المرأة الإماراتية.. مسيرة إنجازات لا تنتهي وتمكين مستحق

  • 3/8/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: زكية كردي الإنجازات اللافتة التي تحققها المرأة اليوم في مختلف المجالات، ليست نتاج الصدفة أو الحظ، لكنها ثمرة عمل جاد ومنهج واضح وجهود مستمرة، هذا ما قاله سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في كلمته التي ألقاها ضمن الافتتاح الرسمي لمنتدى المرأة العالمي في دبي، مؤكداً أهمية دور المرأة وشراكتها مع الرجل في مختلف قطاعات التنمية. وهذا ما نستقرئه في الواقع المشرق للمرأة الإماراتية اليوم، التي استطاعت أن تحظى بكثير من الدعم، وتتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع، ترجعها بدورها إلى فضل ثقة حكام الإمارات بها، وإيمانهم بدورها وقدراتها، وبضرورة تمكينها منذ البداية، فضلاً عن إيمانها بواجبها تجاه هذا البلد الذي احتضن أحلامها، ووفر لها كل ما تحتاجه لتبدع، فكان لزاماً عليها أن تشعر بواجبها برد الجميل، وأن تبذل مزيداً من الجهد لتهدي تميزها في مختلف المجالات للوطن، ولحكومته الرشيدة. تقول سونيا حسين، موظفة في شركة دبي العالمية للأمن: كنساء لا بد لنا أن نشكر ثقة شيوخنا وحكامنا بنا، وأخص بالشكر والامتنان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على الدعم الذي قدمه للمرأة، وأهنئ الحكومة الإماراتية على القرارات التي تتخذها، خصوصاً في المرحلة الأخيرة، فاليوم الحكومة الجديدة فيها عدد من النساء، وهذا دليل واضح أنه لا يوجد أي فرق بين رجل وامرأة، في اتخاذ القرارات المهمة، وفي مختلف مجالات الحياة. وترجع حسين تفوق المرأة الإماراتية إلى ثقة الحكومة والقادة بها، موضحة أنه في غياب الثقة لن تحصل المرأة على المجال لتثبت قدراتها، ولا حتى أن تصر على الوصول إلى هذه المكانة. وعن الشوط الكبير الذي قطعته الدولة في مجال تمكين المرأة، تقول خولة المهيري، نائب رئيس قطاع التسويق والاتصال المؤسسي في هيئة كهرباء ومياه دبي: لدينا أمثلة حية لما قطعته المرأة في مجالات التنمية المختلفة، في الاقتصاد، والمجتمع، والتمكين السياسي، وأيضاً من خلال المشاركة القوية التي أظهرتها منصة المنتدى العالمي للمرأة 2016، والذي حمل في طياته رسالة للعالم، استطعنا من خلالها أن ندحض الأفكار النمطية السائدة عنها، وعن المرأة العربية والمسلمة، واستطعنا أن نخبر العالم أن هناك كوادر نسائية مؤهلة استطاعت أن تتبوأ مناصب قيادية سيادية، ووزارية، ومناصب على مستوى القطاع الحكومي المحلي والاتحادي. وتضيف: نفتخر في هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، اليوم بالمشاركة والرعاية للمنتدى العالمي للمرأة، الذي يقام للمرة الأولى خارج فرنسا منذ نشأته، وتحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبرئاسة حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة المرأة. وتتابع: المرأة الإماراتية استطاعت اليوم أن تدحض الفكرة السائدة بشأن أن القطاع كان ولا يزال حكراً على الرجال، لكن اليوم لدينا في هيئة كهرباء ومياه دبي أمثلة رائعة للمهندسات والفنيات اللاتي يعملن جنباً إلى جنب مع إخوتهم الرجال، فبلغت أعداد الموظفات من مهندسة واحدة في عام 1981م، إلى