الرباط - حققت سيدات المنتخب المغربي لكرة القدم قفزة تاريخية في التصنيف العالمي الذي أصدره الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" اليوم الجمعة، فيما يُجمع كبار المدربين على أن لبؤات الأطلس صنعن التاريخ خلال مغامرة المونديال، متوقعين أن يواصلن مسيرة التميز والذهاب بعيدا في النهائيات المقبلة.  واحتلت لبؤات الأطلس المركز الـ58 عالميا برصيد 1438.30 بعدما كن في المركز الـ72 وذلك بعد تألقهن في كأس العالم التي نظمت أستراليا ونيوزيلندا، حيث بلغ المنتخب المغربي ثمن النهائي. وأشاد جياني إنفانتينو رئيس "فيفا" بالأداء البطولي لسيدات المغرب بعد تألقهن في المونديال، فيما اعتبر تأهل سيدات المغرب إلى ثمن النهائي نجاحا فعليا في مشواره بالمسابقة، بما أنها أول نهائيات كأس تخوضه لبؤات الأطلس. وحلّت سيدات المغرب في المرتبة الرابعة أفريقيا في حين تصدرت نيجيريا منتخبات القارة السمراء ويحتل منتخب جنوب إفريقيا المركز الثاني. وكانت المرتبة الأولى من نصيب منتخب السويد برصيد 2069.17، يليه المنتخب الإسباني صاحب اللقب برصيد 2051.84، ثم الولايات المتحدة في المركز الثالث برصيد 2051.21. وخطف المنتخب المغربي أنظار العالم في نهائيات قطر 2022 عندما أصبح أول منتخب أفريقي يصل إلى قبل النهائي قبل أن يخسر أمام فرنسا واحتل في النهاية المركز الرابع خلف كرواتيا. ونجحت لبؤات الأطلس في إذكاء شغف المولعين بالكرة. وهو الشغف الذي بدأ منذ تحقيقهن مفاجأة الوصول إلى نهائي بطولة أمم أفريقيا التي أقيمت في الرباط في عام 2022 رغم الهزيمة أمام جنوب أفريقيا 1-2، في نهائي حطم رقما قياسيا من حيث إقبال الجماهير على مباراة لكرة القدم النسوية. ويحقق الاتحاد المغربي نتائج هامة في تطوير كرة القدم النسائية من خلال إستراتيجية طموحة لدعم الأندية والتكوين بالإضافة إلى إنشاء بطولة احترافية من قسمين، يلتزم أعضاؤها وهم 42 ناديا في المجموع بتوفير فرق للفئات العمرية الصغرى لأقل من 15 و17 عاما. واكتست المواجهة أمام فرنسا في مونديال السيدات طابعا خاصا، إذ يدرّب المنتخب المغربي اللاعب الدولي الفرنسي سابقا رينالد بيدروس، بينما يقود المنتخب الفرنسي المدرب السابق لأسود الأطلس هيرفيه رونار. وتزامنت المباراة مع توتر دبلوماسي بين باريس والرباط بسبب خلافات عدة، أبرزها الموقف الفرنسي الضبابي من مغربية الصحراء وحرص المملكة على ضرورة خروج باريس من حالة التردد والالتحاق بركب الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية وأفريقية وأوروبية اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه. وتعتبر نجاحات المنتخب المغربي النسائي تتويجا لجهود المملكة في الدبلوماسية الرياضية والإنجازات على الأرضية المعشبة. ويولي العاهل المغربي الملك محمد السادس رعاية خاصة للمجال الرياضي وخاصة كرة القدم التي تعرف شعبية عالمية منقطعة النظير في المملكة، فيما تتالى إنجازات المنتخبات المغربية ومن بينها الأداء المبهر لأسود الأطلس في مونديال قطر ووصولهم إلى "المربع الذهبي". وتعيش المملكة على وقع إنجازات في مختلف المجالات سواء الرياضية أو السياسية والاقتصادية وأثبتت أنها قوة فاعلة في معادلة التوازنات في المنطقة وشريكا دوليا موثوقا.