يستمتع رواد الفضاء خلال مسيرتهم المهنية بتجارب خاصة في الطيران وسعادة استكشاف المجهول، لكنهم يحتاجون في الوقت نفسه إلى بذل جهود جادّة ومضنية ليكونوا خبراء في العديد من التخصصات، قبل الحصول على مهنة الأحلام. وأعدت الأناضول سلسة تقارير خاصة، تنشر اليوم الجزء الثاني منها ويركز على صعوبة مهنة رواد الفضاء، والمراحل التي يمر بها المرشح قبل أن يصبح رائد فضاء، إضافة إلى معلومات حول عملية التدريب من خلال تصريحات رواد فضاء ومدربين في مجال ريادة الفضاء. وكان الجزء الأول تناول كيفية أن يصبح الشخص رائد فضاء والشروط المطلوبة لذلك، إضافة إلى معلومات حول التجارب الشخصية لرواد الفضاء. ** سنوات من الخبرة يستغرق المرشحون لريادة الفضاء عشر سنوات قبل الوصول إلى مستوى أن يكونوا خبراء في العديد من المجالات، ضمنها العلوم الأساسية والكفاءة البدنية وعلم النفس. أحد أبرز الشروط المطلوبة في المرشحين هو أن يتمكنوا من النجاح في اختبارات السباحة، كذلك ينبغي عليهم أن يكونوا متعددي المواهب في مختلف المجالات، بدءًا من الرياضة إلى الهندسة، ومن العلوم الأساسية إلى تكنولوجيا المعلومات. ومن أجل التعود على بيئة انعدام الجاذبية، يحتاج رواد الفضاء الذين يتدربون تحت الماء لمدة 8 ساعات تقريبًا يوميًا إلى أن يكونوا قادرين على العمل تحت الضغط في المناطق المزدحمة والمغلقة. بالإضافة إلى ذلك، يجري رواد الفضاء العديد من المهام المختلفة خلال تنفيذهم المهام الفضائية، ويتكون فريق رواد الفضاء عادة من 4 رواد وهم القائد، والطيار، ومهندس الطائرة، وأخصائي المهمة. ** تحمل العمل تحت الضغط وبحسب روديجر سين مدير وحدة تدريب رواد الفضاء في مركز رواد الفضاء الأوروبي "ESA" ومقره ألمانيا، فإن "المجالات التي يواجه فيها المرشحون أكبر صعوبة أثناء التدريب تختلف من شخص لآخر". وقال سين لمراسل وكالة الأناضول: "بالإضافة إلى الكفاءة البدنية، يتم أيضًا توفير تدريب للمرشحين في العلوم السلوكية وعلم النفس". وأضاف: "يحتاج المرشحون إلى تعلم كيفية التعامل مع ما هو غير متوقع، لهذا السبب من خلال السيناريوهات التي تم إنشاؤها يتم إعطائهم الدروس اللازمة التي من شأنها أن توفر لهم تجربة واقعية لحياة الفضاء". وذكر سين أن هذه العملية "تهدف إلى زيادة تجارب إدارة السلوك والتواصل تحت الضغط لدى المرشحين، وهو بالضبط ما يحتاج إليه رواد الفضاء خلال حياتهم المهنية". وأردف: "لا يحظى رواد الفضاء بدعم نفسي من العائلة والأصدقاء فضلًا عن أن المحطة الفضائية ليست مريحة". وتابع سين: "لا يمكن أيضا رواد الفضاء اختيار طعامهم كما لا يمكنهم فتح الباب والذهاب في نزهة على الأقدام". ولفت إلى أن "كل هذا يعني عوامل إجهاد إضافية إلى جانب ضغوط العمل، فليس من السهل على طاقم مكون من 6 أو 7 أفراد التعامل مع هذه الأمور". ** صعوبة فشل رواد الفضاء وتتكون عملية تدريب رواد الفضاء في وكالة الفضاء الأوروبية من 3 مراحل. في المرحلة الأولى، يتم تطبيق عملية التعليم الأساسي في مجالات مثل الهندسة والعلوم واللغة والطيران والمركبات الفضائية والأنظمة. وفي المرحلتين التاليتين، يتم تزويد رواد الفضاء بالتدريب على الأنظمة الموجودة في محطة الفضاء الدولية. ويرى سين أنه "من الصعب جدًا أن يفشل رواد الفضاء من حيث المبدأ، باعتبارهم أشخاصًا أذكياء وذوي دوافع عالية". وأضاف: "في حالة الفشل، قد يكون ذلك بسبب مشاكل في التدريب وليس في قدرات رائد