يجد الجمهوريون في الولايات المتحدة الذين يقومون بمحاولات يائسة لمنع دونالد ترامب من الفوز بالترشيح الرئاسي عن الحزب، أنفسهم أمام معضلة تفرض عليهم تساؤلا بشأن ما إذا كان عليهم التوحد خلف تيد كروز وهو شخصية استقطابية تحظى بشعبية وسط حركة حفل الشاي الجمهورية المحافظة. وفاز كروز (45 عاما) وهو سناتور من تكساس بالسباق على الترشح في ولايتي كانساس ومين يوم السبت معززا موقفه كأبرز بديل لترامب (69 عاما) الملياردير ورجل الأعمال صاحب الصراحة المفرطة في الحديث. والاتجاه السائد بين الجمهوريين لا يرضى عن دعوات ترامب لبناء جدار على الحدود مع المكسيك وترحيل 11 مليون مهاجر غير شرعي ومنع المسلمين مؤقتا من دخول الولايات المتحدة. لكن عددا من أعضاء المؤسسة الجمهورية مترددون بشأن الاحتشاد خلف كروز الذين يرونه متحفظا أكثر من اللازم بالنسبة للاقتراع العام في الثامن من نوفمبر لاختيار من يخلف الرئيس باراك أوباما المنتمي للديمقراطيين. ويخوض كروز السباق كدخيل عازم على هز المؤسسة الجمهورية في واشنطن. ودعا وهو المفضل لدى الانجيليين الولايات المتحدة إلى قصف مسلحي تنظيم داعش بالقنابل لمحوهم وتعهد بإلغاء مصلحة ضرائب الدخل وإلغاء أربع وكالات حكومية. لكنه أغضب الكثير من زملائه الجمهوريين في 2013 عندما قاد دعوة لمواجهة في الكونغرس الأمريكي أدت إلى إغلاق استمر 16 يوما للحكومة الاتحادية. وقال نيل نيوهاوس خبير استطلاعات الرأي الجمهوري إن كروز لم يظهر بعد أي قدرة على اجتذاب أصوات خارج إطار الناخبين شديدي التحفظ. وأضاف نيوهاوس الذي قاد استطلاعات الرأي لميت رومني مرشح الرئاسة الجمهوري في 2012 بالمسار الذي تتخذه الأمور أعتقد أن من غير المرجح أن يصبح السناتور كروز محور تركيز الجمهوريين الذين يريدون وقف ترامب. وقالت كيم ريم وهي عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد القومي للنساء الجمهوريات إن ترامب وكروز كلاهما شخصيتان استقطابيتان داخل الحزب. وأضافت أن ثلاث مجموعات بدأت تتشكل بين الجمهوريين: المؤيدون لترامب والمؤيدون لكروز والداعمون لمؤسسة الحزب ذاته. وقالت ريم مؤيدو كروز لا يريدون الميل نحو تأييد ترامب ومؤيدو ترامب لا يريدون الميل نحو دعم كروز وبعض الداعمين لمؤسسة الحزب لا يريدون تأييد أي منهما... لا أرى سبيلا لإسعاد الجميع. ويرى بعض الجمهوريين أن كروز لا يحرز نتائج قوية بما يكفي في استطلاعات الرأي في ولايات مثل فلوريدا وأوهايو اللتين تشهدان قريبا انتخابات تمهيدية مما دفع البعض إلى التساؤل عما إذا كان دعم كروز هو الطريقة المثلى لوقف ترامب. وللفوز بترشيح الحزب يحتاج المرشح المحتمل إلى أصوات 1237 مندوبا. وحصل كروز حتى الآن على 300 مندوب وترامب حصل على 374 أما ماركو روبيو وهو المفضل لدى المؤسسة الجمهورية فسيعزز رصيده من المندوبين البالغ عددهم 123 مندوبا بعد أن فاز بتأييد 23 مندوبا في الانتخابات التمهيدية التي جرت في بويرتو ريكو أمس الأحد. بينما يأتي حاكم أوهايو جون كاسيتش أخيرا بالحصول على تأييد 35 مندوبا. ويقول بعض أعضاء المؤسسة الجمهورية إن الطريقة المثلى لوقف ترامب ستكون بحصول روبيو على 99 مندوبا في المنافسة في فلوريدا وحصول كاسيتش على 66 مندوبا في أوهايو وتمنح الولايتان كل أصوات المندوبين لمن يفوز بأعلى الأصوات. وإذا ما تمكن كروز وروبيو وكاسيتش مجتمعين من منع ترامب من الحصول على الأغلبية المطلوبة من المندوبين فيمكنهم إجبار الحزب على عقد مؤتمر للجمهوريين في يوليو في كليفلاند. ويكشف الجدل الدائر بين الجمهوريين أن الحزب لايزال منقسما بشدة وحائرا بين الاختيار بين ترامب وكروز في سباق الترشح. رويترز
مشاركة :