جاءت مبادرة "الدراسات البحثية في أدب الأطفال واليافعين" - وهي إحدى المبادرات البحثية المتنوعة التي تقدمها هيئة الأدب والنشر والترجمة - , بهدف إثراء المكتبات السعودية بأبحاث أدب الأطفال واليافعين وتحفيز إنتاج الأعمال الخاصة بهذا المجال ورفع جودتها وتطوير منظومة تنافسية مستدامة . وتعنى المبادرة ، ببحث النتاج الإبداعي في مجال أدب الأطفال واليافعين في المملكة؛ وتُركز على بحث الجوانب الأدبية الإبداعية المتعلقة بهذه الفئة سعيًا منها لتوفير حراك بحثي نقدي يواكب تلك الأعمال الإبداعية، كما توفر المبادرة 10 منح بحثية بإشراف لجنة علمية متخصصة من الأكاديميين المرموقين في مجال النقد الأدبي، كما تهتم المبادرة بتشجيع القدرات البحثية لدى المهتمين وتطويرها في هذا المجال، ودعم الباحثين والمهتمين وتمكينهم من نشر أعمالهم البحثية في المؤتمرات والمجلات العلمية المحكمة. وعن أدب الطفل وواقعه في الأدب السعودي و هذه المبادرة، يؤكد الناقد الدكتور ماهر الرحيلي أن أدب الطفل هو اللبنة الأولى لوعي ثقافي مؤسس على بناء متين. وأضاف لدينا شعر موجه للطفل وسرد مهم كذلك كمًّا ونوعًا، إلا أننا نلحظ عدم وضوح الفئة العمرية المستهدفة وإن كانت غالباً دون الـ 10، وهذا يلفت نظرنا إلى قضية في غاية الأهمية، وهي التوجه إلى فئة اليافعين، وهم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12-18 أو 20 حسب المفاهيم التربوية وهذه المبادرة من الهيئة لم تتحقق إلا عن معرفة ودراية بهذه الجوانب. من جهتها أفادت الشاعرة والأكاديمية الدكتورة مستورة العرابي أنه يمكن النظر لهذه المبادرة البحثية من زاويتين: الزاوية الأولى هي التوجه المباشر إلى دراسة نصوص أدب الأطفال واليافعين بأجناسه المختلفة مثل الشعر والأناشيد، والقصة والرواية والمسرح وغيرها من الفنون الأدبية الأخرى التي يكتبها الأطفال واليافعون، أو التي تكتب لهم من قبل أدباء كبار متخصصين في الكتابة للأطفال واليافعين، أما الزاوية الثانية التي يعتقد أن تغطيها هذه المبادرة فهي ربما حصر الدراسات التي كتبت حول أدب الأطفال واليافعين ومحاولة دراستها وتعميقها والإفادة منها في وضع إستراتيجيات أدبية ونقدية مناسبة للاهتمام بأدب الطفولة واليافعين ولعل من الموضوعات التي تجدر بهذه المبادرة البحثية، الاهتمام بها وبتعريف أدب الأطفال واليافعين، وتحديد أجناسه الأدبية، وقيمه الجمالية، ودراسة طرق تلقيه وغيرها من القضايا المهمة الأخرى. من جانبه أبدى الشاعر الدكتور سعود اليوسف تفاؤله بهذه المبادرة مشيراً إلى أنها ستكون محفزة للباحثين، والمأمول منها أن تسهم في غزارة أدب الطفل، ودراساته، في ظل ندرة الدراسات المتعلقة بأدب الطفل حيث أن معظمها دراسات أكاديمية. إلى ذلك أكدت الكاتبة المهتمة بأدب الطفل شوقية الأنصاري أن مجتمعنا بحاجة إلى مبادرة من هذا النوع للإسهام في تقديم أدب الطفل بالشكل المأمول، وقدمت عدة مقترحات لتطوير المبادرة منها تخصيص ركناً لتوقيع وتدشين مؤلفات الأدباء الصغار واستقطاب الجمهور لإنتاجهم المعرفي والأدبي الإبداعي، ولوحاتهم الفنية التشكيلية في معارض الكتاب، وعقد جلسات حوارية مع الأدباء والعلماء الصغار للحديث عن تجربتهم البحثية الابتكارية والكتابة الإبداعية. يذكر أن التقدم إلى المبادرة بدأ اليوم ويغلق في ١٩ / ٩ / ٢٠٢٣ و من أبرز شروطه "أن يكون المتقدم سعودي الجنسية وإعداد ملخص مقترح للبحث وإرفاق السيرة الذاتية للباحث.
مشاركة :