أثناء السفر، عادة ما يلفت نظرنا بعض الأشخاص الذين يبدو عليهم الغضب من أتفه الأشياء. وحتى إذا لم تكن من دائمي السفر، فإنك لابد أن صادفت أحدهم خلال رحلة قمت بها، ربما بسبب تأخر في الرحلة، أو عدم وجود مساحة كافية لتخزين متعلقاته الشخصية على الطائرة أو أي سبب آخر، ستجد ذلك الشخص يتحدث بغضب إلى أحد أعضاء طاقم الضيافة بالطائرة. وهذا النوع من الغضب يعرف باسم غضب الطيران، أو بمعنى آخر اللجوء إلى العدوانية على الطائرات، وهو سلوك يتسبب في توتر كبير لدى طاقم الطائرة، بحسب تقرير نشرته صحيفة هافينغتون بوست مؤخراً. وبحسب الخبراء، فإن هذا السلوك العدواني لدى بعض الركاب في الطائرة، يرجع إلى إدراكهم حقيقة أنهم لا يسيطرون على عدد كاف من البشر في الجو، كما يسيطرون على الأرض. ويشرح الدكتور مارتن سيف، وهو محلل نفسي متخصص في القلق من الطيران، الأمر بالقول: الغضب عادة ما يزيد مع الإحساس بقلة السيطرة. نحن لا نكون عادة في وضع السيطرة الكلية على الأمور، إلا أننا ندرك ذلك الأمر أثناء الطيران. ويضيف سيف أن ردة الفعل تختلف من شخص لآخر تجاه تلاشي السيطرة، ما ينتج عنه الغضب الذي يخرجه الشخص على شكل سلوك عدواني وغضب تجاه الآخرين. وينصح سيف بمحاولة تجاهل ذلك الإحساس، والانشغال بشيء آخر، ومحاولة السيطرة على المشاعر الداخلية. فمثلاً التركيز في الفيلم المعروض على الطائرة قد يكون أكثر فائدة من التركيز على تأخر الطائرة لكي تستمتع برحلة آمنة وسعيدة.
مشاركة :