بقلوب يملؤها الحزن وبدموع الفقد نقول لا حول ولا قوة إلا بالله إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون. لقد فُجعت عائلتي بوفاة عمي الأصغر والذي بمثابة أب لنا بعد وفاة أبي الشيخ صالح عبدالعزيز الطيار عصر الأربعاء الموافق 1445/1/29يوماً سكنت فيه القلوب وثارت فيه المشاعر وصارت القلوب وكأنها طفل رضيع. نعم؛ فالمصاب كان مؤلماً والصدمة كانت صعبة جداً، نعم الفراق صعب ومؤلم بل موجع جداً جداً بشكل لا يتصوره أحد، فكم من الصعب أن نفقد أشخاصاً كانوا بمثابة الأمل والروح والعون لك في هذه الحياة، نعم توفي فانتزع منا شيئاً ويبقى ذاك الشيء معه للأبد، فظل الفقد يوجعنا وظلت الذكرى تؤلمنا، اللهم اكتب لنا معه لقاء في الجنة حيث لا فراق بعده. هو أبي يا رب العالمين؛ ودائماً يُقال: هل للوداع مكان أم إنه سفينة بلا شراع؟ يا ليت الزمان يعود، واللقاء يبقى للأبد. ولكن مهما أمضينا من سنين، سيبقى الموت هو الأنين. عمي: لقد كنت محباً للخير، تسأل عن الصغير قبل الكبير، وكنت محباً للعلم، تحثنا، وتساعدنا، وأنت المعين للجميع بعد الله. كنت خيّراً محباً عطوفاً، تسأل عني دائماً. لن أنسى نظرتك لي في كل موقف، ومحبتك، وسؤالك، أفتقدك، وأفتقد أبي. اللهم اجعل ما أصابك رفعة لك في الجنان، ويثبتك عند السؤال، ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة. إنا على فراقك يا عمي لمحزونون، وقلوبنا ثكلى من فراقكم. أنت من ريحة أبي، ومن كان يحرص عليه. تمنيت رؤيتك قبل وفاتك، ولكن الموت غيّبك. عمي: قد رحلت من الدنيا، لكن رحيلك أيقظ فينا صفات الكرم، والجود، والزهد، وحسن الخلق. فنحن امتداد لك، وسنبقى على العهد ما دمنا في هذه الحياة، لنكون في ميزان حسناتك. غفر الله لك، وأسكنك الجنان. نعم لن أنسى وقفة الكل معنا، حيث خففت الجرح والحزن. شكراً لكل الناس الأخيار الفضلاء الذين واسوني وتواصلوا معي، وقدموا التعازي بأي شكل من الأشكال. شكر الله سعيكم وجزاكم الله كل خير. ولا يسعنا إزاء هذا المصاب الأليم إلا أن ندعو الله الكريم الرحيم أن يتغمد عمي وأبي بواسع رحمته، ويسكنهما فسيح جناته، ويجعل قبرهم روضة من رياض الجنة، ويلهمنا جميعاً على فراقهم الصبر والسلوان، فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، اللهم اجبرنا في مصيبتنا، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. غدير عبدالله الطيار
مشاركة :