أكثر من 1700 امرأة عاملة في القطاع اليوم، وهذه نسبة كبيرة على مستوى الإمارة محلياً، وأكثر من 86% منهن من الإماراتيات، وأكثر من 559 منهن في المجال الهندسي والفني، وهذا إن دل فإنه يدل على أن المرأة نالت مراتب عالية عن جدارة واستحقاق، ونصيب الأسد في التعليم العالي، ونذكر أن أكثر من 77% من خريجي التعليم العالي اليوم من النساء، وهذا انعكس على منظومة العمل الحكومي فباتت شريكاً أساسياً في هذه المنظومة، وفي التنمية المستدامة بشكل عام. وترى د. نورا البلوشي، أستاذ ميثاق الدراسات الإماراتية في جامعة زايد، أن المرأة الإماراتية شأنها شأن أي امرأة في العالم، لكنها امتلكت المعايير ووجدت الدعم الكافي، والمقومات الأساسية لهذا التمكين. وتقول: البداية كانت مع المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، الذي كان مع المرأة وتعليمها، وتمكينها، وخطا على خطوه معظم شيوخ وحكام الدولة، فلولا دعم قياداتنا لنا لما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، ووجدنا كل المقومات التي نحتاجها، فأصبحت المرأة وزيرة، وسفيرة، وطبيبة، ومهندسة، وطيارة، وهذه نتيجة طبيعية للدعم الذي حصلت عليه. وعن سر تفوق المرأة الإماراتية دراسياً مقارنة بالرجل، توضح أن إحدى الدراسات أكدت أن المرأة عموماً تتحدى النظرية الاجتماعية التي تتهمها بالنقص، وحاجتها للكمال مقارنة بالرجل، ولكونها تمتلك التحدي، فدائماً ترفض القبول بهذا النقص، وتبذل جهداً أكبر لتدلل على كمالها، فاجتهدت لتحصل على مكانتها، ولكل مجتهد نصيب. وتلفت البلوشي إلى أن مقولة العلم سلاح المرأة، ليست دقيقة برأيها، قالت: نحن لسنا نقاتل، بل نعمل جنباً إلى جنب مع الرجل، ولولا مساندته لما استطاعت المرأة الوصول إلى ما وصلت إليه اليوم، فلو كان وراء كل رجل عظيم امرأة، أيضاً وراء كل امرأة عظيمة، ووراء كل امرأة ناجحة رجل. وأثبتت المرأة الإماراتية عبر مراحل التاريخ أنها صبورة، وقادرة على مشاركة الرجل بحكمتها، وصبرها، وقدرتها على التحمل، وتوضح باسمة يونس، مستشار ثقافي في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، أن تبوؤ المسؤوليات الكبيرة ليس بالأمر السهل، لكن المرأة الإماراتية أثبتت اليوم بجدارة قدرتها على تحمل أعباء و مهام هذه المناصب، كما تؤكد أن نجاح المرأة في الإمارات يصب في نجاح المرأة عالمياً، فهناك تعاون وردة فعل من قبل الجميع لتضافر الجهود. وتضيف: تشجيع القيادة الحكيمة للمرأة لم يأت من فراغ، فكما أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى أهمية دور المرأة في التنمية، فهي جزء فاعل في المجتمع، كما كانت العضو الأساسي في خطة الحكومة عندما كانت تتطلع إلى إشراك جميع فئات المجتمع في خططها التنموية. شيخة كدفور المهيري، مديرة الموسوعة الثقافية، تؤكد أن لكل مجتهد نصيب، لكن هذا لا يمنع من أن الدولة سخّرت للمرأة المكانة التي ترنو إليها، وتقول: القيادة التي نُحسد عليها من قبل كثيرين، كان لها دور كبير في أن ننتقل نقلة نوعية، فأصبح توجه المرأة، ونظرتها للمستقبل أوسع وأعلى عما كانت تطمح به لنفسها، فاليوم نحن في سباق، والشخص الذكي، القادر على استغلال الفرصة، يمكنه أن يصل إلى الصفوف الأولى، وليس لأحد أي حجة للتخاذل، فالدولة سخّرت كل الإمكانيات، والتعليم، والبيئة المحفزة، والفرصة موجودة، وليس هناك عذر لأي امرأة لتدعي أنها لم تحصل فرصتها، أو المكان الذي سوف تنطلق منه، بل على العكس الأرض تتسع للجميع، وعلى الإنسان أن يكون مبادراً. تميز المرأة الإماراتية مرتبط بالدرجة الأولى بتحفيز القادة لها، لتكون متقدمة في كل المجالات، في رأي عائشة الشامسي، الطالبة في جامعة زايد، وتعتقد أن ذلك يعود إلى استجابة المرأة الذكية لهذا الدعم، فهي اجتهدت وبذلت كثيراً من الجهد لتكون في المكانة التي طمحت للوصول إليها. وتقول: لا يمكننا أن نخصص التميز الذي أحرزته النساء اليوم للمرأة الإماراتية فقط، ففي كل المجتمعات، لها دور كبير في تقدمها، فهي مع الرجل في مجال الاقتصاد، والسياسة، ومختلف المجالات، فلها بصمة مميزة في كل تطور إنساني، وعن نفسها كفتاة إماراتية تؤكد بأنها تفخر بأنها تنتمي إلى هذا البلد الذي لا مكان فيه للمستحيل، حيث لديها مساحة مفتوحة للحلم، دون القلق من فكرة المستحيل، وهذا يشجعها تحلم بأن تكون سفيرة يوماً ما، فلا مكان للمستحيل هنا. وتؤكد زينة آل خاجة، الطالبة في جامعة زايد، أن المرأة اليوم تمكنت من الحصول على كثير من الميزات، حتى باتت منافساً قوياً للرجل، فالأبواب أمامها مفتوحة وليس هناك ما يحد من أحلامها طالما أنها تحظى بدعم الدولة، لتكون شريكة أساسية في صناعة القرار، وتبوؤ المناصب الحساسة. وعن دور التعليم في تأهيل المرأة لتكون عضواً فعالاً في أماكن المسؤولية، تقول إن العملية التعليمية واكبت خطة إعداد المرأة لتحمل مسؤولياتها المستقبلية منذ البداية، فالكثير من الدورات وورش العمل التي تنظم من أجل بنات الإمارات، تكون ضمن منهج إعداد سيدات لمستقبل للمشاركة في عملية التنمية، وتحمل المسؤولية من موقعها أياً كان، فالتعليم اليوم في الإمارات تفاعلي، يدمج الفتاة بالمجتمع، وبالفعاليات المهمة في الدولة، ليمنحها الكثير من الخبرات، التي تفيدها أكثر من التعليم النظري نفسه. رد الجميل د. مريم مطر، مؤسس ورئيس إدارة جمعية الإمارات للأمراض الجينية، ونائب الرئيس في مؤسسة دبي العطاء، تقول: لا أستطيع قول إن المرأة الإماراتية أكثر ذكاءً، أو أفضل من أخواتها في المنطقة، فلو امتلك الإنسان القدرة والكفاءة، ولم يمتلك الحظ أو التوفيق، لن يكتمل حلمه، ونحن وُفقنا بقيادة تؤمن بدور المرأة، ومجتمع محب لها، وهذا ليس غريباً علينا. وتوضح أن المرأة تعتبر أغلبية في مجالات الطب والعلوم، مقارنة مع الرجل، على عكس حال هذه التخصصات في باقي الدول، وترجع هذا التميز إلى احتواء المجتمع لها أولاً، وإصرارها ومساندة أسرتها لها ثانياً. وتضيف أنها قرنت كل موضوع علمي طبي بحاجة مجتمعية، لهذا كانت عندما تطرح الموضوع تحصل على الدعم من المجتمع قبل المسؤولين، وهذا ما جعلها تقوم بدور رائد في مشروع قانون فحوص ما قبل الزواج، الذي بدأت به عند تخرجها في 2001، حتى اعتماد القانون عام 2006، حينها شعرت بأنه ليس فقط إنجازاً للوطن، بل رد لجميل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إذ جعلت المشروع صدقة جارية على روح هذا الإنسان الذي آمن بدور المرأة. جهود سنوات تشير خلود النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات، إلى