الفضاء". ** المزيد من التعليم رائد الفضاء في الإدارة الوطنية الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء "NASA"، إدوارد مايكل فينكي قال لمراسل الأناضول، إنه "قضى ما مجموعه 381 يومًا و15 ساعة و11 دقيقة في الفضاء". وأضاف أنه "عندما تقدم بطلب إلى ناسا، كانت محطة الفضاء الدولية قد بدأت للتو في الإنشاء، وأنه امتلك قدرات مهمة في التواصل مع رواد الفضاء لأنه كان يجيد اللغة الروسية". وأردف فينكي: "درست العلوم والرياضيات في المرحلة الثانوية، بينما درست هندسة الطيران في الكلية، قبل الذهاب إلى معهد موسكو للطيران في الاتحاد السوفيتي السابق لمواصلة دوراتي التدريبية مقابل منحة دراسية حصل عليها طلاب سوفييت من القوات الجوية الأمريكية". ولفت فينكي، الذي انضم إلى وكالة ناسا في عام 1996، أنه "حصل على رتبة عقيد في القوات الجوية الأمريكية، إلى جانب رتبة رائد فضاء، وأنه انتظر للحصول على مهمته الأولى من عام 1996 إلى عام 2004". وتابع: "حصلت أيضًا على المرتبة السادسة بين رواد الفضاء من حيث إجمالي الأيام التي قضيتها في الفضاء". وقال فينكي: "في ذلك الوقت، ذهبت إلى روسيا للمساعدة في بناء الوحدات الأولى للمحطة الفضائية، قبل أن أنطلق إلى الفضاء مرتين على متن مركبة سويوز الروسية". ** ممارسة الرياضة وقال سين إنه "خلال فترة وجودهم على الأرض، يخضع رواد الفضاء لفحوصات صحية مستمرة ويقومون بممارسة التمارين الرياضية لمدة 6 ساعات كل أسبوع". فيما أشار فينكي إلى أن الغرض من التدريبات والتمارين الرياضية هو "المحافظة على الصحة البدنية لرواد الفضاء". أضاف أن "عدم إجراء التدريبات الرياضية اللازمة في المحطة الفضائية، سيجعل الرواد يفقدون قسما مهما من كتلتهم العظمية والعضلية". وتابع فينكي: "نحن نحاول تقليل كل هذه الآثار السلبية على المحطة الفضائية من خلال ممارسة رواد الفضاء الرياضة البدنية لمدة ساعتين يوميا في المحطة الفضائية". ** الدعم النفسي وفي نطاق الدعم النفسي أثناء وجود الرواد في الفضاء، يجري توفير برامج ومعلومات خاصة للرواد كل بحسب اهتمامه، كما يتم عقد لقاءات مشتركة لرواد الفضاء للتحدث مع زملائهم وخبراء الاتصال وعائلاتهم. وقالت يامازاكي ناوكو رائدة الفضاء المتقاعدة من وكالة الفضاء اليابانية "JAXA" للأناضول، إنها "كانت على اتصال دائم مع مركز التحكم خلال أدائها مهامها الفضائية". وأضافت ناوكو أنها "كانت تجري اتصالات مع الأصدقاء والعائلة خلال أوقات الفراغ، إضافة إلى إرسالها رسائل عبر البريد الإلكتروني". ** قبل الانطلاق إلى الفضاء قد يستغرق رواد الفضاء ما يقرب من 10 سنوات، قبل الانطلاق إلى الفضاء الخارجي، يقومون فيها بإنهاء دراستهم التخصصية في غضون 6 سنوات، يعقب ذلك عامين من التعليم الأساسي، وسنتين من الخبرة المهنية. ويوضح سين، أن "جميع رواد الفضاء المختارين يجب أن يكون لديهم فهم مشترك، يجري تشكيله من خلال تدريب خاص يتم تقديمه في محطة الفضاء الدولية". وبعد اكتمال عملية التدريب، يتعين على رواد الفضاء الانتظار شهورًا أو سنوات قبل المشاركة في أولى مهامهم الفضائية. وقبل مغادرة الأرض تجاه الفضاء، يجب على رواد الفضاء إكمال جميع الدورات التدريبية المقررة، إضافة إلى تدريبات مختلفة تركز على مهام استكشاف الفضاء. وغالبًا لا يختلف مضمون الدورات التدريبية تبعًا لاختلاف البلدان أو وكالات الفضاء. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :