كشفت دراسة جديدة أن هناك ارتباطات وراثية ملحوظة بين القولون العصبي، واضطرابات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب والمرض الثنائي القطب والفصام. وفقا لـ"ساينس ألرت". ويقول باحثون من جامعة أوسلو وجامعة بيرجن في النرويج وجامعة كاليفورنيا في أمريكا، إن النتائج التي توصلوا إليها تسلط مزيدا من الضوء على العلاقة المعقدة بين أدمغتنا وأمعائنا، ويمكن أن تفتح مزيدا من الاحتمالات لعلاج القولون العصبي. وكصفات متعددة الجينات، يتأثر القولون العصبي والصحة العقلية بشدة بمجموعة متنوعة من الجينات. وفي هذه الحالة، تبين أن عددا منها مشترك. وحدد الباحثون 70 موقعا فريدا حيث تشير المتغيرات الجينية إلى خطر الإصابة بالقولون، مع سبعة من تلك الجينات نفسها المرتبطة أيضا باضطراب القلق العام، و35 مع الاكتئاب الشديد، و27 مع الاضطراب ثنائي القطب، و15 مع الفصام. كما كتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: "لقد وجدنا تداخلا جينيا واسع النطاق بين القولون العصبي والاضطرابات النفسية وبدرجة أقل مع أمراض الجهاز الهضمي". يعتقد أن ما يقرب من 1 من كل عشرة أشخاص في جميع أنحاء العالم مصاب بمتلازمة القولون العصبي، ما قد يؤدي إلى التشنجات والألم والإسهال. وعلى الرغم من أن أسبابه غير معروفة، إلا أنه يعتقد عموما أنه مرتبط بالطريقة التي يستجيب بها الدماغ للأعصاب الموجودة في القناة الهضمية. تدعم هذه الدراسة الجديدة ذلك على المستوى الجيني وتمنح الباحثين والمهنيين الصحيين روابط جديدة بين الأمعاء والدماغ لفحصها. ويلقي البحث أيضا الضوء على المسارات التي تؤدي إلى الإصابة بالقولون العصبي التي لا علاقة لها بالجهاز العصبي، ويمكن أن تقدم طرقا بديلة للعلاج. وفي هذه المناسبة، لم يبحث الباحثون بشكل أعمق في نوعية الآليات التي تتعلق بالتداخل الجيني، لكنهم يشيرون إلى أن التهاب الأمعاء قد يتسبب في تسرب البكتيريا إلى الدم وشق طريقها إلى الدماغ، ما قد يؤدي إلى تغيرات سلوكية ومعرفية. وقد يفسر هذا التزامن المرتفع لمرض القولون العصبي مع الاضطرابات النفسية.
مشاركة :