استطاعت المرأة الإماراتية أن تحقق الكثير من الإنجازات وتصل إلى العالمية بفضل ثقة القيادة الرشيدة، فتلك الإنجازات والمكاسب التي حققتها كانت بدعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، والاعتزاز بهذه المسيرة التي بدأت منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. لقد استطاعت المرأة الإماراتية أن تحول التمكين إلى واقع ملموس وعملي ومشاركة فاعلة من جانبها في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة، لقد عملت سمو الشيخة فاطمة حفظها الله من أجل المرأة الإماراتية بجهد مستمر، وكانت رؤيتها أن يكون العمل منطلقاً من فكر مؤسسي وليس فردياً، ولذلك سعت أولاً لإنشاء جمعية نسائية يكون هدفها أن تلتقي عبرها نساء إمارة أبوظبي، والهدف أن تشجعهن وتدفعن ليعملن على تطوير أنفسهن ليكنّ حاضرات مع مسيرة النهضة التي انطلقت، فضلاً عن تزويدهن العلوم والمعارف التي من شأنها مساعدتهن على القيام بدورهن الأسري في تربية الأطفال التربية القويمة. لقد كان من ضمن أهم خطوات الشيخة فاطمة لتحقيق نقلة فعلية للمرأة الإماراتية، محو الأمية التي كانت منتشرة بين النساء والفتيات على حد سواء، ولذلك بادرت بإطلاق حملة لمحو الأمية، بل إنها طالبت بضرورة تعليم الفتيات، وعرف عنها أنها قالت: إن الأمية عدونا الأول. وفي الثاني من شهر ديسمبر من سنة 1971م وهو وقت مبكر جداً من عمر دولة الإمارات العربية المتحدة، بدأت العمل النسائي، واضعة نصب عينيها أن المرأة نصف المجتمع وهي من تحمل على عاتقها تربية الأجيال القادمة، وبذلك استمرار الأجيال في حماية الدولة الجديدة التي توها تظهر على خريطة الكرة الأرضية. وكانت من أولى خطواتها أن فتحت مجلسها للنساء، فتسمع منهن الآمال والاقتراحات والطموحات ونظرتهن للمستقبل، فكانت هناك مشاركة في العمل من أجل الاتحاد ومن أجل بناء الدولة، وقد كان واضحاً أمامها أن الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كان يدعو إلى ضرورة مشاركة المرأة في مسيرة بناء الدولة وترسيخ دعائم الاستقرار والأمن، ولذلك لم توفر وقتاً أو تدخر جهداً إلا قدمته لتحقيق هذه الرؤية الثاقبة للوالد القائد، رحمه الله ولذلك عملت على أن تكون هذه الرؤية على أرض الواقع، وقد كانت نظرتها صائبة حينما وجدت أن المرأة بحاجة لمؤسسة يكون هدفها خدمتها والعمل من أجلها وقضاياها، ولذا بادرت منذ وقت مبكر جداً من عمر دولة الاتحاد، في سنة 1973م بإنشاء جمعية نهضة المرأة الظبيانية، فكانت أول تجمع نسائي في الدولة الوليدة الجديدة، إذ تعد هذه الجمعية، هي من وضع لبنات الأساس لما تحقق في ما بعد من إنجازات عظيمة ومشرفة للمرأة الإماراتية. في ظل هذا الكيان الوحدوي الثابت، وفضلاً عن هذا الدور الريادي والتفكير الاستباقي، إذا صح التعبير، فإن الوالدة الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، عملت كسفيرة للمرأة لدى سمو الوالد الشيخ زايد، رحمه الله، ولذا كانت تجتمع مرتين أسبوعياً بسيدات فاعلات في المجتمع وعاملات، حتى تم إعلان الاتحاد النسائي في سنة 1975م، فكان هو الممثل للمرأة الإماراتية، في مختلف المحافل الدولية، وقد كانت أولى مشاركات هذا الاتحاد في قمة المرأة التي عقدت في المكسيك في سنة 1975م، وكان هذا الاتحاد خير معين للمرأة الإماراتية لتأخذ مكانها الطبيعي في العمل من أجل اتحاد الإمارات العربية، ولتسلك طريقها الذي اختطه ورسمه الشيخ زايد رحمه الله بأن تكون المرأة مشاركة في صنع القرار. واستكمالاً لهذه المسيرة وجّهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بإطلاق شعار يوم المرأة الإماراتية لسنة 2023 ليكون «نتشارك للغد»، والذي يصادف الـ28 من أغسطس من كل عام. ويأتي اختيار شعار هذا العام تماشياً مع شعار الدولة لسنة 2023، والذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ليكون 2023 عاماً للاستدامة تحت شعار «اليوم للغد»، بهدف إبراز جهود الإمارات المحلية، وإسهامها العالمي في معالجة تحديات الاستدامة والتغير المناخي. أستحضر في هذا السياق كلمات للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يقول فيها: «إنني أؤمن بدور المرأة في المجتمع، وما يمكن أن تحققه لوطنها». وهذا الإيمان والثقة هما ما يتم ترجمته اليوم في كل هذا الحراك نحو المستقبل ونحو التطور الذي تصنعه المرأة الإماراتية بجانب شقيقها الرجل من دون أي تمييز أو عوائق.. رحم الله الشيخ زايد، وشيوخ الإمارات المؤسسين، وأسكنهم فسيح جناته. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :