تطعيم للوقاية من سرطان عنق الرحم

  • 12/31/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

متابعات / اكتشاف تطعيم جديد ضد سرطان عنق الرحم أحدث ثورة كبيرة في عالم الطب، حيث أن هذا التطعيم يوفر للمرأة الوقاية التامة من هذا المرض الذي يأتي في المرتبة الثانية في قائمة أكثر أنواع السرطانات انتشارا بعد سرطان الثدي. تم الإعلان عن توافر هذا التطعيم في مصر وعن بدء حملة التوعية بأهميته في المؤتمر الذي عقد مؤخرا بالقاهرة، حيث أعلن د. حسن سلام ـ مدير مركز سوزان مبارك الإقليمي لصحة وتنمية المرأة بالإسكندرية ـ عن بدء استخدام هذا المصل في مصر لحماية الفتيات والسيدات من الإصابة بالمرض، وأضاف أن تشخيص الفيروس المسبب للمرض والمعروف باسمhpv يتم عن طريق أخذ مسحة من عنق الرحم ومن خلال متابعة الفحص الدوري للنساء في جميع المراحل السنية، خاصة بعد سن 35. وأضاف د. حسن أن الكشف الدوري يشمل الفحوصات التالية: 1- مسحة من عنق الرحم لاكتشاف أي أورام في هذه المنطقة. 2- الكشف بالموجات الصوتية لاكتشاف أورام المبيض. 3- قياس كثافة العظام للكشف المبكر عن هشاشة العظام. 4- أشعة الثدي( الماموجرام) لاكتشاف أي أورام به. 5- الفحص المعملي لقياس نسبة الدهون بالدم. وأوضح د. أحمد راشد، أستاذ أمراض النساء بطب عين شمس، أن فيروسhpv هو المسبب لـ99% من حالات الإصابة بهذا النوع من السرطانات الذي يعتبر السبب الثاني لوفيات النساء بعد سرطان الثدي. وأشار إلي أن هذا المرض يتسبب في وفاة60% من نساء إفريقيا.. وعلي صعيد آخر، قال د. أحمد البليدي، أستاذ طب الأطفال بقصر العيني، إن الوقاية من سرطان عنق الرحم يجب أن تبدأ منذ المرحلة العمرية التي تتراوح ما بين11 و12 سنة وحتي بعد26 سنة، بل إن هناك بعض الدول تلجأ إلي تطعيم الفتيات ضده ابتداء من سن9 سنوات.. والسبب في ذلك ـ كما يوضح د. أحمد ـ هو أن الفتيات في هذه السن الصغيرة كثيرا ما يكن بصحبة أمهاتهن عند ترددهن علي العيادات الطبية لمتابعة الفحوصات والتطعيمات، مما يسهل من عملية الوصول إليهن. بالإضافة إلي الأسباب التالية التي أثبتتها الدراسات الطبية وهي: 1- إن الاستجابة المناعية للتطعيم مرتفعة في هذه السن الصغيرة. 2- أثبتت الأبحاث أن التطعيم يوفر مناعة للجسم لفترة طويلة ولا يحتاج بعد ذلك إلي جرعة منشطة. 3- ثبت أن التطعيم يرتبط بخاصية الذاكرة المناعية، بمعني أن الجسم يستجيب فورا بعد ذلك في حالة تعرضه لهجوم من هذا الفيروس،حيث يقوم بإفراز أجسام مناعية تحاربه. وأضاف د. أحمد أن هذا التطعيم لا يفيد فقط في الوقاية من هذا المرض، وإنما أيضا في الوقاية من ظهور بعض الزوائد التناسلية المرضية التي تشوه الجهاز التناسلي وتسبب مشاكل نفسية شديدة، خاصة أن علاجها صعب. والمعروف أن التطعيم بهذا المصل بدأ منذ نحو6 سنوات في الدول المتقدمة وحقق نتائج مبهرة في أمريكا وأوروبا ونيوزيلاندا، لذلك توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتطعيم الفتيات، به، خاصة أنه تطعيم وقائي وليس علاجيا، أي أنه لا يفيد في حالة الإصابة بالفيروس. وبالنسبة للجرعات الخاصة بالتطعيم، تقول د. أميمة ادريس، أستاذة أمراض النساء والتوليد بطب القاهرة، أن المصل يعطي علي ثلاث جرعات، ما بين الجرعة الأولي والثانية شهران، وما بين الثانية والثالثة أربعة أشهر.. ولا تتكرر الجرعات بعد ذلك، وبالرغم من أن تكلفة هذا التطعيم قد تكون مرتفعة بعض الشيء، فإنها لا تقارن بتكلفة العلاج من هذا المرض. وتشير د. أميمة إلي الأسباب المؤدية للإصابة بهذا المرض والتي تتركز في: 1- الاتصال الجنسي المبكر. 2- تكرار الحمل والولادة. 3- التدخين. وتزداد احتمالات الإصابة به كلما كان جهاز المناعة ضعيفا.. أما عن أعراض الإصابة بسرطان عنق الرحم، فتقول د. أميمة إن هذا المرض ليس له أعراض واضحة أو محددة، لكن يجب علي حواء عدم تجاهل الإفرازات ذات الرائحة الكريهة أو النزيف البسيط. وتضيف أن هناك بعض الدراسات تشير بأصابع الاتهام إلي قاعدة التواليت باعتبارها عاملا يساعد علي نقل الفيروس، إلا أن هذا الأمر لم يثبت بعد، لكن الاحتياط واجب والنظافة الشخصية والعامة مطلوبة. وتقول د. أميمة في النهاية: إن التوعية العامة مهمة جدا حتي نقلل نسبة الإصابة بهذا المرض ويتم القضاء علي فيروسhpv مثلما حدث في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي حققت نجاحا كبيرا وحملة محلول الجفاف وغيرها من الحملات الناجحة.. والأمر يحتاج إلي تضافر الجهود من أجل التوعية بأهمية هذا التطعيم.

مشاركة :