حظ المرأة الإماراتية الرائع بانتمائها إلى هذا البلد، ولكونها تحظى بهذا الدعم الكبير من القيادة، وتقول: نحن محظوظات، وسعيدات، وفخورات في الوقت نفسه، لدعم قيادتنا الرشيدة اللامحدود، وتحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة (أم الإمارات)، ويمكننا القول إن وصول الإماراتية إلى كل المناصب، وفي جميع القطاعات جاء نتيجة جهد سنوات من قيادة الدولة، فاليوم تنظر إلينا دول العالم كنموذج يحتذى به في العالم العربي بالنسبة لدعم المرأة. وتضيف: لا ننكر اجتهاد المرأة التي بذلت الكثير لتثبت نفسها، ولتبرهن أنها بنفس كفاءة الرجل، وعلى المستوى الوزاري لدينا اليوم 8 وزيرات يمثلن هذا الجانب، لافتة إلى موضوع الابتكار، الذي كان شعاراً لمنتدى المرأة العالمي لهذا العام، وتؤكد أنه أشبه بمساحة جديدة تتيح للمرأة إثبات نفسها فيه، سواء من خلال المنتجات، أو من خلال عملها في القطاع الخاص، أو القطاع الحكومي. وتضيف : ما يميز الدولة أن الفرص متاحة للمرأة في جميع المجالات، فالقيادة الرشيدة الداعم الأول. الإماراتيات محظوظات تعتبر المرأة الإماراتية محظوظة جداً، بحسب سوزان أحمد، استشارية في هيئة الصحة، لكونها جزءاً من منظومة السعادة والعطاء في الدولة، وترجع هذا إلى الدعم الذي تحظى به من القيادة الرشيدة. وتضيف: أي واحدة فينا كسيدات إماراتيات، نحصل على هذا الدعم، في البيت، والمدرسة، والعمل، وهذا له تأثير إيجابي كبير جداً، فتميزنا في عدد من المجالات، وتفوقنا يرجع إلى أن كل إنسان يجد الحب والاهتمام في أي مجال يدخله، ولو حتى بنسبة 50%، فهذا يحقق شيئاً من السعادة الداخلية، وفي نفس الوقت يخلق شعوراً بالمسؤولية، ورغبة برد الجميل، فيسعى إلى النجاح ليحقق الرضا الشخصي، بالإضافة إلى رد الجميل لبلده الذي سانده في كل خطوة، إلى جانب مشاعر السعادة التي يخلقها العطاء. وتؤكد د.فاطمة الحاج عبدالله الحبروش، أن كل امرأة لو حظيت بشيء من الدعم، والاهتمام سوف تتمكن من التميز، مضيفة: نحن حظينا بالمساعدة والدعم من شيوخنا، وحكامنا، فاحتضنوننا وسهّلوا لنا المهمات، والقدوة لدينا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، الذي تعلمنا منه كل شيء، فأسسونا من البنية التحتية. وتلفت إلى أن المرأة كانت شريكة للرجل منذ البداية، منذ أيام الغوص حين كان الرجل يذهب ليسعى من أجل رزقه، فيغيب لفترات طويلة، في الغوص والتجارة، فيقصد دول إفريقيا، والهند، وغيرها، وفي هذه الفترة كانت هي وحيدة تقوم بكل المهام، وأهمها التربية. ووصلت المرأة الإماراتية إلى العديد من المناصب الحساسة بفضل دعم شيوخ الإمارات وحكامها، بحسب سعاد الخاجة، سيدة أعمال ورئيسة القطاع الاقتصادي للاتحاد العربي لتمكين المرأة العربية، تقول: الإماراتية اليوم وزيرة، وعضوة في المجلس الوطني، ورئيسته أيضاً، وقريباً ستصل إلى الفضاء، فلدينا الكثير من الشابات الطموحات، والقادرات على إثبات ذواتهن في المهام الصعبة. وعن الخصوصية التي تحلت بها المرأة الإماراتية لتحقق ما حققته اليوم، توضح الخاجة أن المرأة الإماراتية تتحلى بروح التحدي منذ الأزل، فدائماً تسعى لإثبات نفسها، وتواكب تطور الدولة، وتركض بنفس السرعة لتوازي خطواتها خطوات هذا