني والمكاني وتنفيذ مخططات الهدم، واستهداف المرابطين وأهلنا في القدس بالقتل والإبعاد والاعتقال والملاحقة. وقالت: «ستبقى القدس والأقصى عنوان الصراع مع العدو الصهيوني، وبوصلة شعبنا وأمّتنا في الدفاع عنهما ونصرتهما والتضامن مع المرابطين فيها، سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً وإنسانياً»، داعيةً إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته لمواجهة الاحتلال الذي يستهدف الأرض والإنسان والمقدسات.

مشاركة :