أوضح المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري أن تمرين رعد الشمال الذي يجري حالياً في مدينة حفر الباطن بشمال المملكة، تشارك فيه 20 دولة عربية وإسلامية، بهدف تأكيد جاهزية قواتها المسلحة، سواءً على المستوى المنفرد أو على مستوى التحالفات العسكرية الدولية. وأشار العميد عسيري خلال المؤتمر الذي عقده أمس بمركز قيادة الشمال في قاعدة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن، الى أن القوات العسكرية المشاركة في تمرين رعد الشمال التي تضم دولا عربية وإسلامية وصديقة، إضافة إلى درع الجزيرة بقيادة المملكة في ميادين مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن، نفذت تدريبات عسكرية ميدانية تكتيكية واسعة لاختبار جاهزية القوات بتطبيق وتنفيذ التمارين التي بدأت بالمناورات العسكرية. وقال: «تضمنت التدريبات طلعات جوية لمروحيات وطائرات مقاتلة استهدفت مناطق اشتباك القوات البرية مع العناصر الإرهابية، بالإضافة إلى تخليص عدد من أفراد القوات المشتركة المحاصرين في المناطق المعادية، وتطهير جميع المناطق التي وجد بها عناصر متفرقة من العدو». وأكَّد أهمية التدريبات العسكرية لمعرفة مدى جاهزية القوات التي تهدف إلى ردع كل ما يمس أمن الدول المشاركة ومحاربة الميليشيات والعناصر الإرهابية في المنطقة والقضاء عليها في اتساق زمني مرتبط بتدريبات وتمرينات عسكرية سابقة، مبينا أن المؤتمر يهدف إلى إلقاء صورة واضحة عن التدريبات ومجرياتها وتنظيم التحالف للقوات وإدامتها رغم اختلاف عقائدها العسكرية. وتحدث العميد عسيري عن التمرين الذي انطلق منذ عدة أيَّام، بدءاً بوصول القوات المشاركة، واحتلال مواقع معسكراتها، ثم عمليات التدريب الفردي، ثم الانتقال إلى فعاليات التمرين العسكرية، والمراحل الكلية من التمرين. وأوضح العميد عسيري خلال المؤتمر الصحفي عددا من الأمور الخاصة بالتمرين، المعروف بحرب السلم، والهادف إلى أن تكون القوات المسلحة المشاركة في كامل جاهزيتها، التي يستحيل اختبارها أو رفع كفاءتها، إلا من خلال تمارين من هذا النوع، مبيناً أن التمرين يشمل جوانب مختلفة، على مستوى الأفراد، وعلى مستوى الوحدات، من خلال جملة من المراحل، تتمثل في تمارين مشتركة، فتمارين مختلطة بين الدول المشاركة، ثم تحالفات، كما يأتي في سيناريو التمرين الذي نحن بصدده اليوم. ولفت الانتباه إلى مراعاة أن تكون أهداف التمارين العسكرية وفقاً لما يجري بالمنطقة اليوم، والتوجهات المستقبلية للقوات المسلحة بالدول العربية والإسلامية، مشيراً إلى ان التحالف الدولي العسكري القائم بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية شقيقة، يسعى لإعادة الشرعية لليمن، بوصفه مثالا قائما للتحالفات التي تتطلب تنظيماً وإدارة، لضمان ديمومتها واستمرارها، والعمل على تجنب جميع ما يؤدي إلى تفكك الدول المنظمة للتحالف أو تراجع بعضها وعدم الوفاء بالتزاماتها. وأكَّد المتحدث باسم قوات التحالف أن هذا الأمر لا يمكن ضمانه إلا من خلال تمرينات عسكرية، على غرار تمرين رعد الشمال، وإسهامها في تكوين خبرة وديمومة، واستطاعتها توفير جميع الإمكانات اللازمة في هذا الصدد، مشدداً على أن ذلك هو الهدف الرئيسي والغاية المنشودة، ومطلب جميع الدول المشاركة بقواتها المسلحة، بحيث تقوم بتدريب ثم اختبار قدرتها على العمل ضمن تحالف أو قيادة نوع مماثل لهذا التحالف. وقال المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري : « نعمل على ما نسميه بيئة الحرب غير النظامية وهي مواجهة التنظيمات الإرهابية أو مواجهة الحروب العصابات وتعد على الجيش النظامي عمليات جديدة أو بُعدا آخر في العمليات العسكرية، وتحتاج إلى ممارسة كونها تجمع ما بين العمل الأمني والعمل العسكري والقوات المسلحة النظامية لم تدرب وتشكل في الأساس لهذا النوع من العمليات، كون مواجهة مثل هذه التهديدات يتطلب أن تكون القوات جاهزة وعندها القدرة على التحول من حالة إلى حالة من العمليات التقليدية إلى العمليات غير النظامية، وخلال تمرين اليوم شاهدتم قوات خاصة تعمل نفس المجال مع الدبابات والعربات المدرعة، هذا الخليط يسمى الآن العمليات غير النظامية، وعلى القوات المسلحة أن تتكيف لمواجهة مثل هذه التهديدات، فهذا أحد الأهداف الرئيسية للتمرين المتمثل في أن تصبح القوات النظامية قادرة على التحول من حالة الحروب النظامية إلى حروب غير نظامية ويصبح لديها المرونة وتعمل كوحدات متكاملة وفرق بسيطة. وأضاف بأن من المهم اختبار البنية التحتية للقوات المسلحة، ويقصد بها البنية التحتية عندما تستضيف دولة من الدول تمرينا بهذا الحجم، فالطبيعي استخدام الموانئ والمطارات والطرق والمنشآت العسكرية والقوات العسكرية هذه كلها تحتاج إلى اختبار جاهزية، فعندما وصلت القوات إلى مدينة الملك خالد العسكرية عن طريق البر أو الجو كان هذا اختبارا للبنية التحتية، فالدول المستضيفة للتمارين تحتاج إلى بنية تحتية ممتازة قادرة على الاستيعاب. وأفاد العميد عسيري بأن المملكة تمثل المسرح الذي تنفذ فيه تمرين رعد الشمال فلدينا دول مختلفة خليجية وعربية وإسلامية، مبيناً أن وصول القوات لمسرح العمليات يحتاج إلى تنظيم الوقت والنقل والموانئ المطارات، ويسمى الحشد، وتحرك هذي الوحدات من مواقع تعسكرها في بلدها إلى أن تصل إلى مسرح العمليات وتنقلها إلى مواقع التعسكر ثم تنفذ العمليات هذا يحتاج إلى تنظيم وترتيب. وبين أن التمرين استخدم ميناء الدمام، وميناء ضباء، وميناء جدة، ومدينة الملك خالد العسكرية، وقاعدة الملك سعود الجوية، ومطار الرياض، وكذلك شبكة الطرق في الانتقال إلى مسرح عمليات التمرين وموقعة قاعدة الملك خالد العسكرية، ويمتد إلى طريف أقصى الشمال، وكذلك منفذ الرقعي، وكل القوات تنفذ تمرين رعد الشمال بالتزامن والتوافق مع الزمان والمكان، مشيراً إلى أن التمرين يسعى إلى أن تكون هذي العمليات متزامنة ومتوافقة في نقل القوات ثم إعادتها إلى مواقع. وشدد على أن أمن المملكة والخليج خط أحمر، وأن السعودية ودول المنطقة ستقوم بجهودها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، مضيفاً أنه لا يمكن الخلط بين التحالف الإسلامي ورعد الشمال، فخريطة الطريق عن التحالف معلنة، والأيَّام المقبلة ستشهد مؤتمراً لهيئة أركان الدفاع وبعده لوزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف، مؤكِّداً أن التدريب يخدم التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، ويحقق من بين أهدافه قياس درجة الاستعداد القتالي المشترك وإدارة الحشود، وأشار إلى أن المعارك في اليمن تسير بشكل جيد وتتوالى الانتصارات وتحرير صنعاء بات وشيكاً. وحول الحاجة الى وجود مثل هذه التحالفات، أوضح عسيري، الجميع يعلم أن أمريكا القوة الأولى في العالم، ولكن في عقيدتها القتال من دون تحالف وعندما ذهبت لأفغانستان كان معها حلف الناتو 28 دولة، على رغم أنها لم تكن بحاجته، والتحالفات عبارة عن تكامل في الإمكانيات، وهناك رغبة من الدول المشاركة في القيام بهذا العمل خاصة إذا كان له شرعية من الأمم المتحدة، والسعودية عندما قادت تحالف اليمن كانت قادرة على قيادته بمفردها ولكن الدول العربية رغبت في المشاركة ونحن رحبنا بذلك. وفي رده على سؤال عن أعداد القوات المشاركة في التمرين أشار إلى أن أي عمل عسكري ليست القيمة بالعدد سواء الجنود أو المعدات، ولكن القيمة في كيفية تحقيق الهدف، وأفاد بأن أحد أهداف التمرين السعي إلى التوافق والتكامل بين القوات بين القوات المشاركة، خاصة في ظل تعدد المدارس التي تنتمي لها. وقال: إن من بين الرسائل التي يجب أن تفهم بشكل جيد من خلال هذا التمرين العسكري أن الدول الإسلامية تعمل جنباً إلى جنب وتسعى إلى تحقيق السلام في المنطقة كافة أنحاء العالم، وبيّن أن المنطقة فيها وسائل لزعزعة الأمن والاستقرار، مبيناً أن هناك تدخلا أجنبيا وتقاطع مصالح وتضاربها في بعض الأوقات، في ظل وجود تنظيمات متطرفة، وانتشار للميليشيات في عدد من المنطق كسورية واليمن والعراق، ومن حق جميع الدول اخذ أسوأ السيناريوهات بعين الاعتبار مع وهو أمر لا يبشر بالخير. وأفاد بأن لدى المملكة عددا من الخبرات منها محاربة التنظيمات المتطرفة ونجاحها في محاربة القاعدة خلال الفترة الماضية، ويجب علينا أن نرفع استعدادنا لمواجهة أي تهديدات، ويجب على دول المنطقة تحديداً أن تسعى لتحقيق السلام فيها. وفيما يتعلق باستمرارية المناورات العسكرية وتكرار نسخة رعد الشمال في الأعوام المقبلة، أضاف «إذا رأت الدول أن هناك حاجة لتكرار نسخ من التمرين فالمملكة ترحب بذلك، ونحن بعد انتهاء التمرين سنقوم بتقييم الدروس المستفادة منه». وبيّن عسيري أن التحالف الإسلامي لديه أربعة مناحي تتضمن الفكري، الإعلامي، المالي، العسكري، ومن السابق الحديث عن حالات محددة، ومؤتمر رؤساء الأركان سيناقش آليات عمل التحالف، وسيكون هناك مركز لتنسيق جهود التحالف، ولفت إلى أن السلوك السياسي لإيران الجميع يعرفه، من خلال ابتداع الميليشيات كحزب الله والحوثي وسوريا والعراق، ودول الخليج تتطلع إلى التعايش مع إيران ولكن تدخلها يعد سافراً في دول المنطقة، مشيرا إلى أن دول الخليج تعتبر إيران جارة وعليها أن تحترم حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير فالتعايش مطلب للجميع وفق مبادئ واضحة لا لبس فيها. وأوضح أن التمرين يحقق أهدافاً من بينها اختبار البنية التحتية للقوات المسلحة السعودية من خلال التأكد من تهيئة المواني التي شاركت في هذا التمرين كميناء الملك عبد العزيز في جدة، وميناء ضباء والدمام وكيفية وصول القوات إلى المنطقة المحددة للتمرين براً وجواً وبحراً. وأشار إلى أن هذه التمرين يمتد من طريف إلى الحدود السعودية الكويتية العراقية، والقوات تنفذ التمرين بالتزامن في هذه القطاعات بالإضافة إلى القواعد الجوية التي تساند القوات في عملياتها على الأرض. ونسعى إلى القدرة على مزامنة التوافق في العمليات ونقل وتحريك القوات، ومن ثم إعادتها على مواقعها في دولها الرئيسة، مبيناً أن 20 دولة تسعى من خلال هذا التمرين إلى اكتساب الخبرة وإكسابها للآخرين من خلال الاحتكاك بالدول والمدارس التي تنتمي لها، والهدف أن يكون لدينا وحدة، وفي حال احتاج أحد منا الآخر، يتم التوافق بينها بكل سهولة. ومن هنا طبعاً إذا أصبحت هذه التحالفات تحت مظلة الأمم المتحدة.. فستؤدي عملها وهي بذلك تكمل أداة ما يطالب به مجلس الأمن ومجابهة المنظمات الإرهابية في الدول التي تتعرض للتهديدات كما حصل في الكويت، والتحالفات مطلب أساسي وركيزة أساسية لدعم الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها. وحول سؤال آخر لـ (الجزيرة)، هل التمرين الذي يحصل حالياً هو رسائل موجهة لدول وتنظيمات معينة قال: الرسالة التي يجب أن تفهم هي أن الدول الإسلامية المشاركة يجب أن تعمل جنباً إلى جنب، لأن هناك تصميما وعزما ورغبة أن يكون الأمن والسلام سائدا في المنطقة وإذا لم يتحقق فسوف نحققه بجميع الوسائل. وفي سؤال لـ (الجزيرة) عن أن التحالف العسكري أصبح ينهج صبغة جديدة في إرساء السلام ومحاربة الإرهاب.. فهل يمكن أن يكون هذا التحالف رافداً قوياً ويدرج في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ككيان؟ أجاب العميد العسيري قائلاً: هناك فرق بين المنظمات وبين التحالفات.. وهذه غالباً تكون تحالفات عسكرية من خلال تجمع عدد من الدول وفي الغالب يكون ذلك عملاً عسكرياً. مشيراً إلى أن التحالف الإسلامي العسكري تكامله مع الأمم المتحدة شيء أساسي.. في الغالب مثل هذه التحالفات تسعى إلى شرعية في عملها العسكري من خلال مجلس الأمن أو الأمم المتحدة.. كما يحصل اليوم في اليمن.. وفق القرار (2216) ومن ضمنها الوسائل العسكرية نافياً أن يكون هذا التمرين موجهاً لإيران.. بل لأي تهديد خارجي. وحول سؤال عن تنظيم مثل هذا التمرين وهل يعني أن هناك تخوفا وقلقا في المنطقة، أجاب العميد العسيري وهل المنطقة الآن بخير من مشاكل وتدخلات في الدول؟ أعتقد أن المنطقة ليست مستقرة وتحتاج لمثل هذه الاستعدادات خاصة أن لدينا تنظيمات إرهابية ودولا ذات سلوك عدواني وتدخلات أجنبية وتقاطع مصالح دولية وبالتالي علينا أن نكون جاهزين.. ومن حق الدول بما فيها المملكة أن تستعد لمثل هذه التجاذبات والتحديات.. حتى تستطيع أن تواجه مثل هذه التهديدات ونرفع درجة الاستعداد والكفاءة القتالية حتى نستطيع مجابهة هذه التهديدات.. مشيراً الى أن المنطقة ليست بخير وتعيش عدم استقرار، وبالتالي على دول المنطقة والدول المحبة للسلام أن تعمل معاً للوقوف في وجه هذه التهديدات حتى لو عن طريق العمليات العسكرية.. موضحاً أن الرسالة التي يجب أن تُفهم للجميع بأنها رفع جاهزية دول التحالف للحالات الطارئة لكي تستطيع المواجهة، مؤكدا أن التحالفات اليوم أصبحت مطلبا لردع أي تهديدات خارجية ولا بد أن يكون هناك عمل موجه حتى تصبح هذه الدول قوية وجاهزيتها عالية من خلال اكتساب الخبرات وتنوع مصادر التسليح عند هذه الدول.
مشاركة :