تشهد خريطة السياحة العالمية تغيراً، بسبب موجة القيظ التي تشهدها دول العالم، وبالتحديد أوروبا الغربية، وهو ما حدا بالمسافرين إلى الهروب من تلك الوجهات والاتجاه إلى وجهات أقل حرارة هذا الصيف. وبين الخبراء في مجال السياحة أن الطلب ازداد على وجهات أوروبا الشرقية وشرق آسيا التي تتناسب مع ميزانية الأسر البحرينية، وخصوصا الأكثر عددا من حيث الأفراد، وسط انخفاض للطلب أيضا على الوجهات البحرية. وتعتبر اليونان الأكثر تضرراً بين الدول الأوروبية في حين أن بريطانيا والدنمارك من أكبر المستفيدين. وتطول هذه الظاهرة دولا أوروبية أخرى، ففي إسبانيا تجاوزت الحرارة أحيانا بنحو 15 درجة مئوية المعدلات الموسمية. وعرفت إيطاليا موجات حر مع اقتراب الحرارة في سردينيا من 48 درجة مئوية. بنسبة 30% يقول المدير العام لسفريات جولد كوست عصام الحمادي إن الطلب على الوجهات الأوروبية تراجع هذا الصيف، حيث اتجه الناس لاختيار الوجهات ذات الطقس اللطيف. وبات المسافر يطرح سؤالا مسبقا معتادا قبل الحجز «هل الجو حار في هذه المنطقة». وبين الحمادي أن الطلب على وجهات شرق آسيا ارتفع هذا الصيف أيضا، بنسبة تفوق 50%، وذلك في ظل تقلص القيود على السفر، وخصوصا لوجهتي الفلبين وماليزيا. وأوضح أن انخفاض السعر أيضا شجع على ارتفاع الطلب في ظل ازدياد الأسعار بنسبة الضعف في القارة الأوروبية، فما ينفق في يومين في أوروبا بات ينفق في أسبوعين في شرق آسيا. وأضاف: «قل الطلب على دول أوروبا الغربية بنسبة 30%، وبلغت أسعار التذاكر ما بين 400 و500 دينار بحريني. وهو سعر لا يتناسب مع عائلة مكونة من 4 أفراد على سبيل المثال». ولفت الحمادي إلى أن أسواقا جديدة ظهرت في السوق السياحي المحلي، هي كازاخستان وأوزباكستان وقرغيزستان، بسبب الطقس المعتدل وانخفاض الأسعار من حيث الحياة المعيشية، إذ هي وجهات تناسب السفر الجماعي. وتحدث عن «انخفاض الطلب على الوجهات البحرية لكونها وجهات لا تتناسب مع النساء البحرينيات، والطلب عليها من قبل فئة قليلة». الوجهات البحرية وأكد المدير العام لشركة الراية للسفر والسياحة عمار جمعة الكنكوني أن تركيا لا تزال تتصدر خيارات البحرينيين، بحكم الأسعار التنافسية وسهولة الوصول إلى وجهاتها. وأضاف: «ظهرت وجهات جديدة، مثل ألبانيا وكوسوفو منذ العام الماضي، وهي تشهد إقبالا، إلى جانب الريف البريطاني الذي يشهد طلبا مرتفعا بسبب الجو الشتوي». وتابع بالقول: «باتت تركيا وبريطانيا والدول الشمالية في القارة الأوروبية الأكثر طلبا مقارنة بدول الجنوب مثل إسبانيا والبرتغال وإيطاليا. أما اليونان فالإقبال عليها كما المعتاد بسبب وجود المنتجعات المائية، رغم ارتفاع الحرارة هناك». ولفت عمار إلى أن الوجهات البحرية تشهد عزوفا خلال هذا الصيف بسبب ارتفاع موجة القيظ، فيما عدا مدينة أنطاليا التركية التي تتمتع بالمنتجعات المائية. وأشار إلى انخفاض الطلب على السفر عموما هذا الموسم من قبل البحرينيين، عكس المتوقع، بسبب مصادفة المناسبات الخاصة وسط الإجازة الصيفية. وذكر أن الطلب تراجع مقارنة بالسنوات الماضية.
مشاركة :