عقدت مساء أمس أولى جلسات اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 55 والتي شكلتها الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية، مطلع الأسبوع الماضي وتضم نخبة من كبار المفكرين والمثقفين والكتاب. بدأت اللجنة اجتماعها بوضع الرؤية العامة للبرنامج الثقافي الذي سيضم عددًا كبيرًا من الندوات الثقافية والعلمية والأدبية والتاريخية، والأنشطة الخاصة بالطفل، والأنشطة الفنية المصاحبة، ووافقت اللجنة على اختيار شخصية المعرض عالم الآثار الشهير د. سليم حسن، والذي قدم أعمالًا مهمة تحمل في طياتها التاريخ المصري والحضاري. كما توافقت اللجنة على اختيار، الكاتب الكبير يعقوب الشاروني، الذي أثرى المكتبة المصرية والعربية بالكثير من الأعمال التي أتت في معظمها تعبر عن الأصالة والهوية المصرية ليكون شخصية المعرض لأدب الطفل واستمر النقاش حول الاحتفاء بعدد من رموز الفكر والإبداع على المستويين المصري والعربي، لما للثقافة المصرية من تآلفات مع الثقافة العربية، ومن بين هؤلاء المحتفى بهم: عميد الأدب العربي طه حسين، ورائدة من رواد الشعر نازك الملائكة. واتفقت اللجنة على الانعقاد دوريًا لوضع التصورات التي تم الحديث فيها في الاجتماع الأول، حتى تتم بلورة البرنامج الثقافي في أسرع وقت، آملين في تقديم دورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب تليق بالثقافة والتاريخ المصري الكبيرين. يعد سليم حسن أحد الأعلام في عِلم الآثار، قدَّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، كان منها عملُه الأبرز «موسوعة مصر القديمة»، الذي يتكوَّن من 18 جزءًا، كما كان له العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ويُلقَّب بعميد الأثريين المصريين. وُلد عام 1893 بقريةِ ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وبعد أن أنهى مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية وحصل على شهادة البكالوريا، والتحق بمدرسة المعلمين العليا، ثم اختير لإكمال دراسته بقسم الآثار الملحَق بهذه المدرسة لتفوُّقه في عِلم التاريخ، وتخرَّج فيها عام 1913. وقد عمِل سليم حسن مُدرسًا للتاريخ بالمدارس الحكومية، ثم عُيِّن بعدها في المتحف المصري بعد ضغطٍ من الحكومة المصرية؛ حيث كانت الوظائف فيه حِكرًا على الأجانب. سافر في بعثة إلى فرنسا عام 1925، والتحق بجامعة السوربون التي حصل منها على دبلومتين في اللغة والديانة المصريتين القديمتين، وحصَل على دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة من الكلية الكاثوليكية، ودبلوم الآثار من كلية اللوفر. كما حصل فيما بعدُ على درجة الدكتوراه في عِلم الآثار من جامعة فيينا. بدأ سليم حسن عام 1929 أعمالَ التنقيب الأثرية في منطقة الهرم لحساب جامعة القاهرة، وكان من أهم الاكتشافات التي نتجت عن هذه الأعمال مقبرة «رع ور» وهي مقبرة كبيرة وضخمة وُجد بها العديد من الآثار. واستمر في أعمال التنقيب حتى عام 1939، ليكتشف خلال تلك الفترة حوالَي مائتَي مقبرة، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملِكَين خوفو وخفرع.
مشاركة :