البلد في سباقه مع الحضارة. وتضيف: الإماراتية تتميز في مجالات الإدارة، والجودة، والابتكار، فكل ما تقدمه يحقق هذه الشروط لإيمانها بضرورة توافرها في أي عمل يسعى نحو التميز، ولأنها تعلمت هذا السر منذ الصغر، وهذا ما يبحثه اليوم العالم لتحقيقه. معادلة متوازنة استحقت المرأة التميز منذ بداية المشوار التي أسستها ثقة الحكومة بها، بحسب الشيخة عليا بنت حميد القاسمي، المدير التنفيذي لقطاع التنمية والرعاية الاجتماعية، في هيئة تنمية المجتمع. وتقول: في البداية وجهت الحكومة إلى دعم وتمكين المرأة، لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، صرح بأننا تعدينا مرحلة التمكين، وسموه لم يقل هذا إلا لأن المرأة بالفعل أثبتت مهاراتها وقدراتها، سواء في سوق العمل، أم في المراكز القيادية. وتضيف: الأجمل من هذا كله أن كل امرأة وصلت تقول إن من دعمها كان رجلاً، سواء كان أباها أو زوجها أو رئيسها في العمل، فلدينا هنا معادلة متوازنة، والاثنان يكملان بعضهما بعضا. وعن تمكين المرأة، تشير إلى أن قانون الموارد البشرية لم يفرق بين المرأة والرجل، وكذلك لم تفرق بينهما الدولة، فكان كل ما يحق للرجل يحق للمرأة، في العمل، والصحة، والتعليم، وأكبر دليل على هذا إنشاء جامعة الإمارات قبل سنوات طويلة، حيث كان الغرض منها توفير التعليم الجامعي لفتيات داخل الإمارات، وارتأت الحكومة أنه من الصعب على الفتاة أن تتغرب طلباً للعلم. وتختم حديثها بأن الدولة لم تقصر في أي مجال، ولخلق النجاح يجب على الطرف الآخر المتمثل بالمرأة أن يلتزم بالسعي، فالمسؤولية مشتركة. حق تاريخي مكتسب تؤكد كلثم عبدالله، رئيس الموسوعة العربية للمسؤولية الاجتماعية، ورئيس فرع الإمارات في الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة بالإنابة، أن المكانة التي وصلت إليها الإماراتية تعتبر حقاً مكتسباً منذ الأزل، فنحن لا نتكلم عن الفترة الحالية التي برز فيها تمكين المرأة منذ 40 سنة تقريباً، بل نعود إلى الوراء لأكثر من 200 سنة، ورغم بساطة الإمكانية حينها كان للمرأة دور كبير في المجتمع، ولديها حظوة، ومكانة مرموقة، ومواقف مشهود لها فيها. وتضيف: لو رجعنا إلى فترة أيام الغوص، وهي الأهم في تلك المرحلة، فكانت تمتد تلك الفترة إلى 4 أشهر، وأحياناً تمتد إلى 6 أشهر، وفي هذه الفترة يمكننا القول إن 90% من الرجال يذهبون إلى الغوص، وهنا كانت المرأة بإمكانيات الرجل البسيطة التي يتركها لها، تقود الحياة وتدير المنزل، فتهتم بشؤونه ومختلف التفاصيل وحدها، وهذا جزء من مهام المرأة، حتى إن الأمر يمتد إلى ما يتعلق بالآخر، فهي تقوم بدور الزوج في غيابه فتكرم الضيوف كما لو كان موجوداً. وتدلل عبدالله على أهمية دور المرأة كمربية ومستشارة في حياة حكام الإمارات، فكانت الأم في حياة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صاحبة فضل في التربية الحكيمة، وصاحبة المشورة على الدوام، وفي حياة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد أيضاً، كانت المستشارة، وكانت تدير القسم المتعلق باستشارات السيدات، وبهذا يمكن القول إن المرأة الإماراتية حملت معها بذرة التمكين منذ القدم، وانتقلت هذه المكانة عبر الأجيال وتبلورت أدوارها.

مشاركة :