قال رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، أمس، إن مجموعة دول بريكس قررت دعوة 6 دول لعضويتها، هي السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا. وتصدّر النقاش بشأن توسعة عضوية المجموعة التي تضمّ البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا جدول أعمال قمة عُقدت على مدى 3 أيام وانتهت أمس. ورغم إبداء الدول الأعضاء في «بريكس» دعمها سابقاً لتوسعة التكتل، فقد كانت هناك انقسامات بين القادة بشأن العدد وسرعة الانضمام. اوستبدأ عضوية الدول الجديدة التي ستنضم إلى مجموعة «بريكس» اعتباراً من 1 يناير 2024. ونقلت وكالة تاس الروسية إيعاز قادة «بريكس» إلى وزارات المالية والبنوك المركزية للنظر في إمكانية إطلاق منصات الدفع على أساس العملات الوطنية. وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ، إن توسّع «بريكس» تاريخي ونقطة انطلاق جديدة لتعاون «بريكس». وشدد شي على أن التوسع يوضح تصميم دول «بريكس» على الاتحاد والتعاون مع الدول النامية الأخرى، ويلبّي تطلعات المجتمع الدولي، ويخدم المصالح المشتركة للأسواق الناشئة والدول النامية. وأضاف أن التوسع سيضخّ أيضاً حيوية جديدة في آلية تعاون بريكس، وسيزيد من تعزيز قوى السلام والتنمية في العالم. واستضاف رامافوزا المؤتمر الصحافي، وحضره أيضاً الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال الإنترنت. اتفاق «صعب» وأشار بوتين إلى أن اعتماد البيان الختامي لقمّة بريكس في جنوب إفريقيا لم يكن سهلاً، ولكن رئيس الدولة المضيفة، رامافوزا، أظهر مهارة دبلوماسية مذهلة. وقال متحدثاً عبر الفيديو في المؤتمر الصحافي بشأن نتائج قمة «بريكس»، في سياق كلامه عن اعتماد البيان الختامي للقمة: «كما تبين، لم يكن هذا العمل سهلاً، وقد أظهر الرئيس رامافوزا مهارة دبلوماسية مذهلة في تنسيق جميع المواقف، بما في ذلك تلك المتعلقة بتوسيع مجموعة بريكس. وتابع: «أود أن أهنئ أعضاءنا الجدد الذين سيعملون بشكل كامل في العام المقبل، وأريد أن أؤكد لجميع الزملاء أننا سنواصل العمل الذي بدأناه اليوم لتوسيع نفوذ مجموعة بريكس في العالم». وأكد بوتين إصرار تحالف بريكس للتوصل إلى إنشاء عملة موحدة للمجموعة، على الرغم من التعقيدات التي تواجه هذا الموضوع. وأضاف: «سنعمل في العام المقبل خلال رئاسة (بريكس) مع الدول في صيغتي «بريكس+» وOutreach». وأشار إلى أن «روسيا لها مصلحة في تعزيز العلاقات مع إفريقيا، وننجز المشاريع المختلفة في القطاعات المختلفة، ونولي اهتماماً كبيراً بتوفير المواد الغذائية والأسمدة، ونستخدم كل الوسائل الممكنة لضمان الأمن الغذائي». وأوضح أن بلاده ستقدم خلال أشهر قليلة لـ 6 دول في إفريقيا من 25-50 ألف طن من الحبوب، على الرغم من جميع العراقيل والعقوبات المفروضة على موسكو. وأكد التعاون مع عدد من الدول الإفريقية، ومن بينها مصر، حيث تبني شركة روس آتوم الروسية محطة الضبعة لتوليد الطاقة النووية. وبشأن الطاقة المتجددة قال بوتين: «عدد السكان في 2030 سيزداد بنسبة 1.7 بالمئة، وسنواجه احتياجاً للطاقة. يجب أن ننتقل إلى الطاقة المتجددة، لكن يجب أن يتم ذلك بشكل تدريجي ومتوازن، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الوطنية». «بعض الدول تواجه نفس الأخطاء عند الانتقال إلى الطاقة الخضراء، يجب الاستفادة من جميع وسائل الطاقة، ونحن نعمل على تعزيز التعاون في خفض الانبعاثات، واستخدام الطاقة المتجددة»، وفقاً لبوتين. من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن المملكة تمتلك «أدوات فعالة ودوراً مسؤولاً» في تحقيق استقرار أسواق الطاقة. وأكد بن فرحان، في كلمة المملكة أمام جلسة حوار لمجموعة بريكس في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، استمرار السعودية في كونها «مصدراً آمناً وموثوقاً» لإمدادات الطاقة بجميع مصادرها. كما شدد على أن المملكة تمضي قُدماً بخطوات «واثقة» نحو تحقيق الأهداف العالمية والتنمية المستدامة، وأنها تمتلك إمكانات ومقومات اقتصادية واعدة. وقال: «نهتم بمبدأ احترام سيادة الدول واستقلالها وتسوية النزاعات بطرق سلمية، المملكة حريصة على ممارسة مسؤولياتها لاستدامة التعاون الدولي». وفيما يخص العلاقة مع «بريكس» قال وزير الخارجية السعودي إن «المملكة تتمتع بعلاقات استراتيجية مع دول «بريكس»، ونتطلع إلى المزيد من التعاون». كما ثمّن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دعوة مجموعة بريكس بلاده الى الانضمام لعضويتها اعتباراً من يناير 2024. وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية، المستشار أحمد فهمي، أن الرئيس السيسي أعرب في بيان «اننا نعتز بثقة الدول الأعضاء بالمجموعة كافة التي تربطنا بها جميعا علاقات وثيقة، ونتطلع للتعاون والتنسيق معها خلال الفترة المقبلة، وكذا مع الدول المدعوة للانضمام» وأضاف أن ذلك يأتي في إطار «تحقيق أهداف التجمع نحو تدعيم التعاون الاقتصادي فيما بيننا، والعمل على إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التي تواجهنا، بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية». واتفق زعماء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا على توسيع مجموعة «بريكس» في قمة عقدت هذا الأسبوع في جوهانسبرغ، وسيكون التوسع الأول منذ عام 2010. وقال الأعضاء إن مجموعة أكبر يمكن أن تساعد في مواجهة هيمنة مجموعة السبع على الشؤون العالمية. وكان الدافع وراء التوسع إلى حد كبير هو الصين، لكنه حظيَ بدعم روسيا وجنوب إفريقيا. وكانت الهند تشعر بالقلق من أن مجموعة بريكس الأكبر قد تحوّل المجموعة إلى ناطق بلسان الصين، في حين كانت البرازيل قلقة بشأن تنفير الغرب.
مشاركة :