افتتحت سيدة فلسطينية أول مقهى للقطط في قطاع غزة في محاولة منها لمساعدة محبي تربية الحيوانات الأليفة على الاسترخاء وشحن طاقتهم الإيجابية عبر قضائهم وقتا مع القطط واللعب معها. وأطلقت نعيمة معبد (50 عاما) على مقهاها الذي لا تتجاوز مساحته 100 متر مربع اسم "مياو كافيه"، حيث يضم عددا من الطاولات والكراسي الخاصة بالزبائن بالإضافة لزاوية خاصة تتواجد فيها ما يقارب 10 قطط ليتمكن الزوار من اللعب معها. وحصلت السيدة الفلسطينية على فكرة إنشاء المقهى الخاص بالقطط بعد مشاهدتها نجاح تجارب مماثلة في دول عربية وعالمية. وتقول نعيمة بينما تداعب إحدى قططها لوكالة أنباء ((شينخوا)) "يمتاز القط عن البشر (كرفيق للقهوة) بأنه مستمع جيد ولا يقاطع الحديث ولا يعطي أحكاما على أفعال أو أقوال الآخرين، والأهم أنه لا يعيد نقل الأحاديث إلى غيره من القطط أو من البشر". وتضيف "تحظى القطط بشعبية كبيرة داخل المجتمع الفلسطيني، فهي تعتبر صديقة للكبار والصغار، ومصدرا للفرح والمرح والتخلص من الضغوط النفسية". ويعيش سكان قطاع غزة تحت حصار إسرائيلي مشدد منذ عام 2007، وشنت إسرائيل عدة عمليات عسكرية واسعة النطاق على الجيب الساحلي، الذي يضم أكثر من مليوني فلسطيني، في محاولة لإنهاء حكم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تعتبرها إسرائيل وبعض الدول الأوروبية "حركة إرهابية". ومنذ ذلك الحين، تدهورت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والإنسانية فيه، حيث يعاني 45 % من سكانه من البطالة و53 % من الفقر و 64.4 % من انعدام الأمن الغذائي، فيما يعتمد 80 % منهم على المساعدات الدولية، وفقا لسجلات فلسطينية وبيانات الأمم المتحدة، تم إصدارها في مناسبات مختلفة. إلى جانب ذلك، أظهرت نتائج مسح جديد أجراه البنك الدولي والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في فبراير من العام الجاري، أن 71 في المائة من سكان القطاع مصابون بالاكتئاب. وتقول نعيمة "بسبب الظروف الصعبة والأوضاع غير المنطقية التي نعيشها هنا (غزة) نحتاج من وقت لآخر أن نبتعد عن الجميع وأن نختلي بأنفسها مع كائنات تمنحنا الطاقة الإيجابية وهذا بالفعل ما توفره القطط كونها حيوانات حيوية وتتمتع بطاقة". وبالنسبة لنعيمة، كان هذا السبب كافيا ليجذب عددا كبيرا من الزبائن الذي توافدوا على مقهاها بمجرد إعلانها رسميا عن افتتاحه، إما بدافع خوض هذه التجربة من أجل الاكتشاف، أو مجالسة هذه الكائنات الأليفة، على حد تعبيرها. ووثق المئات من رواد المقهى تواجدهم فيه ولعبهم مع القطط عبر صور فوتوغرافية قاموا بنشرها عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل ((فيسبوك)) و ((انستغرام)) وغيرهما، مما أسهم في النشر عن المقهى بشكل كبير. وعلى الرغم من أن المشاريع الغربية عادة ما تلقى رواجا بين الغزيين، إلا أن مشروع "مقهى القطط" أثار جدلا واسعا بين السكان المحليين الذين انقسموا ما بين مؤيدين للفكرة على اعتبار أنها ريادية وخلاقة، وما بين معارضين لها بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه السكان المحليون. وتقول زينب الحاج أحمد (24 عاما) وهي تداعب إحدى القطط إن "الفكرة غريبة ورائعة، كما أن الأسعار هنا معقولة نوعا ما سواء كانت للعب مع القطط أو لشرب فنجان من القهوة". وتضيف زينب في حديث مع ((شينخوا)) أن "اللعب مع القطط ينسيك ضغوط الحياة ويغير نفسيتك للأفضل"، مشيرة إلى أنه "ليس من السهل إدخال شيء جديد إلى المجتمع الغزي". ويدفع الزوار والزبائن عشرة شواقل إسرائيلية (حوالي 2.64 دولار أمريكي) مقابل اللعب مع القطط في المقهى لمدة ساعة. وهذا ما أثار حفيظة محسن إسماعيل (32 عاما) الذي راح يتساءل "لماذا علي أن أدفع أموالا للعب مع القطط؟"، ويقول "ليس كل الأفكار التي تنجح في الخارج يمكن تطبيقها في قطاع غزة". ويضيف إسماعيل في حديث مع ((شينخوا)) أن "القطط حيوانات أليفة، فكثير من قطط الشوارع تدخل بيوتنا وتشعر بالطمأنينة وتنام أمام أبوابنا وهي تعلم أننا لن نؤذيها". واعتبر أن "فكرة دفع أموال مقابل اللعب ساعة مع حيوان أليف نراه كل يوم في الشوارع يتجول بحرية فكرة سخيفة".
مشاركة :