قالت نجمة التنس الروسية ماريا شارابوفا - أعلى الرياضيات أجرا في العالم - أمس الاثنين إنها سقطت في اختبار للكشف عن المنشطات في بطولة استراليا المفتوحة بسبب مادة كانت تتناولها على مدار السنوات العشر الأخيرة لدواع صحية. وقال الاتحاد الدولي للتنس إن شارابوفا (28 عاما) - الفائزة بخمسة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى - سيتم ايقافها مؤقتا بداية من 12 مارس آذار. وقالت نايكي وهي واحدة من رعاة اللاعبة الروسية الكبار إنها ستوقف صلتها بشارابوفا أثناء سير التحقيقات. وهي سابع رياضية خلال شهر تأتي عينتها ايجابية لمادة ميلدونيوم - التي تستخدم لعلاج داء السكري ونقص الماغنسيوم - وحظرتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات من أول يناير كانون الثاني فقط. وقالت شارابوفا التي كانت لاعبة واعدة وهي شابة وأصبحت ثالث أصغر بطلة على الاطلاق لويمبلدون "ارتكبت خطأ كبيرا. خذلت جماهيري وخذلت الرياضة. أتحمل المسؤولية كاملة". وأضافت المصنفة الأولى عالميا سابقا في مؤتمر صحفي في فندق بوسط لوس انجليس "أعلم أنني سأواجه العواقب ولا أريد أن أنهي مسيرتي بهذه الطريقة. أتمنى حقا أن أحصل على فرصة ثانية لممارسة هذه الرياضة". وفي بيانها الذي أعلنت فيه تعليق صلتها باللاعبة الروسية بعد ساعات من اعلان نجمة التنس قالت نايكي أكبر شركة ملابس رياضية في العالم "نشعر بالحزن والدهشة من الأنباء المتعلقة بماريا شارابوفا". وينص برنامج مكافحة المنشطات في الاتحاد الدولي للتنس على الإيقاف لأربع سنوات في حالة وجود عينة ايجابية لكن هذه العقوبة تقلصت في العديد من المواقف مثل السقوط في الاختبار لأول مرة أو اذا لم يظهر اللاعب أي اشارة واضحة على الخطأ أو الاهمال. ووفقا لمجلة فوربس ربحت شارابوفا 29.5 مليون دولار في 2015 أغلبها من عقود الرعاية. وقالت شارابوفا إن طبيب أسرتها وصف لها دواء ميلدرونيت - الذي يعرف أيضا باسم ميلدونيوم - وكانت تتناوله على مدار عشر سنوات لأنها كانت تمرض بصورة مستمرة وتعاني من نتائج غير منتظمة لرسم القلب الكهربائي ونقص في مستويات الماغنسيوم إضافة لوجود تاريخ لأسرتها مع داء السكري. وأضافت "من المهم جدا أن تعرفوا أن هذا الدواء ولمدة عشر سنوات لم يكن مدرجا على لائحة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات للمواد المحظورة رياضيا وكنت أتناوله بشكل قانوني. لكن في أول يناير تغيرت اللوائح وأصبحت مادة ميلدونيوم محظورة". ورفضت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات التعليق حتى يصدر الاتحاد الدولي للتنس قرارا نهائيا. وتستخدم مادة ميلدونيوم لعلاج آلام الصدر والنوبات القلبية وحالات أخرى لكن بعض الباحثين ربطها بمساعدة الرياضيين على تحسين الأداء والتحمل. وتضعها وكالة المنشطات ضمن لائحة تضم أيضا الانسولين ويقول بعض الباحثين إنها قد تساعد أيضا على التعافي. وهذه المادة غير مسموحة في الولايات المتحدة لكنها متاحة في روسيا ولاتفيا وبلدان أخرى في تلك المنطقة. وخلال الشهر الماضي تم اكتشاف عينات ايجابية لمادة ميلدونيوم في اختبارات المنشطات لمتسابق الدراجات الروسي ادوارد فورجانوف ومتسابقة التزلج الروسية ايكاترينا بوبروفا ومتسابقتي ألعاب القوى المولودتين في اثيوبيا اندشو نيجيسي وابيبا اريجاوي ومتسابقي الثنائي الاوكرانيين ارتيم تيتشنكو واولجا ابراموفا. وشارابوفا هي أهم لاعبة تنس تسقط في اختبار للمنشطات خلال السنوات الأخيرة. وأوقف الكرواتي مارين شيليتش لتسعة أشهر في 2013 بعد أن جاءت عينته ايجابية لمادة محفزة للأداء محظورة رغم أن الايقاف تقلص لأربعة أشهر بعد استئناف. واعتزلت مارتينا هينجيس المصنفة الأولى عالميا سابقا بعد ايقافها لمدة عامين بسبب الكوكايين عام 2007 رغم أن اللاعبة السويسرية نفت تناول هذا المخدر. والعام الماضي تم ايقاف لاعب التنس الامريكي وين اودسنيك لمدة 15 عاما بعد سقوطه لثاني مرة في اختبار للمنشطات. وشارابوفا هي أكبر اسم في عالم الرياضة تسقط في اختبار للمنشطات منذ ايقاف اليكس رودريجيز لاعب نيويورك يانكيز في دوري البيسبول الامريكي لمدة عام في 2013 بسبب استخدام مواد محفزة للأداء ومتسابق الدراجات الامريكي لانس ارمسترونج الذي أوقف مدى الحياة عام 2012 بعد تحقيق أجرته الوكالة الامريكية لمكافحة المنشطات. وكانت شارابوفا - وهي واحدة من أكثر الشخصيات شعبية في عالم الرياضة العالمية - من اللاعبات المفضلات دائما لدى الرعاة. ورفضت شركة افون لمستحضرات التجميل التعليق على شراكتها مع اللاعبة الروسية. وقال ستيف سايمون الرئيس التنفيذي لرابطة اللاعبات المحترفات في بيان إنه حزين لسماع هذه الأنباء. وقال "ماريا قائدة وأعرف أنها سيدة لديها نزاهة. لكن مثلما اعترفت ماريا فإن على كل لاعب أن يعرف ما يدخل جسده. رابطة اللاعبات المحترفات ستدعم القرارات التي يتم التوصل إليها". وجاءت الأنباء المفاجئة بعد يوم من اعلان الفريق المسؤول عن ادارة شؤون شارابوفا أنها ستقوم "باعلان مهم" وتوقع كثيرون أن تعلن اعتزالها التنس. ولم تلعب شارابوفا - التي عانت من سلسلة من الاصابات في السنوات الأخيرة - في أي بطولة منذ خسارتها أمام سيرينا وليامز في دور الثمانية لاستراليا المفتوحة في يناير كانون الثاني. وعرفت شارابوفا بعدم استسلامها وأسلوب لعبها الذي يعتمد على الضربات القوية من الخط الخلفي وأصبحت وعمرها 17 عاما أول روسية تفوز ببطولة ويمبلدون عندما هزمت سيرينا وليامز 6-1 و6-4 في نهائي 2004. وجعلها الانتصار أيضا ثالث أصغر بطلة لويمبلدون خلف لوتي دود ومارتينا هينجيس ورابع أصغر لاعبة تفوز باحدى البطولات الكبرى في العصر الحديث بعد هينجيس ومونيكا سيليش وتريسي اوستن.
مشاركة :