أفاد رئيس جامعة حمدان الذكية، الدكتور منصور العور، بأن الجامعة بصدد إطلاق برنامج دبلوم الدراسات العليا في تصميم وتحديث المناهج في الدول العربية والخاصة بالتعلّم الذكي، من خلال شراكة استراتيجية مع منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (اليونسكو)، والمكتب الدولي للتربية، وأمانة فريق العمل الخاص الدولي المعني بالمعلمين، وسيتم تطبيقه بداية من العام الدراسي المقبل. جاء ذلك خلال مؤتمر إبداعات عربية 9، الذي افتتح أمس، وتنظمه جامعة حمدان الذكية، تحت شعار دفع عجلة الابتكار نحو اقتصاد مستدام، ويستمر حتى الأربعاء المقبل، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة. القيادة والإبداع احتفلت جامعة حمدان بن محمد الذكية بتخريج منتسبي برامج الدبلوم المهني، المصممة خصيصاً لرفد الدارسين بخبرات عالية المستوى في مجال القيادة والإبداع والابتكار المؤسسي وإدارة التغيير وغيرها، وتمهيد الطريق أمامهم لتقديم مساهمات قيمة لدعم المسيرة التنموية في العالم العربي، وترجمة أهداف رؤية الإمارات 2021 في بناء اقتصاد معرفي تنافسي. وتم تسليم شهادات التخرج لخريجين إماراتيين وقيادات وطنية موزعة على 65 خريجاً من البرنامج الشامل الذكي في المهارات القيادية، و51 خريجاً من البرنامج الشامل الذكي في تقييم برامج التميز، إلى جانب 29 خريجاً من الدبلوم المهني لإعداد قادة الابتكار في القطاع الحكومي. وقال العور في تصريحات خاصة للصحافيين على هامش المنتدى، إن مدة البرنامج تسعة أشهر، وينفذه 21 مدرباً، ثلاثة من اليونسكو، و18 من جامعات الإمارات، فيما تستقبل الجامعة في كل دورة 50 معلماً من داخل الدولة وخارجها، لافتاً إلى أن الإدارة بدأت في إعداد لوائح الانتظار. وأشار إلى أن الواجب الوطني لجامعة حمدان الذكية يفرض عليها فتح الآفاق أمام المعلمين المواطنين والوافدين، وكذلك المعلمين من مختلف الأقطار العربية كي ينهضوا بالجيل المقبل عبر مناهج تستطيع مواكبة التطور الحاصل في العالم. ولفت إلى أن الجامعة شاركت في البرنامج من خلال إجراء تعديلات على المساقات الدراسية التي تتعلق بالتعلم الذكي، حيث يتضمن البرنامج تدريباً عملياً، إضافة إلى البرنامج النظري، إذ يتوجب على كل معلم تطوير منهج المادة التي يدرسها بما يتوافق مع معايير التعلّم الذكي ومهارات القرن الـ21، موضحاً أن عملية تحديث المناهج أمر ضروري، لأن تدريب المعلمين على الوسائل التعليمية الحديثة لا يمكن أن يكتمل من دون منهج يساعده على حث الطالب على التفكير، وتعزيز فضوله، واستخراج الأسئلة الجديدة. وأكد العور أن التعاون الجديد مع اليونسكو يكتسب أهمية خاصة، كونه يشكل دفعة قوية للمشهد التعليمي العربي، لاسيّما أنه يوفر أرضية متينة للارتقاء بإمكانات صناع القرار، وراسمي السياسات التعليمية والكوادر التدريسية والأكاديمية في العالم العربي على تحسين جودة المناهج، بهدف الوصول إلى تعليم مبتكر عالي الجودة يواكب المتغيرات المتسارعة في القرن الـ21. وانطلق المؤتمر بسلسلة من المناقشات الموسعة للوقوف على أحدث المستجدات العالمية واستكشاف أفضل الممارسات، التي من شأنها شحذ الإمكانات البحثية الناشئة في العالم العربي، وترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار، باعتبارها ركناً أساسياً من أركان التنمية المستدامة والشاملة. ويتطرق جدول أعمال إبداعات عربية 9 إلى المعطيات الراهنة والآفاق المستقبلية في ما يتعلق بالابتكار في التعليم الذكي والرعاية الصحية والبيئية، فضلاً عن نشر أفضل ممارسات الجودة التي تضع أسساً متينة لتجسيد الأهداف الطموحة في بناء اقتصاد متين ومتكامل قائم على المعرفة والتميز في العالم العربي. وتتوزع المناقشات رفيعة المستوى ضمن ثلاثة مؤتمرات متزامنة، تتمثل في مؤتمر إدارة الأعمال والجودة، ومؤتمر الصحة والبيئة، ومؤتمر التميّز في التعليم الذكي. ووقع العور مذكرة تفاهم مع رئيسة جامعة إنترناشيونال تيليماتيك- يونينيتو الإيطالية مستشارة وزير التعليم العالي لشؤون الإبداع والتكنولوجيا في إيطاليا، البروفيسورة ماريا أماتا جاريتو، في سبيل استكشاف آفاق التعاون الأكاديمي والبحث العلمي في المجالات العلمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن وضع تصور واضح لإنشاء وإدارة مراكز تدريب مشتركة بين الجامعتين لتقديم خدمات علمية وتدريبية عالمية المستوى، بما يتماشى مع التطورات المتسارعة التي يفرضها العصر الرقمي.